إصابة عشرات المتظاهرين في الجيزة والإسكندرية برصاص الأمن

شهدت عدد من المحافظات المصرية، اليوم الجمعة، فعاليات مناهضة للسلطات الحاكمة في إطار دعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية" تحت عنوان "عودوا لثكناتكم"، رفضاً لحكم العسكر ولدعوة المواطنين إلى المشاركة في انتفاضة الميادين والسجون بداية من 18 الشهر الجاري، في حين أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على المتظاهرين في محافظتي الجيزة والإسكندرية ما أسفر عن إصابة العشرات بجروح. 
فقد خرجت عدد من التظاهرات شرقي القاهرة، وشهد حي المطرية تظاهرتين حاشدتين انطلقتا من أمام مسجدي الرحمن والنور المحمدي عقب صلاة الجمعة، وطافتا الشوارع الرئيسية، وسط هتافات منددة بسلطة "الانقلاب"، وانتهاكات الأمن بحق معارضيها.
ورفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها "اعتذار لكل أبطال محمد محمود"، وأسفلها توقيع جماعة "الإخوان المسلمين"، في اعتراف ضمني بخطأ تخلي "الإخوان" عن الثوار في أحداث محمد محمود الأولى في العام ٢٠١١، والتي تحل ذكراها الثالثة الأربعاء المقبل.

كما رفع المتظاهرون لافتات تندد بمقتل الدكتور طارق الغندور أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة عين شمس والذي قتل جراء الإهمال داخل السجن قبل أيام، وكان معتقلاً على خلفية إحدى قضايا التظاهر ضد السلطة الحالية.

وفي حي عين شمس، خرجت تظاهرتان من أمام مسجدي حمزة ونور الإسلام، رفع المتظاهرون خلالها شعارات رابعة، وصور بعض الشهداء، مرددين هتافات مثل "لن تركع أمة قائدها محمد"، و"ياللي قتلت الناس في رابعة ريحة الدم منك طالعة، ما انت قتلت الناس زمان، في التحرير جوا الميدان".
وفي مدينة السلام، خرجت تظاهرة حاشدة طافت الشوارع الرئيسية، وسط هتافات ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومطالبات برحيله، وإسقاط "الانقلاب"، وردد المئات من المتظاهرين هتافات تندد بغلاء الأسعار مثل "غلوا السكر، غلوا الزيت.. بكرا تبيعوا عفش البيت"، و"قولي يا باشا، قولي يا بيه.. الأسعار بتغلى ليه".
وفي مدينة نصر نظم رافضو "الانقلاب" تظاهرتين الأولى بجوار كوبري أكتوبر بطريق الأوتوستراد الرئيسي، والثانية أمام مسجد السلام بالحي العاشر، ورفع خلالها المتظاهرون أعلام رابعة، وسط هتافات تطالب بـ "إسقاط النظام".
وفي محافظة الجيزة، أصابت قوات الأمن بطلقات الخرطوش، العشرات من المتظاهرين، خلال تظاهرة رافضة لـ "الانقلاب العسكري"، بمنطقة البدرشين.
كما استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة في تفريق التظاهرة التي بدأت عقب الانتهاء من أداء صلاة الجمعة، ما أدى لوقوع العديد من حالات الاختناق بين المتظاهرين، الذين ردوا باستخدام الحجارة في محاولة لإيقاف هجوم قوات الأمن عليهم.

وكان المئات قد شاركوا في تظاهرة طافت منطقة المهندسين رددوا خلالها الهتافات المطالبة بإنهاء حكم العسكر، ورفعوا لافتات  منددة  بجرائم العسكريين ضد المدنيين خلال الفترة الماضية، مطالبين بعودة الجيش لثكناته وحماية الحدود.

يأتي ذلك في الوقت صعدت فيه أجهزة الدولة الرسمية من إجراءاتها لمواجهة دعوات التظاهر إذ أعلنت مديرية أوقاف الجيزة عن بدء تطبيق قرار الضبطية القضائية بالمساجد بدءاً من اليوم الجمعة، بهدف ملاحقة ومراقبة الأئمة والسيطرة على المنابر والإبلاغ عن من يخالف سياسات سلطة "الانقلاب".

وأكد وكيل وزارة أوقاف الجيزة، عبد الناصر نسيم، في تصريحات صحافية أن قرار تطبيق الضبطية القضائية يبدأ بالمساجد من اليوم الجمعة ضد كل من يباشر العمل الديني بالمساجد دون تصريح.

