أصيب عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لفعاليات ومسيرات سلمية في عدة قرى وبلدات في الضفة الغربية المحتلة، نظمت ضد الاستيطان وضد نية الاحتلال الإسرائيلي ضم أجزاء من الضفة.
وانطلقت تلك الفعاليات بمشاركة شعبية وفصائلية، وبدا لافتاً ارتداء المشاركين القفازات والكمامات ووسائل الوقاية والسلامة العامة من فيروس كورونا الجديد، حيث يسود الإغلاق التام كذلك كافة مناحي الضفة لمدة 5 أيام اعتباراً من اليوم، ضمن إجراءات الحكومة الفلسطينية لمنع تفشي الوباء.
وفي قرية كفر قدوم، شرقي قلقيلية، شمالي الضفة الغربية، أصيب 15 شاباً فلسطينياً بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق شديد، عقب قمع جيش الاحتلال للمسيرة الأسبوعية للقرية، في إحياء ذكراها التاسعة والتي نظمت اليوم، رفضاً لقرارات حكومة الاحتلال ضم أراض من الضفة للسيادة الإسرائيلية، وفق ما أفاد "العربي الجديد" منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد اشتيوي، مشيراً إلى أنه تمت معالجة المصابين ميدانياً.
ولفت اشتيوي إلى أن المئات من أهالي القرية والقرى والبلدات المجاورة وشخصيات دينية وقيادات شعبية وفصائلية، شاركوا في ذكرى إحياء الانطلاقة التاسعة لمسيرة كفر قدوم، وألقي العديد من الكلمات التي أكدت على حق الفلسطينيين بالمقاومة، وضرورة الوحدة الوطنية في الميدان كأفضل السبل للتصدي لمخططات الاحتلال، وعلى أن أهالي كفر قدوم مستمرون بمسيرتهم السلمية.
وفي كلمة له، أكد نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول أن الشعب الفلسطيني، بكافة أطيافه ومستوياته الرسمية والشعبية، ملتف حول رفض قرار حكومة الاحتلال ضم أراضٍ من الضفة لصالح السيادة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن حق الشعب الفلسطيني يتمثل بإقامة دولة مستقلة قابلة للحياة متواصلة جغرافياً على كامل الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس.
من جانب آخر، أدى أهالي بلدة حارس في محافظة سلفيت، شمالي الضفة، صلاة الجمعة، بالقرب من مدخل البلدة الغربي، الذي أغلقته قوات الاحتلال بعدما حاول الأهالي الوصول إلى أراضيهم المهددة بالمصادرة غربي البلدة، وفق ما أفاد "العربي الجديد" رئيس بلدية حارس عمر سمارة.
وأشار سمارة إلى أن الأهالي، ومنذ عدة أسابيع، يواصلون فعالياتهم رفضاً لمحاولات الاحتلال السيطرة على أراضيهم، بعدما جرف الاحتلال عشرات الدونمات من أراضي الأهالي غربي البلدة واقتلع أشجار الزيتون منها.
وفي سياق آخر، أقام أهالي قرية سنيريا بمحافظة قلقيلية وبلدة بديا بمحافظة سلفيت، اليوم، صلاة الجمعة، على أراضيهم المهددة بالأطماع الاستيطانية في منطقة خلايل حسان الواقعة بين بديا وسنيريا، والتي يتعرض الأهالي فيها لاعتداءات من المستوطنين، وفق ما أفاد "العربي الجديد" مجد أبو حجلة، أمين سر حركة "فتح" في منطقة "الشهيدة مريم عمر".
وأكد أبو حجلة أن المئات من الأهالي أدوا صلاة الجمعة، اليوم، على أراضيهم للتأكيد على أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه، وأنه لن يسمح بالتفريط بشبر من أراضيه، وأن الفعاليات مستمرة حتى دحر المستوطنين والتصدي لأطماعهم، مشيراً إلى أنّ الفعالية تمت اليوم بالتزام سبل الوقاية من فيروس كورونا الجديد.
وإلى الشمال من نابلس، شمالي الضفة، قمعت قوات الاحتلال، اليوم الجمعة، المئات من الفلسطينيين الذين انتظموا بمسيرة سلمية بعد أدائهم صلاة الجمعة، فوق أراضٍ مهددة بالاستيلاء عليها في بلدة عصيرة الشمالية، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق وبجروح بالرصاص المطاطي، وفق ما ذكر لـ"العربي الجديد" الرئيس السابق لبلدية عصيرة الشمالية ناصر جوابرة، مشيراً إلى اشتعال حرائق في الأراضي هناك بفعل قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، بينما منعت قوات الاحتلال إطفاء تلك الحرائق واعتقلت أحد الشبان، الذي حاول إطفاءها.
وأشار جوابرة إلى أن مستوطناً، ومنذ أسبوعين، أقام بؤرة استيطانية على أراضي عصيرة فوق جبل عيبال، ووضع كرفاناً (بيت متنقل) وأدوات زراعية فوق أراضي القرية، حيث أقيمت صلاة الجمعة اليوم، وانطلقت مسيرة بعد ذلك بمشاركة فصائل العمل الوطني والإسلامي والقرى المجاورة، مؤكداً على استمرارية الفعاليات هناك حتى رحيل المستوطن وإزالة البؤرة الاستيطانية.
من جانبه، قال الهلال الأحمر الفلسطيني: "إن طواقمنا تعاملت مع 6 إصابات بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في عصيرة الشمالية، وتم تقديم الإسعاف الأولي للإصابات ونقل إصابتين للمستشفى وباقي الإصابات عولجت ميدانياً"، فيما أشار إلى استهداف الاحتلال، وبشكل مباشر، لطواقمه بقنابل الصوت والغاز والرصاص المطاط، ما أدى لأضرار في إحدى سيارات الإسعاف.
على صعيد آخر، تصدى الأهالي في بلدة بتير، غربي بيت لحم، جنوبي الضفة، اليوم الجمعة، لمحاولات استيطانية للاستيلاء على أراضيهم، وأزالوا خيمة وأسلاكاً شائكة نصبها مستوطنون على أراضيهم.
وقال رئيس بلدية بتير تيسير قطوش، لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، إنّ مجموعة من المستوطنين اقتحموا منطقة (الخمار) شرقي البلدة ونصبوا خيمة وأحاطوها بأسلاك شائكة، قبل أن يتصدى لهم المواطنون ويطردوهم.
في سياق آخر، شارك عشرات المقدسيين، اليوم، في صلاة الجمعة التي أقيمت فوق الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها في حي وادي الربابة ببلدة سلوان جنوبي القدس المحتلة، بعدما تمكنوا من إقامة الصلاة عقب منع شرطة الاحتلال الإسرائيلي إقامتها في الحي.
إلى ذلك، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل جنوبي الضفة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
على صعيد منفصل، اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الجمعة، شاباً فلسطينياً على حاجز مفرق "غوش عصيون" الاستيطاني، جنوبي بيت لحم، فيما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً آخر من قرية زبوبا غربي جنين شمالي الضفة.
كذلك، أفاد الهلال الاحمر الفلسطيني بوقوع 23 إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة أبو ديس جنوب شرقي القدس، بينها إصابة بالرصاص الحي تم نقلها للمستشفى، و13 إصابة بالغاز المسيل للدموع تمت معالجتها ميدانيا، و3 إصابات بحروق و6 إصابات بجروح بالرصاص المطاطي وتم علاجها كلها ميدانياً.
في سياق آخر، استولت قوات الاحتلال، اليوم الجمعة، على مركبة لجمع النفايات تابعة لبلدية بديا، غربي محافظة سلفيت شمالي الضفة.