استقبال العيد بإطلاق نار وطعن في الدنمارك والشرطة تنتشر في ضواحي المهاجرين
كوبنهاغن
بعد حوادث إطلاق نار في ضواحي المدينة الدنماركية الثانية، آرهوس، بدأت الشرطة مساء اليوم الأحد بفرض مناطق حظر وتفتيش للداخلين والخارجين. وتعد المناطق المشمولة الأكثر كثافة بالمهاجرين، أغلبهم مسلمون. ووفقا لشرطة المدينة فإنها اضطرت إلى "نشر المزيد من الدوريات بعد نزاع طويل بين عصابات متنافسة وحوادث إطلاق نار متكررة".
وشهد مساء أمس السبت أحدث عمليات استخدام السلاح الآلي (كلاشينكوف)، في إطلاق نار باتجاه سوق بازار فيست، وهو معروف بطابعه المهاجر، ويدير معظم محلاته مسلمون وعرب. ويحتوي هذا السوق على متاجر ومطاعم ويقع في قلب تجمع برابراند حيث يقيم الآلاف من المهاجرين العرب وغير العرب. فبينما كان يتحضر المسلمون أمس للتسوق للعيد والصلاة فجر اليوم، فوجئ الناس بقدوم سيارة تطلق رشقة من سلاح كلاشينكوف.
وتصف الشرطة الدنماركية، ووسائل الإعلام المحلية، ما يجري بأنه "حرب عصابات" (وأغلبها من المراهقين والشبان المهاجرين ممن يقيمون في ضواحي المدينة الغربية، والآتين إليها من كوبنهاغن).
وتفيد الشرطة الدنماركية بأنها ستخضع "مناطق الحظر (منع دخول أشخاص يشك بأنهم أفراد عصابات) لعمليات تفتيش كأحد أساليب التعامل مع هذه العصابات". وتعترف الشرطة الدنماركية أن السلاح ما يزال منتشرا في مناطق عدة". وحددت في بيان لها على موقعها على "تويتر" المناطق والشوارع التي تعد مداخل أساسية للضواحي للتحكم بها بدءا من مساء الأحد وحتى 24 من يوليو/تموز المقبل.
وبالرغم مما أثارته حوادث إطلاق النار المستمرة منذ 23 مايو/أيار الماضي من غضب شعبي بين الدنماركيين والمهاجرين، إلا أنها استمرت وتوسعت خلال شهر رمضان. وبدت السلطات الأمنية والقضائية في الدنمارك في موقف صعب، إذ إن القوانين فرضت إطلاق الموقوفين بانتظار محاكمتهم.
وتعتقد مصادر في الشرطة الدنماركية بأن "المسألة تتعلق بعصابة "الولاء للعائلة" القادمة من ضواحي كوبنهاغن لفرض فرع لهم عبر معارفهم في آرهوس"، بيد أن من يدفع الثمن "هم أطفالنا ونساؤنا، خصوصا مع وصول النار إلى قلب المناطق السكنية وتجمعات رياض الأطفال والمدارس والأسواق"، بحسب ما يقول ناشط عربي في المنطقة لـ"العربي الجديد".
ويضيف الناشط، الذي فضل عدم ذكر اسمه نظرا لما يقوم به من جهود لإخراج تلك المجموعات من المنطقة، بأن "بعض أفراد تلك المجموعات باتت تهدد السكان علنا لتفرض سطوتها وكأنك في دولة لا قانون فيها". في حين تذكر مصادر شرطية "بدأنا نتلقى اتصالات من نساء مذعورات، ولم يعد بالإمكان سوى إخضاع هذه المنطقة للتفتيش وتوقيف من يحمل سلاحا".
ويحق للشرطة قانونيا "توقيف وتفتيش السيارات والأشخاص تفتيشا جسمانيا دقيقا، بما فيه الملابس". ويخشى بعض الناس من أن تؤدي هذه العمليات إلى "تصادم بين المجموعات والشرطة".
وبحسب المهاجر العربي "أبو مسعود"، في منطقة برابراند، بضواحي آرهوس، فإن "مجموعات عصابات ممن يسمون "بلاك آرمي"(الجيش الأسود)، من مدينة أودنسه، يحاولون منع عصابة "الولاء للعائلة"، من كوبنهاغن من إقامة أفرع في ضواحي آرهوس".
وعادة ما تقوم عصابات دنماركية، مثل "روك" و"بانديدوس" بتأسيس أفرع لها من خلال قاطنين محليين في بعض المناطق "لكن الأساليب التي يطلق فيها الشبان المهاجرون النار على تجمعات مهاجرين لم نر مثلها بين الدنماركيين"، وفقا للناشط.
وجرى دهس شابين في بداية الشهر الجاري لدى خروجهما من الحجز في محطة الشرطة وسط المدينة. وأوقف أكثر من 100 شاب أطلق معظمهم، وبقي 10 منهم قيد الاحتجاز.
ومن أبرز تحركات السكان المحليين، ومنهم عرب مهاجرون، تنظيم مسيرة رافضة لعنف العصابات، وتعرضت المسيرة يوم 6 يونيو/حزيران الجاري لإطلاق نار بالقرب من السوق في برابراند. وبعد مضي أسبوع (12 يونيو) جرى إطلاق نار آخر بالقرب من هذا السوق. وفي 19 منه أصيب بالرصاص شابان مرتبطان بعصابة. وفي 21 الجاري أوقف شابان عنوة سيارة تقودها سيدة في شارع رئيسي نحو ضاحية المهاجرين ليجبروها على توصيلهما قبل أن تقطع طريقهما سيارة عصابة أخرى ترجل منها شبان مسلحون ليوسعوا الشابين ضربا على مرأى من المارة. ووصفت الشرطة الحادثة بأنها محاولة قتل شاب في الـ25 من عمره كان هاربا من إطلاق نار آخر.
بعض المهاجرين يعبرون عن غضبهم لـ"العربي الجديد" إثر "الصورة الأسوأ التي تقدم عنا وعن أبنائنا في المجتمع وعن تخريب أعمالنا وقطع أرزاقنا". وقالت نساء "هؤلاء يتصرفون وكأننا في الحرب الأهلية في لبنان، لا نفهم كيف لا يزجون بهم في السجون ويبعدوهم عن البلد". ويصف أحد الأفراد السابقين في تلك العصابات عملها بالقول "هؤلاء يفتعلون المشاكل، ثم يهددون أصحاب المصالح بأنهم قادرون على حمايتهم مقابل دفع مبالغ مالية شهرية". وبالفعل نقلت وسائل الإعلام المحلية ما حدث في ضواحي كوبنهاغن مع مطاعم ومحلات دنماركية اضطر أصحابها لإغلاقها، وتعرض من عارضها لاعتداء جسدي.
الشرطة الدنماركية تجد صعوبة في "طلب الإبعاد من النيابة العامة باعتبار أن بعض أفراد العصابات ولدوا هنا ويحملون الجنسية الدنماركية". بيد أن أصوات اليمين المتشدد ترتفع وتطالب بـ"ضرورة مناقشة سحب جنسية هؤلاء وإبعادهم".
ولم يتأخر الدنماركيون على مواقع التلفزة والصحف في وصف ما يجري، بأن "عصابات المسلمين تحارب بعضها بعضاً على أرضنا".
وشهد مساء اليوم عملية طعن شاب في يده، وأثناء نقل رجال الاسعاف له تعرض الشاب "لعملية طعن في الرقبة مرة أخرى" بحسب تصريح الشرطة مساء اليوم.