يحذر العديد من المؤسسات الحكومية والرسمية بغزة من الخطورة البيئية لاستمرار تدفق مياه البحر التي يضخها الجيش المصري تجاه المنطقة الحدودية مع القطاع، وأثره على المياه الجوفية والأراضي الزراعية في المناطق الجنوبية، التي تعد مصدراً هاماً لزراعة الخضروات والورود.
ويقول المدير العام للتربة والري في وزارة الزارعة بغزة، المهندس نزار الوحيدي لـ"العربي الجديد"، إنّ تنفيذ السلطات المصرية لمشروعها بإغراق المناطق الحدودية بمياه البحر، سيعمل على تدمير التربة والأراضي الزراعية في مدينة رفح جنوب القطاع التي تعتبر من أكثر المناطق الزراعية في غزة انتاجاً.
ويؤكد الوحيدي أنّ المشروع المصري سيعمل على تدمير سريع للأراضي الزراعية على امتداد الساحل لمساحة ستصل إلى 30 كيلومتراً في ظل حقن الأراضي الحدودية مع غزة بالمياه المالحة، التي ستعمل على تفتيت التربة وإحداث انهيارات أرضية في المناطق الحدودية.
ويلفت المسؤول الحكومي، إلى أنّ مشروع ضخ مياه البحر المتوسط المالحة للمناطق الحدودية سيكبد الزراعة الفلسطينية في القطاع خسائر مالية ضخمة، وسيعمل على تدمير الزراعة بشكل كلي ونهائي، في ظل استخدام السلطات المصرية لمياه البحر في عملية تدمير الأنفاق الحدودية مع القطاع.
وعن تأثير المشروع على الآبار الجوفية، يحذر الوحيدي من أنّ استمرار تدفق المياه تجاه المناطق الحدودية بغزة سيؤدي إلى تدمير 3 آلاف بئر من المياه ورفع معدل الملوحة في الخزانات الجوفية في القطاع الذي يعاني من أزمة مياه شديدة في السنوات الأخيرة.
من جانبه، يؤكد رئيس سلطة جودة البيئة في غزة، المهندس كنعان عبيد لـ "العربي الجديد"، أنّ استمرار عمليات تدفق المياه تجاه المناطق الحدودية مع غزة سيؤدي إلى كارثة طبيعية في المستقبل القريب، وسيعرض المياه والتربة للتملح، وسيحول المناطق التي ستصلها المياه المالحة إلى مناطق غير صالحة للسكن.
اقرأ أيضاً: مزارعون ينصرفون عن حقولهم في غزة