إصدارات.. نظرة أولى

15 مايو 2018
مارغو كلاس/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والتاريخية والفكرية والفلسفية والفن التشكيلي والمذكرات وعالم الجريمة.

■ ■ ■

طبعة رابعة من كتاب "في المسألة العربية: مقدمة لبيان ديمقراطي عربي" للمفكر عزمي بشارة صدرت حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات". يعالج الكتاب نظريات الانتقال إلى الديمقراطية، باعتبارها نظريات نشأت بأثر رجعي، وتفسّر عوائق الانتقال إلى الديمقراطية. من الجوانب التي يتطرق إليها بشارة؛ الديمقراطية والدولة الريعية، ومسألة الثقافة السياسية وإعاقة التطور الديمقراطي، والقومية والدين وإشكالية الهوية، والديمقراطية والجماعة السياسية والهوية، والمسألة العربية، وأخيراً يبحث المؤلف في الديمقراطية كقضية سياسية: وخصوصية الإصلاح عربياً.


ضمن منشورات "مشروع آشوربانيبال للثقافة"، صدر مؤخراً كتاب "آلهة بابل العظيمة: آنو ونركال" من تأليف الباحث العراقي ختام عدنان علي، أستاذ التاريخ القديم في جامعة المستنصرية. الكتاب هو دراسة أكاديمية يقدم فيها الباحث أصول تسمية الإلهين موضوع العمل. كما يقدم دراسة تفصيلية حول الملاحم القديمة من ملحمة الخلق البابلية، وملحمة "أترا حاسس"، وقصة الطوفان وملحمة جلجامش. العمل أشبه بموسوعة للأساطير المتعلقة بالإلهين والتي تقود إلى تفاصيل أخرى في محاولة لبناء مشهد متكامل للأساطير البابلية والربط بينها والمقارنة بين نسخها.


صدر حديثاً كتاب "عشر خرافات عن إسرائيل" للمؤرخ إيلان بابيه، عن "المؤسسة العربية للدراسات" و"مكتبة كل شيء" في حيفا، بترجمة الفلسطينية سارة عبد الحليم. ينقض بابيه المقولات المضللة التي صنعها الإعلام حول أصل "إسرئيل" وهويتها وتأسيسها، بدعم من مؤسسات عسكرية وثقافية وأكاديمية، حيث يتناول عشر خرافات تعتبر الأساس الذي تقوم عليه ممارسات الاحتلال العنصرية في حق الشعب الفلسطيني. من هذه الادعاءات العشرة: فلسطين كانت أرضاً بلا شعب وأعطيت لشعب بلا أرض، والقول بأن الفلسطينيين غادروا أرضهم عام 1948 طوعاً، وبأن حرب 1967 فُرضت على إسرائيل.


تعيد إصدارات "برنستون" نشر كتاب الباحث الأميركي الروسي بيتر تورشين "ديناميكيات تاريخية: لماذا تنهض الأمم وتسقط"، والذي وضع فيه فرضية بناها على مجموعة واسعة من العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والديموغرافية والجيوسياسة، إلى جانب العوامل التي تؤثر على آليات الاندماج العرقي والتحوّلات الدينية، ثم قام الباحث بتحويل هذه العوامل إلى نماذج واحتمالات رياضية تتنبأ وتضع نمطاً يستقرئ ديناميكيات صعود الأمم وسقوطها. استخدم تورشين هذه الفرضيات وجرّبها على العصور الوسطى وانهيار الدول فيها وصولاً إلى أوروبا الحديثة.


"القاهرة وما فيها" عنوان آخر مؤلّفات الكاتب المصري الراحل مكاوي سعيد (1956 - 2017)، وقد صدر حديثاً عن "الدار المصرية اللبنانية". عمل يستعيد تاريخ المدينة عبر يوميات ومشاهدات عن أبرز معالمها مثل الأزبكية وقصر عابدين، وشخصياتها كأم كلثوم ومحمد فوزي وتحية كاريوكا ونجيب الريحاني وزكريا أحمد ومحمد القصبجي وسامية جمال. يستكمل سعيد ما بدأه في كتابيه "مقتنيات وسط البلد (2008)، و"كراسة التحرير" (2012)، بكتابة التاريخ غير الرسمي لوسط البلد في القاهرة، والنبش في الذاكرة الشخصية لأبنائها انطلاقاً من أسلوب الكاتب الخاص في توثيق المكان.


عن "منشورات جامعة ييل"، صدر حديثاً كتاب "فان غوخ واليابان" بتأليف عدد من الباحثين، هم: لويس فان تيلبورغ، وكورنيليا هومبورغ، ونينكي بيكر، وتسوكاسا كوديرا، الذين يوثّقون لأحد أهم المؤثرات في رسوم الفنان الهولندي، التي بدأت منذ زيارته إلى باريس عام 1873 وتعرّفه هناك على الطباعة اليابانية، والتي سرعان ما استحوذت عليه وشكّلت نقطة مرجعية في فنه، وعبّر عنها بقوله "جميع أعمالي تستند بطريقة أو بأخرى إلى الفن الياباني". تتضمن الدراسة رسوماً توضيحية وصور لوحات فان غوخ بين زمنين من أجل استكشاف المتغيّرات التي طرأت على لوحته.


عن "منشورات أبجديات"، صدرت مؤخراً "مذكرات الشابي بالدارجة" والتي نقلها من الفصحى ضياء بوسالمي. تمثّل مذكرات الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي (1909 - 1934) شهادة تاريخية قيّمة حول المرحلة التي كُتبت فيها (بداية الثلاثينيات من القرن العشرين)، وهي مرحلة تميّزت بتبلور هوية مشتركة تونسية ترجمَها العمل النضالي ضد المستعمر الفرنسي، وكان من بين تجلّياتها بروز عامية تونسية قريبة من الفصحى وقد جرت تنقيتها من الكلمات الدخيلة من الفرنسية والتركية والقشتالية. إعادة مذكرات الشابي إلى العامية محاولة لتوثيق معجم بدأت مفردات كثيرة منه تندثر.


"الانتهاء من السجن" كتاب صادر مؤخراً عن "ليبر إي سوليدير" لعالم الجريمة الفرنسي توني فيري. يحمل الكتاب عنواناً فرعياً "الإصلاح الجنائي الذي لا مفرّ منه"، وفيه يستند فيري إلى إحصائيات عن عدد العائدين إلى السجون، وتقارير عن شبكات الجريمة التي تدار من السجون، والنسبة الضعيفة للمندمجين في الحياة الاجتماعية بعد تجربة السجن، ليستنتج أن العقاب بسلب الحرية باتت سلبياته تتجاوز إيجابياته، وبالتالي فإنه لا يمكن مواصلة احتمال تكلفته الاجتماعية، داعياً إلى بناء منظومة عقاب جديدة تجعل من استفادة الضحايا أولوية أمام معاقبة الجاني.



دلالات
المساهمون