وقال مصدر طبي فلسطيني في نابلس لـ"العربي الجديد"، إن "عدداً من المشاركين في المسيرة أصيبوا بالاختناق، من جراء إطلاق قوات الاحتلال لقنابل الغاز المسيل للدموع، وأنه جرى علاج المصابين ميدانياً".
وكان عشرات الفلسطينيين قد أدوا صلاة الجمعة في الأراضي المهددة بالمصادرة في قرية عزموط، تلبية لدعوة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، ثم انطلقوا بعدها بمسيرة باتجاه تلك الأراضي، رافعين العلم الفلسطيني واللافتات التي تندد بما وصفوه بالمؤامرة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وشعارات مثل "فلسطين مش للبيع"، و"لا لورشة البحرين"، و"لتسقط صفقة القرن".
وقال أمين سر حركة فتح في نابلس جهاد رمضان لـ"العربي الجديد"، إن "الموقف الفلسطيني موحد تجاه ما يجري من صفقات تستهدف الثوابت، التي ضحّى من أجلها الشهداء والأسرى".
وشدد رمضان على أن "ما يجري هنا في عزموط وقرى شرق نابلس، نموذج مصغر للاستهداف الإسرائيلي الممنهج للأرض الفلسطينية، وتوسيع المستوطنات على حساب أراضي المواطنين الفلسطينيين".
من جانب آخر، أصيب عدد من الفلسطينيين، بعد ظهر اليوم الجمعة، بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بينهم المصور الصحافي نضال اشتية، وأصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، عقب قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرة السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان، في قرية كفر قدوم، شرق قلقيلية، شمال الضفة الغربية، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 15 عاماً، فيما أصيب المصور الصحافي نضال اشتية مصور وكالة الأنباء الصينية، بعيارين معدنيين خلال مواجهات قرية كفر قدوم.
وكانت مسيرة كفر قدوم قد انطلقت من أمام مسجد القرية، حيث رُفعت فيها شعارات تندد بـ"صفقة القرن"، والورشة الاقتصادية في العاصمة البحرينية المنامة.
وقال منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي لـ"العربي الجديد": "إن قوات الاحتلال هاجمت المشاركين في المسيرة بعد انطلاقها بالرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت، ما أدى لإصابة شاب في قدمه، وآخرين بالاختناق، عولجوا ميدانياً".
وشدد شتيوي على أن الفعاليات التي تنظم اليوم في مختلف نقاط الاحتكاك بالضفة الغربية، توجه رسالة للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني يرفض الابتزاز المالي، الذي يرى فيه أسلوباً رخيصاً في التعاطي مع أشرف وأطهر قضية عرفها التاريخ الحديث.
وفي سياق مواز كذلك، قمعت قوات الاحتلال، بعد ظهر اليوم، المسيرة السلمية الأسبوعية في منطقة جبل الريسان، غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، والتي انطلقت عقب أداء صلاة الجمعة على الأراضي المهددة بالمصادرة هناك، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية خلال الفعالية، لكن قوات الاحتلال قمعت المشاركين بالمسيرة واستهدفتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع، ولم يبلغ عن وقوع إصابات، بينما أحرق جنود الاحتلال الأراضي الزراعية بشكل متعمد خلال إطلاقهم القنابل الغازية.
إلى ذلك، ذكرت مصادر صحافية أن عددا من الفلسطينيين أصيبوا بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، جراء قمع قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان في قرية نعلين، غرب رام الله، والتي انطلقت عقب صلاة الجمعة تنديدا بورشة المنامة، حيث حمل المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني ورددوا الهتافات والشعارات المنددة بالمؤامرات التي تحاك ضد الحقوق الفلسطينية.
كما أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق جراء قمع قوات الاحتلال للمسيرة الأسبوعية في قرية بلعين، غرب رام الله، والتي انطلقت عقب صلاة الجمعة من وسط القرية باتجاه جدار الفصل العنصري الجديد في منطقة أبو ليمون، تنديدا بورشة المنامة، حيث استهدفت قوات الاحتلال المشاركين بقنابل الغاز، ما أدى لإصابة العشرات منهم واحتراق مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون.
في سياق منفصل، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم، شاباً من مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، أثناء مروره عند حاجز عسكري قرب المدينة، واعتقلت شاباً آخر من بلدة كفر راعي، جنوب جنين، عقب دهم منزله، بينما اعتقلت قوات الاحتلال الناشط المقدسي محمد الشلبي من منزله في القدس المحتلة. واعتقلت الليلة الماضية، أربعة شبان بحي وادي الجوز القريب من سور القدس التاريخي.