في السنوات الأخيرة، أصبحت البرامج والحوارات السياسية تشغل معظم ساعات البث التلفزيوني على المحطات الفضائية السورية، التابعة للنظام منها والخاصة، لكن شهر رمضان لا يزال يشكل موسماً استثنائياً بالنسبة للتلفزيون السوري، حيث تزداد فيه عدد ساعات البث الترفيهية، فيتم تخصيص عدد كبير من الساعات لعرض المسلسلات الدرامية وبرامج المسابقات والسهرات الفنية. إلا أن هذه البرامج ذات القالب الترفيهي لا تخلو بطبيعتها من المحتوى السياسي والتوجيهات "الوطنية" التي يمررها النظام السوري لمؤيديه في ساعات الترفيه.
ويبدو أنّ القاسم المشترك بين جميع ما يُعرض على المحطات التلفزيونية السورية من برامج ترفيهية، هو تلك الدعوات، المبطّنة أو العلنيّة، للتجنيد الإجباري. ويبدو ذلك واضحاً من خلال برامج المسابقات، التي ازداد عددها هذا الموسم الرمضاني بشكلٍ ملحوظ، وانتقل معظمها من فضاء الاستوديو المغلق لفضاء الشارع المفتوح. ويحاول مقدمو هذه البرامج أن يوجّهوا الناس للحديث عن دور الجيش السوري البطولي "بإعادة الأمان لهذه الشوارع التي يسير بها الناس وتصور فيها البرامج"؛ فتجد عدداً كبيراً من المارة يهتفون أثناء اللقاء بالولاء للجيش ويوجهون له التحية.
وأما البرامج التلفزيونية التي لا تزال تقام في الاستوديوهات، فهي غالباً برامج حوارية، يتم فيها استضافة نجوم الفن والرياضة. هذه الحوارات لا تخلو بطبيعتها من النبرة الخطابية العسكرية، حيث يتم التركيز عند الحديث مع كل ضيف على أهمية الانتصارات التي حققها الجيش السوري على الأرض، ودوره الكبير بدعم الفن من خلال تهيئة البيئة الآمنة للعمل.
والملفت في الأمر أن المحطات التلفزيونية السورية استضافت في برامجها الحوارية الرمضانية نجوماً كانوا محسوبين على المعارضة، مثل مهاجم المنتخب السوري، عمر السومة، الذي حل ضيفاً على برنامج "كاني ماني". وفي الحلقة تم التعامل مع السومة كمتّهم، ووجهت له العديد من الأسئلة التي تحاول إدانته، مثل "ما هو أكثر شيء تندم عليه؟". لكن السومة راوغ قدر الإمكان، وحاول أن يقحم مسيرته كلاعب كرة القدم في معظم أجوبته، رغم أن محاوريه شذوا عن هذا المسار. حتى طُرح عليه السؤال: "ماذا كنت ستفعل لو لم تكن لاعب كرة قدم"؟ وهو ذات السؤال الذي طُرح على السومة عند عودته للمنتخب؛ وأجاب بذات الميكانيكية: "كنت سأتطوع في الشرطة أو الجيش"، ليبدو واضحاً أن البرامج الحوارية تهدف بشكل واضح للترويج للعسكرة النظاميّة.
اقــرأ أيضاً
وفي ما يخص الفقرات الدرامية، فقد خصّصت هذه السنة مساحة كبيرة من ساعات البث التلفزيوني للمسلسلات والفواصل الدرامية؛ وفي أغلب المسلسلات المنتجة، يتم الترويج للعسكرة من خلال الحوارات والقصص والهوامش التي يتم تصويرها. فمسلسل "روزنا" على سبيل المثال، يروج للعسكرة بشكل واضح من خلال "تصوير حياة الجنود على الجبهة وكأنهم في نزهة، وتمكن الجنود الذين يخدمون الجيش السوري من الحصول على القدر الكافي من الحب والسعادة، وتفوقهم في عيون النساء على الرجال الأغنياء الذين لم يلبسوا الزي العسكري". كما يتم الترويج للتجنيد في "وحدن" بخطابات مباشرة، ويتم الترويج للعسكرة في "فوضى" من خلال الهوامش والحياة العسكرية الطاغية.
