إعلام واقتصاد في "إسرائيل"

22 يونيو 2015
أبقى نتنياهو حقيبة الاتصالات في يديه (أرشيف/Getty)
+ الخط -

في تشكيلة حكومته الجديدة، أبقى نتنياهو حقيبة الاتصالات في يديه، وأثار فضول أعدائه، بانفعاله وانفلاته وتشدده، فيما هو يرفض منح هذه الحقيبة لأحد من خلصائه وأقرب أصدقائه.

أول ما يخطر على البال، حيال هذا التمسك بحقيبة الاتصالات؛ شبهة الفساد المتفشية في دوائر التقاطع بين السلطة السياسية وأوساط "البزنس" لا سيما في قطاع شبكات الهواتف الخليوية، لكن الأمر بالنسبة لنتنياهو غير ذلك وأكبر منه في الجوهر. فالسياق فاسد برمته، إذ كان القرار الأول لنتنياهو بعد أن شكل حكومته الجديدة؛ عزل مدير عام وزارة الاتصالات، الذي يتولى تدابير الإصلاح التشريعي لهذا القطاع.

أراد نتنياهو إفادة صاحبه الملياردير شاؤول ألوفيتش صاحب شركة "بيزك" التي تحتكر قطاعاً واسعاً من سوق الاتصالات، ولها موقع "والا" الإخباري الأكثر انتشارا في إسرائيل، ورغم هذه الشبهة، لم يكن الأمر قراراً حكومياً مقابل رشوة مالية، وإنما قرار حكومي فاسد، مقابل رواج سياسي أكثر عفونة.

كان مدير عام الوزارة المعزول، يتأهب لمحاربة احتكار "بيزك" وتمكين القطاعات الفقيرة، من سكان إسرائيل من التخلي عنها والذهاب الى شركات الهواتف الخليوية والأرضية الأقل تكلفة.

غير أن نتنياهو سعى إلى تمكينه من وسائل الاتصال والإعلام. فوزارة الاتصالات في إسرائيل هي صاحبة القرار بكل وسائط الإعلام الرقمي والسمعي والمرئي، وهي صاحبة سلطة البث، وتراخيص الهواتف الأرضية والنقالة، وشبكة الإنترنت، ولا يُطرح مشروع قانون يتعلق بهذا القطاع، من دون أن يؤيده ويتبناه وزير الاتصالات أولاً.

وسرعان ما نشرت صحف إسرائيل، أن لدى رئيس الحكومة برامج وخططاً للهيمنة على فضاء الاتصالات لتقرير مصير عدد وسائل الإعلام المهمة كإذاعة الجيش والقناتين الثانية والعاشرة وإعطاء زخم للصحيفة الناطقة باسمه "يسرائيل هيوم" ومنع صدور القانون المسمى باسمها، وينص على منع توزيع الصحف اليومية مجاناً. فمنذ عام 2007 أصدر الثري اليهودي الأميركي أديلسون، هذه الصحيفة لكي توزع مجاناً وتروج لسياسات نتنياهو.

وقد تأثر توزيع الصحف الأخرى، وبخاصة "يديعوت أحرونوت" الكارهة لنتنياهو الذي اعتبر قانون منع التوزيع مجاناً، حرباً عليه.

ويشن نتنياهو حرباً على القناة العاشرة المناوئة له، وباتت هذه القناة تعاني من ضائقة مالية خانقة، إذ استنكف عن تمويلها المستثمرون، ما جعلها عرضة للإغلاق. فعندما يلعب في اقتصاد الإعلام، ذوو مآرب سيئة بمعايير بيئتهم الاجتماعية والسياسية؛ يطفو إعلام رديء وغبي، ويغطس إعلام ذكي!

اقرأ أيضاً: اقتصاد إسرائيل يلازم خططها

المساهمون