نقلت وكالات إيرانية أن السلطات نفذت فجر اليوم الاثنين حكم الإعدام الصادر سابقا بحق محمد ثلاث(51 عاماً)، أحد دراويش إيران الغناباديين، والمتهم بدهس عناصر من الأمن والشرطة خلال احتجاجات للدراويش شرقي العاصمة طهران في فبراير/شباط الماضي.
واتهم ثلاث بالقتل العمد، إذ تسبب بمقتل ثلاثة من عناصر الشرطة وجرح عشرات آخرين، كما اعترف خلال جلسات المحاكمة بارتكابه ذلك، قائلاً إن الغضب أفقده أعصابه، لكن ذلك لم يكن مبررا كافيا لتعديل الحكم.
وكان أتباع من فرقة الدراويش الغنابادية الصوفية في إيران قد تجمعوا قبل أشهر بالقرب من منزل قطب الفرقة نور علي تابنده، في منطقة باسداران شرقي طهران، لمنع اعتقال تابنده على خلفية اتهامات موجهة للدراويش بإحراق مساجد وحسينيات خلال مظاهرات خرجت في عدة مناطق من إيران نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي. وبعد ذلك بأيام احتشدوا مجددا في ذات المنطقة احتجاجا على اعتقال أحد أفراد الفرقة، وتطورت الأحداث في تلك الليلة، فوقعت حادثة الدهس إلى جانب حصول اشتباكات بينهم وبين عناصر من الأمن الإيراني.
وذكرت الشرطة الإيرانية حينها أنها اعتقلت ما يزيد عن 300 شخص، وصفتهم بالمخربين، ومن بينهم محمد ثلاث، سائق الحافلة، فضلا عن سائق سيارة أخرى حاول في الليلة ذاتها تنفيذ عملية دهس مشابهة. ما تسبب بأضرار مادية كبيرة لحقت بالسيارات المركونة والمحال والمنازل الموجودة في تلك المنطقة.
— saman 📸 (@samandaliri1113) June 17, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
— Al Kassem Palestina (@KassemPalestina) June 18, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويسمى هؤلاء الدراويش بالغناباديين، نسبة لمقرهم الواقع في غناباد جنوبي محافظة خراسان رضوي، الواقعة شمال شرقي إيران. وتتعرض هذه الفرقة لانتقادات المتدينين ممن لا يتفقون معهم على عدد من معتقداتهم. ويعتبر تابنده شخصية مثيرة للجدل منذ ما قبل الثورة الإسلامية، ولم يحظ بالرضا كثيرا من السلطات بعدها، فهو عضو في جمعية الدفاع عن حرية واستقلال الشعب الإيراني، وكتب مقالات نقدية عدة في هذا الصدد، إلا أن نشاطه هذا تراجع في السنوات الأخيرة.
وأصبح نور علي تابنده الملقب بمجذوب عليشاه، قطبا للدراويش الغناباديين، منذ عشرين عاما تقريبا وبعد وفاة سلفه محبوب عليشاه. وتولى بعد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 مناصب عدة، فكان رئيساً لمؤسسة الحج، ونائباً لوزير العدل، ومستشاراً في وزارة الثقافة.