تجدر الإشارة إلى أنّ مؤسسات "المستقبل" ليست وحدها المتأثرة، فقد خنقت الأزمة المالية العديد من المؤسسات الإعلاميّة في لبنان، ما أدى إلى إغلاق عدد منها.
يستمرّ موظفّو تلفزيون "المستقبل" اللبناني (يمكلها سعد الحريري، رئيس الحكومة) في إضرابهم، منذ أسبوع، احتجاجاً على الأوضاع المالية السيئة التي يمرّون بها، من دون تحرّك حتى الآن لأي من المسؤولين أو بوادر حلحلة.
ولا تزال نشرات الأخبار والبرامج في التلفزيون متوقفة نتيجةً للإضراب، للمرة الأولى في تاريخه منذ تأسيسه عام 1993، فيما يحتجّ الصحافيون والموظّفون على عدم تقاضي رواتبهم المجتزأة للشهر الثاني على التوالي. والموظفون الذين يتقاضون مبالغ قيمتها نصف رواتبهم، لم يتقاضوا الشهر الماضي أي رواتب، في ظلّ بوادر لعدم تقاضيهم نصف راتب آخر عن شهر يوليو/ تموز. وأعلن الموظفون أنهم مضربون إلى حين تقاضيهم قيمة راتب كامل، أي عن شهرين.
أما استديوهات مجمع "بيروت ول" حيث يتم تصوير برامج القناة فمقفلة، بينما لا يوجد أحد في مبنى الأخبار الخاص بها، منذ أسبوع، ما يجعله الإضراب الأقوى لموظفي "المستقبل". وفي ظلّ كل ما سبق، سافر رئيس الحكومة سعد الحريري لـ"الاحتفال بعيد زواجه" في دولة أوروبيّة، ما اعتبره الموظفون والناشطون إدارةً لظهره لحقوق العاملين في مؤسسته.
وسبق هذا إضرابات أخرى قام بها الموظفون خلال العام الفائت، نتيجةً للظروف الاقتصادية الصعبة نفسها. ويتخوّف موظّفو تلفزيون "المستقبل" من أن يلاقوا مصير العاملين في صحيفة "المستقبل"، الذين لم يقبضوا بعد مستحقاتهم بعد إقفال الصحيفة في نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي. وأدى تدخل وزارة العمل اللبنانية بين إدارة الصحيفة والموظفين إلى إعادة جدولة المستحقات لدفعها على سنتين، بدل 8 أشهر كما كان متفقاً عليه.
ونشر لبنانيون منشورات تضامنيّة مع العاملين في التلفزيون، داعين للحلحلة. كما استذكر موظّفون سابقون في التلفزيون أيام عملهم فيه، معربين عن حزنهم نتيجة الأوضاع التي وصل إليها. وكتب سلمان العنداري، الذي كان صحافياً في القناة: "مررت بالقرب من تلفزيون المستقبل في القنطاري. حيث مبنى الأخبار. الظلام يخيم على المكان الخالي من الموظفين. غرفة الأخبار موحشة. إضراب شارف على أسبوعه الأول ولم يتحرك أحد من المسؤولين فيه. مجددا التضامن مع الزملاء واجب مهني وأخلاقي. أنقذوا تلفزيون المستقيل وأعطوا الموظفين حقوقهم".
أما إبراهيم فقال "تلفزيون المستقبل محطّة تاريخيّة في مجال الإعلام اللبناني والعربي، عانت الكثير وما زالت تعاني. يحزننا الوضع كثيرًا ونأسف لما تمرّ به هذه المؤسسة الإعلاميّة الحرّة. تضامننا الكامل مع أساتذتنا وزملائنا. لهم كلّ التقدير، ونتمنى لهم التوفيق". ودوّن لؤي "في 7 أيار (مارس) أُحرِق تلفزيون المستقبل ولم تتوقّف نشرة أخباره.. دولة الرئيس، لقد فعلتَ بمؤسساتك وبتيارك وبالمخلصين لنهج والدك ما عجز 7 أيار عن فِعله".