صدر يوم أمس ألبوم Thanks for the Dance للفنان الكندي ليونارد كوهين بعد 3 أعوام على رحيله. ويوم أمس أيضاً صدر ألبوم Losst and Founnd للفنان الأميركي هاري نيلسون بعد 25 عاماً على رحيله.
عادة ما يثير إصدار أعمال جديدة لفنانين كبار راحلين جدلاً كبيراً، خصوصاً لجهة نوعية العمل، والتدخلات التي تكون حصلت على الأغاني والموسيقى والتوزيع التي لا يكون الفنان نفسه حاضراً للإشراف والموافقة عليها، إذ إنّ الموافقة النهائية لا تأتي من الفنانين أنفسهم. بل غالباً ما تأتي من منتج، أو مدير أعمال، أو وريث، يعطي الإذن لإنتاج العمل وتقديمه للجمهور.
لكن رغم الاعتراضات الفنية الكثيرة التي تواجه هذه الألبومات، فإن شركات الإنتاج ومعها ورثة الفنانين يجدون فيها منجماً من الذهب. وهو ما يفسّر ازدياد هذه الظاهرة بشكل كبير في العقد الأخير. ففي 11 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، أُطلقت مجموعة من أعمال مغني الراب "ليل بيب" الذي توفّي عام 2017 التي لم تنشر من قبل.
وقبلها بأسبوعين أصدرت شركة "وورنر ريكوردز" تسجيلاً جديداً غير منشور لأغنية I Feel For You التي كتبها وغناها الأسطورة برنس (1958 ــ 2016).
حقبة التسعينيات
ظاهرة نشر أعمال جديدة لفنانين راحلين ليست جديدة. لكنها حتى تسعينيات القرن الماضي كانت تتمّ، فقط في حال كان العمل جاهزاً تماماً، قبل موت الفنان. ويحفل التاريخ بأمثلة عدّة مثل ألبوم Sittin' On The Dock of the Bay لمغني السول أوتيس ريدينغ الذي صدر عام 1968، أي بعد عام على رحيله. لكن صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية تؤرّخ لنقطة محورية في تغيّر هذا الواقع، وذلك في تسعينيات القرن الماضي، وتحديداً بعد قتل مغني الراب الشهير توباك شاكور (1991 ــ 1996)، ثمّ غرق المغني الأميركي جيف باكلي (1966 ــ 1997). تقول الصحيفة إن هذين الفنانين تحديداً تحولا إلى فئران تجارب في ما يخص إصدارات ما بعد الرحيل؛ إذ أصدر "توباك" قبل قتله 4 ألبومات، بينما تلا الجريمة إصدار 6 ألبومات، أضيفت إليها تعديلات كثيرة قبل عرضها على الجمهور. مصير باكلي كان مشابهاً، فبعد أيام من غرقه في نهر ميسيسيبي صدر ألبوم أول له، ثمّ ألبوم ثان بعدها بعام.
نجاح هذه الألبومات، تحديداً أرقام المبيعات الهستيرية لألبومات توباك شاكور جعلت المنتجين يحوّلون نظرتهم للموت: من مأساة إلى فرصة. هكذا تطوّر هذا الواقع ليصل أحياناً إلى حدّ الجنون، كما حصل مع مغني الراب نوتوريِس بيغ (1972 ــ 1997) الذي صدر له دويتو غنائي مع زوجته بعد اغتياله بشكل اعتبر مهيناً، إذ إن الأغنية الأصلية سجلها بيغ بعنوان Ten Crack Commandments وتحمل كلماتها رسائل مرتبطة بالاتجار بالمخدرات. أما في النسخة التي سجلت له مع زوجته، فأعيد تحوير الكلمات لتصبح Ten Wife Commandments وتدور حول العلاقات الزوجية.
التلاعب بالأعمال إذاً، واحدة من الكوارث التي قد تلحق بإرث أي مغنّ، حتى إن كان إرثاً سيئ السمعة. نستعيد هنا مثلاً قصة مغني الراب XXXTentacion الذي لم يصل يوماً إلى النجومية نظراً إلى موهبته المحدودة، وإلى تاريخه الشخصي المليء بالعنف. قتل المغني عام 2018، بعد إطلاق النار عليه، ولم يكن وقتها نجماً ولا حتى مغنياً شهيراً. لكن سريعاً وبعد حادثة قتله، تحوّل إلى نجم، ثمّ تصدّرت أغانيه التي صدرت بعد وفاته قائمة أكثر الأغاني استماعاً ومبيعاً.
أنجح الألبومات
رغم الانتقادات التي تواجه إصدار هذه الأعمال، فإنها تلقى صدى طيباً عند الجمهور. وتعتبر أكثر هذه الألبومات نجاحاً بحسب أرقام المبيعات وفق ما ذكره موقع "ذا هوليوود ريبورتر": ألبوم "بيرل" لجانيس جوبلين (1971)، باع حوالي 8 ملايين نسخة. في المرتبة الثانية يحلّ ألبوم حفل MTV Unplugged in New York، لـ "نيرفانا" الذي صدر عام 1995 بعد وفاة كيرت كوبين وباع 5 ملايين نسخة. أما ألبوم "دابل فانتاسي" لجون لينون (1980) فباع أكثر من 3 ملايين نسخة. من جهتها، لم تعش المغنية المكسيكية الأصل سيلينا (1971 ــ 1995) لترى النجاح الكبير الذي حققه ألبومها Dreaming of You الذي باع أكثر من مليوني نسخة حول العالم. وفي المرتبة الخامسة يأتي ألبوم توباك شاكور 2001’s Until The End of Time الذي باع مليونين و500 ألف نسخة.
