وأعادت الواقعة التأكيد على انتشار العنف في المدارس الحكومية الفلسطينية، وارتفاع مؤشر العنف المتبادل بين المعلمين والطلبة إلى نسب غير مسبوقة. وأكد عضو الأمانة العامة لاتحاد المعلمين الفلسطينيين، معتز السيد، أن "الاتحاد حريص على استمرار المسيرة التعليمية في فلسطين، لكن تراخي الحكومة في مواجهة العنف تجاه المعلمين من الطلبة وأولياء أمورهم هو الدافع وراء الإضراب".
وأوضح السيد لـ"العربي الجديد"، أن "خطوة اليوم تأتي لدق ناقوس خطر لإقرار قانون حماية المعلم في ظل تزايد الاعتداءات على المدارس والمعلمين، والتي بلغت 44 اعتداء منذ بدء العام الدراسي الحالي. كنّا نتوقع من اجتماع مجلس الوزراء أمس الإثنين، أن يضع على جدول أعماله دراسة مسودة القانون الذي قدمناه منتصف الشهر الماضي لوزير التربية والتعليم بشأن حماية المؤسسات التعليمية".
وأضاف: "لا نقبل أن يبقى القانون في أدراج الوزارة، لا سيما أن رئيس الوزراء محمد اشتية خلال اجتماعه الأخير مع الأمانة العامة لاتحاد المعلمين قبل نحو شهرين، طلب من الاتحاد الإسراع بإعداد مسودة القانون من أجل إخراجه إلى حيز التنفيذ".
وحول الاعتداء الذي وقع أمس الإثنين، أوضح السيد أن "طالبا في الصف الأول بمدرسة قرية مركة، غادر إلى بيته بعد أن تبول على ملابسه، الأمر الذي دعا ولي أمره وآخرين إلى الهجوم بطريقة عنيفة على ساحة المدرسة، وإطلاق النار داخلها، وادعى الأب أن المعلم لو قام بإخراج الطفل إلى الحمام ما بال على نفسه"، لافتا إلى أن "الأجهزة الأمنية الفلسطينية ألقت القبض على مطلق النار ومن معه، وتبين أن السلاح غير مرخص".
وأكد محافظ جنين، أكرم الرجوب، في بيان وصل إلى "العربي الجديد" نسخة عنه، اعتقال مطلق النار وشخص آخر كان معه، متوعدا بمحاسبة "المعتدين الذين سولت لهم أنفسهم تجاوز كل القوانين والأعراف بالاعتداء على حرمة المدرسة، والمس بكرامة المعلمين".
من جهتها، كشفت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في بيان، أنها تابعت "الاعتداء على إحدى المدارس في مديرية تربية قباطية، بمحافظة جنين، واتخذت كافة الإجراءات اللازمة للتعامل معه بالتعاون مع الجهات الأمنية والقضائية".
وأكد الناطق باسم الوزارة، صادق الخضور، لـ"العربي الجديد"، على رفض أي مس بالمسيرة التعليمية بكل مكوناتها، وأن الوزارة لن تتهاون مع الاعتداءات التي يتعرض لها المعلمون والمدارس، مشددا على مواجهة تصاعد ظاهرة العنف في المدارس خشية تبعاتها على المسيرة التعليمية بكل مكوناتها.
وقالت الخبيرة الاجتماعية الفلسطينية، عروب جملة، لـ"العربي الجديد"، إن "العنف بات من الظواهر السلبية التي تسود معظم المدارس، وقد يكون الاعتداء جسديا، أو باستخدام الكلمات البذيئة التي تهين الشخص، والعنف قد يصدر من الطالب ضد زميله، أو من المعلم ضد الطالب، أو من الطالب ضد المعلم، وفي كل الأحوال له انعكاساته على التحصيل العلمي للطلبة، وعلى سلوكياتهم في المدرسة وفي مجتمعهم".
وأوضحت أنه "توجد آثار سلبية للعنف على آداء الطلبة الاجتماعي والسلوكي، فهو يزرع فيهم سلوكيات خطيرة مثل عدم المبالاة، والعصبية الزائدة، وعدم القدرة على التركيز، وتشتت الانتباه، كما يعزز من الكذب لدى الطلبة خوفا من العقاب، فضلا عن الغياب المتكرر، أو عدم المشاركة في الأنشطة المدرسية".