أعلنت كيرا يارميش، المتحدثة باسم مؤسس "صندوق مكافحة الفساد"، أليكسي نافالني، صباح اليوم الخميس، أن المعارض الروسي الأبرز، نافالني، دخل في غيبوبة وهو بحالة حرجة ولا يزال على جهاز التنفس الصناعي، مرجحة أنه سُمِّم بسبب نشاطه السياسي.
وكتبت يارميش في "تغريدة" على موقع "تويتر": "يؤكد ردّ الفعل المراوغ من الأطباء أن هذا تسميم. قبل ساعتين كانوا مستعدين لمشاركة أي معلومات، والآن من الواضح أنهم يماطلون ولا يقولون ما يعلمون".
Уклончивая реакция врачей только подтверждает, что это отравление. Ещё два часа назад они были готовы поделиться любой информацией, а теперь явно тянут время и не говорят, что им известно
— Кира Ярмыш (@Kira_Yarmysh) August 20, 2020
وقالت يارميش لوكالة "إنترفاكس": "لا شك في أنه جرى تسميم نافالني بسبب نشاطه وموقفه السياسيين"، موضحةً أن محامي "صندوق مكافحة الفساد" يرفعون قضية بموجب المادة 277 من القانون الجنائي الروسي "الاعتداء على حياة شخصية حكومية أو عامة"، ونطالب "لجنة التحقيق الروسية بإجراء تحقيق".
وفي وقت سابق من اليوم، هبطت الطائرة المتجهة من مدينة تومسك الواقعة في سيبيريا إلى موسكو اضطرارياً في مدينة أومسك بعد إصابة نافالني البالغ من العمر 44 عاماً بوعكة صحية وتعرّقه وفقدانه الوعي.
وفي تلك الأثناء، بدأ مدير ومالك المقهى الكائن في مطار تومسك الذي تناول نافالني فيه الشاي قبل استقلاله الطائرة، المراجعة على خلفية تسمّم السياسي المعارض، مؤكداً لـ"إنترفاكس" أنه سيجري التحقق من ملابسات الواقعة وفحص تسجيلات كاميرات المراقبة.
من جهتها، أكدت مديرة مقرّ نافالني في تومسك، كسينيا فادييفا، أنه كان بصحة جيدة طوال الأيام الثلاثة التي قضاها في المدينة، ولم يشكُ من أي أعراض صباح اليوم.
وهذه ليست أول مرة يشتبه فيها بتسميم نافالني، إذ سبق له أن أصيب في ظروف غامضة بنوع من "الحساسية" والسخونة وتورم الوجه في أثناء حبسه إدارياً في صيف 2019.
محطات من مسار نافالني
نافالني من أشد منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين، وهو من مواليد 1976 له أصول روسية وأوكرانية، ترعرع في أوبنيسك جنوب غرب موسكو.
وقد تخرج من كلية القانون في روسيا عام 1998، وحصل على منحة في جامعة ييل الأميركية عام 2010.
لمع نجمه بسبب مواقفه المنتقدة للفساد والرئيس بوتين، وكانت له مدونة شهيرة باسم لايف جورنال، تحوّل منها لاحقاً إلى يوتيوب ليتابعه نحو مليون مشترك، ثم تويتر حيث يتابع حسابه مليون شخص.
وفي يونيو / حزيران، وصف التصويت على الإصلاحات الدستورية بأنه "انقلاب" و "انتهاك للدستور". تسمح الإصلاحات لبوتين بخدمة فترتين أخريين في المنصب.
وصنع نافالني لنفسه اسماً من خلال فضح الفساد المستشري، واصفاً روسيا الموحدة تحت زعامة بوتين بأنها "حزب المحتالين واللصوص".
ومُنع من الترشح للانتخابات الرئاسية، وقضى عقوبة بالحبس شهراً عقب تنظيم تظاهرات قبيل الولاية الرابعة لبوتين.