تشهد فرنسا اليوم الخميس وغداً الجمعة، إضرابات وحركات اجتماعية يقودها موظفو القطاعات العامة وفي مقدمتهم قطاعات السكك الحديد والمطارات والمدارس. وبلغت نسبة المضربين اليوم في قطاع سكك الحديد 35.4%، في حين وصلت في قطاع التدريس إلى 15%، و10% في قطاع الوظيفة العامة، كما تم إلغاء الكثير من الرحلات الجوية في المطارات الفرنسية.
ومن المتوقع أن يستمر الإضراب إلى يوم غد الجمعة، بعد أن صعّدت النقابات العمالية في وجه الحكومة والإصلاحات التي اعتمدتها، خصوصاً إصلاح "شركة السكك الحديدية" المثقلة بالديون، وفتح الباب أمام التنافس الدولي، ما يمس امتيازات عامل سكك الحديد وطبيعة عمله.
ومن المتوقع أن يستمر الإضراب إلى يوم غد الجمعة، بعد أن صعّدت النقابات العمالية في وجه الحكومة والإصلاحات التي اعتمدتها، خصوصاً إصلاح "شركة السكك الحديدية" المثقلة بالديون، وفتح الباب أمام التنافس الدولي، ما يمس امتيازات عامل سكك الحديد وطبيعة عمله.
وشلّت الإضرابات بصفة جزئية، قطاع الوظيفة العمومية، وشملت قطاع دور الحضانة ومراكز امتحان قيادة السيارات والمكتبات العمومية وجمع القمامة في باريس، إضافة إلى إضراب في إذاعة "فرانس أنتير".
وتشهد العاصمة الفرنسية، بهذه المناسبة، تظاهرتين لموظفي وعمال السكك الحديدية، تنطلقان من مكانين مختلفين، الأولى، تظاهرة عمال سكك الحديد، من "غار دي ليست" (محطة الشرق) والثانية، تظاهرة الموظفين، من أمام وزارة الاقتصاد في بيرسي، لتلتقيا في ساحة لاباستيل.
ودعت كل أحزاب اليسار إلى المشاركة في هذه التظاهرات، احتجاجاً على فرض الحكومة إصلاحاتها بالقوة، ومن دون نقاشات ومفاوضات جدية مع المعارضة ومع النقابات.
وعبّر الأمين العام الجديد للحزب الاشتراكي، أوليفيي فور، إلى جانب قادة اليسار الآخرين، عن معارضته حكومة ماكرون، قائلاً: "نحن معارضون للحكومة الحالية من أول يوم لنا في البرلمان".
وكان جان لوك ميلانشون أعلن، صباح اليوم، في لقاء مع قناة "بي إف إم تي في"، عن دعمه المطلق للتعبئة ضد إصلاح الحكومة لشركة السكك الحديدية.
وقال إن "هؤلاء المضربين سيعانون، لأنهم سيفقدون مرتبات الأيام التي يضربون فيها، من أجل الدفاع عن الشركة الوطنية للسكك الحديدية، أي الخدمات العمومية".
وأضاف: "إذا كان المضربون يكافحون من أجل مصالحهم، فهم يناضلون من أجلنا، جميعاً". وطالب الجميع، خصوصاً الطلبة، بدعم هذه الحركات الاجتماعية.
ولا تخلو خطب ميلانشون، عادة، من نَفَس الهيمنة على باقي مكونات اليسار، ولهذا لم يجد من دافع للرد على مناشدات قيادات يسارية عديدة، مثل أوليفيي بوزانسنوت وبونوا هامون، لتشكيل "جبهة مشتركة" يسارية.
وفضّل مُساعِدوه، ومنهم إيريك كوكريل، الحديث عن رغبتهم في تنظيم تظاهرة كبرى، تقوم بها حركة "فرنسا غير الخاضعة" في يوم أحد، وهو يوم العطلة الأسبوعي ما لا يكلف خسارة يوم شغل".
ويعتبر ما يحدث اليوم تمريناً أولياً، ستراقبه الحكومة جيّداً لمعرفة نبض الشارع، لما سيحدث في الأشهر الثلاثة المقبلة، خصوصاً أن النقابات قررت الدخول في يومي إضراب كل خمسة أيام على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، إذا لم تتوصل الحكومة مع النقابات، قبل هذا التاريخ، إلى تفاهمات مشتركة تضع حداً لمعركة تعرف فرنسا أنها في غنى عنها، وتمسّ بصورتها ونموّها في الوقت الراهن.