ووفقاً لمسؤول محلي عراقي، فإن 20 مواطناً وُجدوا في مكبّ نفايات قرب معسكر طارق شرق الفلوجة، الخاضع لسيطرة الحشد الشعبي، وكانوا معذبين بشكل وحشي وتُركوا تحت أشعة الشمس، مبيناً أن ثلاثة منهم توفوا والآخرين تم نقلهم إلى المستشفى، لكنهم في حالة تحتاج معجزة لبقائهم أحياء بسبب حالتهم الصحية.
وكانت فرق إنقاذ قد عثرت، صباح اليوم، على 4 ضحايا نازحين، بينهم فتى، فيما أعلنت الحكومة المحلية في الأنبار، ليلة الأحد، العثور على جثث نازحين، بعضها مقطوعة الرأس، وأخرى لضحايا دُفنوا أحياء، وآخرين جراء التعذيب، لترتفع حصيلة من عثر عليهم من النازحين إلى 49 ضحية تم قتلهم بعد فرارهم من مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، على يد مليشيات الحشد.
من جهته، قال الدكتور وليد محمد العيساوي، من مستشفى الفلوجة، إن البعض أدخل فيهم أسياخا وأدوات حادة، ومثّل بهم بشكل بشع، وآخرين كُتبت عبارات على ظهورهم. مبيناً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "لا يمكن حتى لحيوان أن يفعل ذلك. وبعض الضحايا أجبروا على شرب البول ووضع غائط في أفواههم"، مبيناً أنه "تم تصوير ذلك وبانتظار الأمم المتحدة، لعل الضحايا وذويهم يحظون بقلقها"، على حد وصفه.
وأكدت تسريبات خاصة من مصادر مقربة من مليشيات الحشد، أن أبرز الفصائل المتورطة في الجرائم هي بدر وحزب الله والخراساني وجند الإمام والعصائب، كون غالبية الجرائم وُجدت في مناطق تواجدها.
من جهته، قال برلماني عراقي بارز، لـ"العربي الجديد"، "إن المعلومات الأولية تؤكد تورط الفريق رائد شاكر جودت، قائد الشرطة الاتحادية، في جرائم إعدام النازحين وتعذيبهم واغتصاب عدد منهم، من خلال التواطؤ مع قيادات المليشيات في المنطقة".
وأضاف البرلماني، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، أن "قائد الشرطة الاتحادية كان شاهداً على إحدى عمليات التعذيب على صخب سباب وشتم طائفي ثم اغتصاب لشاب لإجباره على الحديث"، مبيناً أن "قائد الشرطة الاتحادية سلم المليشيات ملابس ومدرعات الشرطة"، مستغرباً "بقاء شخص مثله في المنصب بعد سجل طائفي سيئ تميّز به طيلة تلك السنوات".