إصدارات.. نظرة أولى

22 مايو 2018
زو بينغ/ الصين
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والتاريخية والفكرية والفلسفية والرواية.

■ ■ ■


في كتابها "الفكر الليبرالي في مصر 1919 – 1961" الصادر حديثاً عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، تقارب الباحثة إيمان العوضي جملة المسائل الخلافية حول نشوء تجربة ليبرالية مصرية، حيث تميل إلى القول إنها كانت مجرّد ملامح لمنظّرين تأثّروا بالثقافة الأوروبية من خلال دراستهم في الغرب وتفاعلهم مع صحافته ومقولات أحزابه التي حاولوا أن ينقلوها إلى بلادهم. تتناول الكاتبة نماذج من الفكر الليبرالي من ذوي المرجعيات المختلفة مثل أحمد لطفي السيد وعلي عبد الرزاق ونجيب محفوظ، كما تقدّم نماذج لقوى سياسية مثل الوفد والأحرار الدستوريين والهيئة السعدية.


ضمن سلسلة "عالم المعرفة" صدر حديثاً كتاب "تاريخ المخابرات من الفراعنة حتى وكالة الأمن القومي الأميركية"، من تأليف وولفغانغ كريغر وترجمة عدنان عباس علي، ويتتبع الكيفية التي طوّرت الحضارات عبر التاريخ أساليب لجمع المعلومات عن شعوبها ورعاياها والبلاد الأخرى. يأتي الكتاب في عشرة فصول تتناول المخابرات في العصور القديمة. كما يتناول ما حدث منذ بدء القرن العشرين، ويتناول الخصوم الأربعة في القرن العشرين: الشيوعيين - الفاشيين/النازيين - الرأسماليين، و"إرهابيي" العالم الثالث، وصولاً إلى الحرب الباردة فالمخابرات في عصر الإنترنت.


يتناول الكاتب الموريتاني أحمد فال ولد الدين في روايته "الحَدَقي"، الصادرة حديثاً عن "دار مسكيلياني للنشر"، شخصية الجاحظ بوصفه أحد أهم حرّاس العربية وتراثها في التاريخ، للكشف عن أبرز الأحداث التي دارت في زمنه، وهو الذي عاصر عدّة خلفاء عبّاسيّين منهم المهدي وهارون الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والمتوكل، حيث شهد عهدهم ازدهاراً علمياً وفكرياً وإنجازات حضارية كبرى في نفس الوقت الذي بدأت فيه الفتن تتوالى نحو تفكيك الدولة. العمل يبدأ بالعودة من اللحظة الراهنة التي يعيشها العالم العربي من اضطرابات وصراعات إلى العصر العباسي.


"صعود عاصمة: الفسطاط وما حولها" كتاب صادر حديثاً للباحث جيل بيرنينغ، عن منشورات "بريل" ضمن سلسلة "التاريخ والحضارة الإسلامية". يتناول الكتاب تطوّر الفسطاط عام 640 ميلادية من بلدة أسسها المسلمون بعد فتح مصر بالقرب من القاهرة الحديثة إلى أن أصبحت عاصمة إقليمية صاخبة بعد قرن من هذا التاريخ. يوازي الباحث ويقارن ويوظف عدة مصادر أركيولوجية وسرديات مختلفة، حول تغيّر مكانة الفسطاط مع تغير سياسات الأمويين وعمالهم عليها، وأن هذه السياسات أثرت على مركزية الفسطاط الإدارية، مثلما أثرت على الشبكة التجارية في مصر كلها.


صدرت حديثاً عن "دار الجمل" رواية "مسيرة الفيل" للروائي البرتغالي جوزيه ساراماغو، والتي نقلها للعربية المترجم المصري أحمد عبد اللطيف. يستعيد العمل حادثة تاريخية وقعت في القرن السادس عشر حين أهدى ملك البرتغال عام 1561 شارل كوبنت أرشيدوق النمسا فيلاً ضخماً يسمى "سالمون"، عبر تتبّع رحلته الطويلة مع سائسه الهندي سوبهرو مروراً بإسبانيا ثم إيطاليا وفرنسا ليصل إلى فيينا. يستعرض صاحب "العمى" من خلال أسلوبه الصراعات التي عصفت بأوروبا في تلك الحقبة وأسّست لإصلاح الكنيسة وعصر النهضة، وانتشار محاكم التفتيش، ونفاق رجال الدين والسياسة.


صدرت الترجمة العربية لكتاب "العيش بالتفلسف: التجربة الفلسفية، الرياضات الروحية، علاجيات النفس"، للمفكّر الفرنسي جون غرايش، وقد نقله إلى العربية الباحث والمترجم الجزائري محمد شوقي الزين. يضع المؤلّف منظومة الفلسفة من وجهة نظر انعكاسية، من خلال طرح جملة من التساؤلات: كيف تنظر الفلسفة إلى ذاتها وأدواتها؟ هل هي نسق من المعارف والمعاجم، لها مدارس ومذاهب بهوياتها النظرية والفكرية والأيديولوجية؟ أم هي القُدرة على التفكير في ما يصدم الوعي أو يصطدم به على سبيل الحدس أو الإدراك، باعتبار "التفلسف" أداة التأمُّل وتدبير المعيش؟


عن "منشورات جامعة كاليفورنيا"، صدر حديثاً كتاب "الإسلاموفوبيا الأميركية: فهم جذور وتصاعد الخوف" للباحث اللبناني خالد بيضون، الذي يعود إلى القوانين والسياسات والخطاب الرسمي للولايات المتحدة في سياق تاريخي طويل أدى إلى انبعاث الخوف من الإسلام، حيث يستعرض محنة المسلمين الأفارقة في الجنوب الأميركي، والقوانين التي وضعت باسم مكافحة الإرهاب وحظرت على المهاجرين المسلمين الحصول على الجنسية والإقامة، إضافة إلى المحاكمات التي تعرّض لها كثير منهم، وصولاً إلى تجاهل المجتمع للضرر الذي يلحق بهم، وكيف تحطّم القوانين الأميركية الشعور بالانتماء.


"ابن باجه سيرة وببلوغرافية" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث"، للباحث المغربي جمال راشق، الذي يتناول سيرة الفيلسوف الأندلسي (1095 – 1138م) ووصف مخطوطاته، كما يحقّق نصّين من نصوصه، به؛ ويبرز حضور فلسفته في التراث الأوروبي في محاولة لضبط التسلسل الزمني لمجموع مؤلّفاته وأبرز محطّات حياته. يعود راشق إلى آثار ابن باجه في جميع المكتبات حول العالم، ويثبّت الفصول غير المرتبة فيها عبر إعادة تصنيفها، كما يحصي جميع إنتاجه الشعري والموسيقي ويتناول بالتدقيق عدداً من مراسلاته مع تلاميذه.

المساهمون