وفي محافظة الإسكندرية، أصابت قوات الأمن العشرات من المتظاهرين بالرصاص الحي والخرطوش، واعتقلت خمسة متظاهرين على الأقل، وفقاً لروايات شهود عيان لـ "العربي الجديد"، خلال مشاركتهم في تظاهرة سلمية بمنطقة سيدي بشر.
وطافت تظاهرة حاشدة، الشوارع الجانبية بالمنطقة، تجنباً لمهاجمة قوات الأمن لها، لكن عناصر الأمن طاردوا المتظاهرين، مستخدمة الرصاص الحي والخرطوش وقنابل الغاز المسيلة للدموع، ورفع المشاركون بالتظاهرة كروتاً حمراء، ولافتات منددة بالقمع وبـ "الانقلاب العسكري"، وحرقوا أعلام الدول الداعمة له.
وفي منطقة البيطاش، قال شهود عيان إن "قوات الأمن أصابت العشرات من المتظاهرين عندما فرقت تظاهرة غربي الإسكندرية"، وأوضحوا أن "قوات الأمن استخدت قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش بصورة عشوائية أثناء الاعتداء على التظاهرة الأمر الذي تسبب في إصابات متنوعة ما بين جروح قطعية واختناقات".
وسادت حالة من الكر والفر بين الطرفين بعدما أصر عدد كبير من المتظاهرين على مواصلة فاعليتهم الاحتجاجية بينما اضطر أخرون إلى الهروب للشوارع الجانبية بعد سماع صوت رصاص حي باتجاههم.
وقامت الأجهزة الأمنية بمحاصرة المنطقة ونشرت عدداً من الكمائن وفتشت السيارات واقتادت بعض المواطنين بصورة عشوائية بحجة مشاركتهم في التظاهرات.

وفي محافظة البحيرة، اعتقلت قوات الأمن المصرية، عشرات المتظاهرين المشاركين في تظاهرة رافضة لـ "الانقلاب" في مدينة أبو حمص بعد مطاردتهم على الطريق الزراعي.

وفي محافظة كفر الشيخ، نظم معارضو "الانقلاب"، بمركز الرياض ماراثون بالدراجات رفعوا خلاله صور مرسي، مطالبين بعودته، وبعد انتهاء الماراثون شارك المئات بتظاهرة أكدوا خلالها على تمسكهم بالقصاص للشهداء.
وعلى جانبي طريق "دسوق/كفر الشيخ" اصطف أهالي قرية العجوزين في سلسلة بشرية نددوا فيها بما وصفوه بـ "سوء ظروف الاحتجاز داخل السجون وأقسام الشرطة" ما يهدد حياة المعتقلين.
وفي محافظة الدقهلية، نظم ناشطو حركة "شباب ضد الانقلاب" بمشاركة حركة "صوت الحرة" بقرية نوسا البحر سلسلة بشرية على طريق "نوسا/المنصورة" للمطالبة بإطلاق سراح نحو 40 ألف معتقل في السجون، وأكد المشاركون في السلسلة على تمسكهم بالقصاص لابن القرية، الشهيد محمود يحيى، الذي قتله البلطجية في 7 مارس/آذار الماضي.
كما نظم "تحالف دعم الشرعية" عدة سلاسل بشرية على طريق "أجا/المنصورة" وفي قريتي منشأة الإخوة والجماملة احتجاجاً على حملة الاعتقالات التي استهدفت الطلاب وأساتذة الجامعات، منهم الأستاذ بجامعة المنصورة، الدكتور محمد سعد سرية، في محاولة لـ "قمع الحراك الطلابي"، على حد تعبيرهم.
وفي محافظة الشرقية، انطلقت تظاهرة لمناهضي "الانقلاب" بمدينة فاقوس رفعوا فيها لافتات تحمل عبارة "مفيش" في تهكم واضح منهم على تصريحات السيسي التي أكد فيها على "سوء الأوضاع الاقتصادية وأنه لا يملك شيئاً ليقدمه للمواطنين".
وكان "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، قد أكد، في بيان له، أن "إسقاط الانقلاب يحتاج للشجاعة وتضافر الجهود والعمل مع تصاعد جرائم السجان والطغيان"، معلناً عن "بدء انتفاضة الميادين والسجون في  18 الشهر الجاري بحلول ذكرى إسقاط وثيقة "السلمي" الإنقلابية ومجزرة محمد محمود".
ودان التحالف، في بيان آخر، ما وصفه بـ "القتل العمدي الممنهج بالسجون ومسلسل الاقتحام الدموي للقرى الثائرة الصامدة وقتل الأحرار وتصعيد وتيرة الاعتقالات بحق الثوار والمداهمات الجبانة وجرائم الاختطاف القسري والتعذيب".