وبالإضافة للمسلسلات، فهناك عدد كبير من الفواصل الدرامية التي تعرض هذه السنة، مثل: "يوميات المختار" و"سياسي على مآسي". وفي هذ النوع من الفقرات الدرامية يتم التركيز بشكل أساسي على السخرية من أعداء النظام، بما في ذلك الشعب السوري المتخاذل عن الدخول في دوامته العسكرية؛ كما أنه تتم مخاطبة الناس بشكل مباشر لتدعوهم للالتحاق بالجيش وارتداء البذلة التي تمثل "شرف الوطن".
وأما البرامج التلفزيونية التي لا تزال تقام في الاستوديوهات، فهي غالباً برامج حوارية، يتم فيها استضافة نجوم الفن والرياضة. هذه الحوارات لا تخلو بطبيعتها من النبرة الخطابية العسكرية، حيث يتم التركيز عند الحديث مع كل ضيف على أهمية الانتصارات التي حققها الجيش السوري على الأرض، ودوره الكبير بدعم الفن من خلال تهيئة البيئة الآمنة للعمل.
والملفت في الأمر أن المحطات التلفزيونية السورية استضافت في برامجها الحوارية الرمضانية نجوماً كانوا محسوبين على المعارضة، مثل مهاجم المنتخب السوري، عمر السومة، الذي حل ضيفاً على برنامج "كاني ماني". وفي الحلقة تم التعامل مع السومة كمتّهم، ووجهت له العديد من الأسئلة التي تحاول إدانته، مثل "ما هو أكثر شيء تندم عليه؟". لكن السومة راوغ قدر الإمكان، وحاول أن يقحم مسيرته كلاعب كرة القدم في معظم أجوبته، رغم أن محاوريه شذوا عن هذا المسار. حتى طُرح عليه السؤال: "ماذا كنت ستفعل لو لم تكن لاعب كرة قدم"؟ وهو ذات السؤال الذي طُرح على السومة عند عودته للمنتخب؛ وأجاب بذات الميكانيكية: "كنت سأتطوع في الشرطة أو الجيش"، ليبدو واضحاً أن البرامج الحوارية تهدف بشكل واضح للترويج للعسكرة النظاميّة.
وفي ما يخص الفقرات الدرامية، فقد خصّصت هذه السنة مساحة كبيرة من ساعات البث التلفزيوني للمسلسلات والفواصل الدرامية؛ وفي أغلب المسلسلات المنتجة، يتم الترويج للعسكرة من خلال الحوارات والقصص والهوامش التي يتم تصويرها. فمسلسل "روزنا" على سبيل المثال، يروج للعسكرة بشكل واضح من خلال "تصوير حياة الجنود على الجبهة وكأنهم في نزهة، وتمكن الجنود الذين يخدمون الجيش السوري من الحصول على القدر الكافي من الحب والسعادة، وتفوقهم في عيون النساء على الرجال الأغنياء الذين لم يلبسوا الزي العسكري". كما يتم الترويج للتجنيد في "وحدن" بخطابات مباشرة، ويتم الترويج للعسكرة في "فوضى" من خلال الهوامش والحياة العسكرية الطاغية.
وبالإضافة للمسلسلات، فهناك عدد كبير من الفواصل الدرامية التي تعرض هذه السنة، مثل: "يوميات المختار" و"سياسي على مآسي". وفي هذ النوع من الفقرات الدرامية يتم التركيز بشكل أساسي على السخرية من أعداء النظام، بما في ذلك الشعب السوري المتخاذل عن الدخول في دوامته العسكرية؛ كما أنه تتم مخاطبة الناس بشكل مباشر لتدعوهم للالتحاق بالجيش وارتداء البذلة التي تمثل "شرف الوطن".