من محطة القطار المهجورة في منطقة مار مخايل في العاصمة اللبنانية بيروت، انطلقت اليوم الأربعاء، مبادرة الترابط لنقل عصري "تراكس" والتي تضم تحت مظلّتها جمعيات تُعنى بقطاع النقل، وتهدف إلى تشكيل ائتلاف وطني يُرسي أسس شراكة ودعم لوزارة الأشغال العامة والنقل.
ويضم الائتلاف الوطني حتى الآن كلا من جمعية يازا للسلامة العامة، وجمعية لاسا(اللجنة اللبنانية للوقاية من الحوادث المدرسية)، والجمعية الرياضية "لبنان بايك"، ومنظمة "تراين تراين" لإعادة تأهيل السكك الحديدية، وجمعية "باص ماب"، ومن المقرر أن تفتتح غداً الخميس حملة الانضمام للائتلاف بهدف توسيعه، واستقطاب الخبرات لضمان رقابة الأداء في المشاريع المقبلة في قطاع النقل.
افتتح اللقاء الرئيس المتفرغ لمجلس إدارة مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك، زياد نصر، اليوم الأربعاء، مشيراً إلى أنه "يأتي ضمن سياق النهج الذي تعتمده المصلحة بتوجيهات من الوزارة بالانفتاح على كافة المبادرات الهادفة إلى تسليط الضوء على هذا القطاع الحيوي وواقع قطاع النقل العام في لبنان، من أجل تطويره وتمكينه من القيام بدوره في تأمين خدمة نقل عصرية متكاملة إلى كافة المناطق اللبنانية".
ووصف المشروع بأنه "خدمة ملحة لمعظم شرائح المجتمع اللبناني، لا سيما أن المصلحة والوزارة سبق أن أعدّتا جملة من المشاريع الطموحة التي تهدف إلى إيجاد الحلول المناسبة لهذا الواقع أهمها مشروع النقل العام لمدينة بيروت وضواحيها الذي بدأ منذ أكثر من عشر سنوات ومع الأسف تعذر تنفيذه لعدم تأمين التمويل اللازم له، عسى أن يسلك مساره نحو التنفيذ بعدما صارت هناك إمكانية لتمويله عبر البنك الدولي". كما أعلن عن مشروع طموح آخر لمدينة طرابلس وضواحيها سيطلق قريباً من مكتب وزير الأشغال العامة والنقل، مشيراً إلى تأمين التمويل له من الاتحاد الأوروبي.
وأبدى نصر استعداده لتلقي أي نقد بنّاء لتحقيق ما يصبو الجميع إليه، وخلص إلى القول: "من الخطأ مقاربة أي مشروع للنقل وحصره فقط بالربحية المباشرة من جيوب اللبنانيين، بل يجب أن يحيط بالانعكاسات الإيجابية على كافة المستويات التي يحققها مشروع النقل العام اقتصادياً، سياحياً وبيئياً".
ثم عرض ائتلاف "تراكس" رؤيته وأهدافه والبنود التي يجتمع عليها عبر كلمة ألقاها صاحب المبادرة زياد عبس، داعياً كل من يريد الانضمام إلى الائتلاف الوطني للتواصل معهم خصوصاً الخبراء منهم، معلناً عن بدء الحملة غداً الخميس لتوسيع الائتلاف كي يضم أكبر عدد ممكن من المتخصصين يكونون بمثابة العين الساهرة على صحة الأداء والعمل.
— Ziad Abs (@Ziad_Abs) ٢٠ فبراير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وبيّن عبس أن تنفيذ خطة ورؤية "تراكس" من شأنه أن يخفف من حدة أزمات النقل في لبنان، معتبراً أن "لا حلول دون تأمين منظومة متكاملة، بمعنى أن النقل ليس فقط طرقاً وجسوراً، كما هو مطروح حالياً، بل ملف كامل لا تجوز تجزئته والعمل على مشاكله كل منها على حدة، وتكون النتيجة غير منظّمة المعالم، ويضيع التمويل هباءً".
وأوضح عبس لـ"العربي الجديد" أن "هذه الرابطة الوطنية تأتي لتؤسس جسراً بين الفاعلين والمختصين من الشعب والإدارات الرسمية المعنية، كما أنها تُشكل خارطة طريق للتعاون ما بين المجتمع المدني والدولة، فتكون "تراكس" مجموعة ضغط للدفع نحو تطبيق استراتيجية مستدامة لإدارة المواصلات في لبنان، وخطة تنفيذية لإدارة هذا القطاع، مؤلفة من جمعيات ومنظمات وخبراء وأصحاب العلم والاختصاص في مجال النقل، وناشطين حقوقيين وإعلاميين وفاعلين لمساعدة الإدارات الحكومية في الوصول إلى حلول نقل مستدامة وشاملة".
— Train/Train (@TrainTrainleb) ٢٠ فبراير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ولفت إلى أن "خارطة الطريق تلك تأتي في ظل انعدام الرؤية والاستراتيجية الشاملة لقطاع النقل في لبنان وتعددّ الطروحات، خصوصاً أن السلطات الوطنية ستستلم الآن التمويل لتنفيذ مشاريعها".
كما شدد عبس على الحاجة لرابطتهم الوطنية في هذه المرحلة بالذات مع وجود ثلاثة مصادر للتمويل ستسلم لهذا القطاع، وهي سيدر (مؤتمر اقتصادي مانح عقد في باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2018)، البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، لكن "لا خطة متكاملة، كلها مشاريع متناثرة كما أن بعضها متضارب مع بعضها الآخر".
وأضاف: "لقطاع النقل ثاني أكبر حصة من تمويل سيدر بعد قطاع الكهرباء، ورصد له نحو 3.5 مليارات دولار ويتركز ثمانون بالمائة من التمويل على تأهيل الطرق والجسور والمطار والمرفأ، من دون المواصلات العامة ولا مشروع قطار".