أرباح الفنانين بعد موتهم
لماذا إذاً هذا الإقبال الكبير على نشر الأعمال بعد رحيل الفنانين؟ تتراوح الأسباب بين تنفيذ لرغبة الفنان نفسه، وبين السعي نحو ربح ماديّ أكيد. وقد أصدرت قائمة لأعلى المشاهير الموتى دخلاً، وقد تصدرها الأميركي مايكل جاكسون. فبعد نشر مجموعة موسيقية له في مارس/آذار عام 2016، حققت 750 مليون دولار، وبلغت الأرباح 825 مليون دولار قبل اقتطاع الضرائب.
اقــرأ أيضاً
عادة ما يثير إصدار أعمال جديدة لفنانين كبار راحلين جدلاً كبيراً، خصوصاً لجهة نوعية العمل، والتدخلات التي تكون حصلت على الأغاني والموسيقى والتوزيع التي لا يكون الفنان نفسه حاضراً للإشراف والموافقة عليها، إذ إنّ الموافقة النهائية لا تأتي من الفنانين أنفسهم. بل غالباً ما تأتي من منتج، أو مدير أعمال، أو وريث، يعطي الإذن لإنتاج العمل وتقديمه للجمهور.
لكن رغم الاعتراضات الفنية الكثيرة التي تواجه هذه الألبومات، فإن شركات الإنتاج ومعها ورثة الفنانين يجدون فيها منجماً من الذهب. وهو ما يفسّر ازدياد هذه الظاهرة بشكل كبير في العقد الأخير. ففي 11 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، أُطلقت مجموعة من أعمال مغني الراب "ليل بيب" الذي توفّي عام 2017 التي لم تنشر من قبل.
وقبلها بأسبوعين أصدرت شركة "وورنر ريكوردز" تسجيلاً جديداً غير منشور لأغنية I Feel For You التي كتبها وغناها الأسطورة برنس (1958 ــ 2016).
حقبة التسعينيات
ظاهرة نشر أعمال جديدة لفنانين راحلين ليست جديدة. لكنها حتى تسعينيات القرن الماضي كانت تتمّ، فقط في حال كان العمل جاهزاً تماماً، قبل موت الفنان. ويحفل التاريخ بأمثلة عدّة مثل ألبوم Sittin' On The Dock of the Bay لمغني السول أوتيس ريدينغ الذي صدر عام 1968، أي بعد عام على رحيله. لكن صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية تؤرّخ لنقطة محورية في تغيّر هذا الواقع، وذلك في تسعينيات القرن الماضي، وتحديداً بعد قتل مغني الراب الشهير توباك شاكور (1991 ــ 1996)، ثمّ غرق المغني الأميركي جيف باكلي (1966 ــ 1997). تقول الصحيفة إن هذين الفنانين تحديداً تحولا إلى فئران تجارب في ما يخص إصدارات ما بعد الرحيل؛ إذ أصدر "توباك" قبل قتله 4 ألبومات، بينما تلا الجريمة إصدار 6 ألبومات، أضيفت إليها تعديلات كثيرة قبل عرضها على الجمهور. مصير باكلي كان مشابهاً، فبعد أيام من غرقه في نهر ميسيسيبي صدر ألبوم أول له، ثمّ ألبوم ثان بعدها بعام.
أنجح الألبومات
رغم الانتقادات التي تواجه إصدار هذه الأعمال، فإنها تلقى صدى طيباً عند الجمهور. وتعتبر أكثر هذه الألبومات نجاحاً بحسب أرقام المبيعات وفق ما ذكره موقع "ذا هوليوود ريبورتر": ألبوم "بيرل" لجانيس جوبلين (1971)، باع حوالي 8 ملايين نسخة. في المرتبة الثانية يحلّ ألبوم حفل MTV Unplugged in New York، لـ "نيرفانا" الذي صدر عام 1995 بعد وفاة كيرت كوبين وباع 5 ملايين نسخة. أما ألبوم "دابل فانتاسي" لجون لينون (1980) فباع أكثر من 3 ملايين نسخة. من جهتها، لم تعش المغنية المكسيكية الأصل سيلينا (1971 ــ 1995) لترى النجاح الكبير الذي حققه ألبومها Dreaming of You الذي باع أكثر من مليوني نسخة حول العالم. وفي المرتبة الخامسة يأتي ألبوم توباك شاكور 2001’s Until The End of Time الذي باع مليونين و500 ألف نسخة.
لماذا إذاً هذا الإقبال الكبير على نشر الأعمال بعد رحيل الفنانين؟ تتراوح الأسباب بين تنفيذ لرغبة الفنان نفسه، وبين السعي نحو ربح ماديّ أكيد. وقد أصدرت قائمة لأعلى المشاهير الموتى دخلاً، وقد تصدرها الأميركي مايكل جاكسون. فبعد نشر مجموعة موسيقية له في مارس/آذار عام 2016، حققت 750 مليون دولار، وبلغت الأرباح 825 مليون دولار قبل اقتطاع الضرائب.
إليزابيث تايلور التي توفيت عام 2011 عن 79 عاماً، فبلغت أرباحها هذا عام 2016 وحده 8 ملايين دولار، فيما حقق ديفيد بوي في العام نفسه 10.5 ملايين دولار، مقابل 12 مليون دولار لجون لينون الذي توفي عام 1980.
تضم اللائحة أيضاً بوب مارلي الذي توفي عام 1981 عن 36 عاماً، ويحقق سنوياً حوالي 21 مليون دولار. بينما يحقق برنس حوالي 25 مليون دولار، وتصل أرباح ورثة إلفيس بريلسي سنوياً إلى 27 مليون دولار.