إطلاق اسم المصري محمد فوزي على معهد الموسيقى بالجزائر

واعتبر كثيرون أن هذه الخطوة جاءت كنوع من العرفان بالجميل، كون فوزي سبق أن أهدى الجزائر لحن النشيد الوطني "قسماً بالنازلات الماحقات"، وذلك أثناء حربها ضد الاحتلال الفرنسي، فيما قام بكتابته الشاعر الجزائري، مفدي زكريا، بطلب من عبان رمضان أحد قادة الثورة في ذلك الوقت.

تعود حكاية هذا النشيد الوطني إلى فترة الخمسينيات، حيث كان لكل جبهة أو حزب نشيد وطني خاص به، لكن جاءت فترة ووجد عبان رمضان أنه يجب أن يكون لجبهة التحرير الوطني نشيد خاص بها، وتم توكيل الأمر إلى الشاعر الجزائري مفدي زكريا الذي ما إن انتهى من وضع الكلمات التي كان قد شرط بها ألا تحتوي على أسماء أي من الشخصيات، حتى جاءت رحلة البحث عن ملحن، حيث حاول الملحن الجزائري محمد التوري، وكذلك الشاعر محمد التريكي، لكن لم يتم اعتماد اللحنين اللذين قدماهما.

وتم الاستقرار على المصري محمد فوزي، رغم وقوف البعض ضده في البداية بسبب غنائه بعض أغاني الأطفال، لكن استطاع بلحنه أن يعجب مسؤولي الجزائر، وأهداه من دون أي مقابل مادي، إيماناً منه بالثورة، وبعد سنوات من اعتماد النشيد لجبهة التحرير تم اعتماده رسمياً من المجلس الوطني عام 1968 ليكون النشيد الوطني لبلد المليون شهيد، وذلك وفقاً لما جاء في كتاب لوزير الإعلام الجزائري الأسبق الأمين بشيشي "تاريخ ملحمة نشيد قسماً"، الذي كتبه مناصفة مع عبد الرحمن بن حميدة، وزير التربية الأسبق.