شكلت زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أمس السبت، إلى الدوحة واللقاءات التي أجراها مع كبار المسؤولين القطريين بدءاً من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ووزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، محطة إضافية في سلسلة التحركات الدولية الهادفة لإظهار المواقف الدولية الرافضة لحملة محور الحصار ضد قطر والداعمة للوساطة الكويتية وخارطة الطريق التي تعمل عليها الولايات المتحدة عبر وزير الخارجية ريكس تيلرسون، في الوقت الذي حضرت فيه الأزمة الخليجية مجدداً في اتصال هاتفي بين الرئيس دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، يوم الجمعة تخلله بحث الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة.
كما شكلت زيارة وزير الخارجية الفرنسي، الذي حذر من أن الأزمة تضر بمصالح كل دول الخليج، فرصة جديدة لإعادة تأكيد قطر على مواقفها تجاه الحملة المفتعلة ضدها وسبل معالجتها. وتدرك الدوحة جيداً أنه لا يمكن إيجاد حل في يوم واحد، لا سيما في ظل مواصلة محور الحصار مساعيه لتأجيجها ووضعه مختلف التحركات الدولية في إطار "محاولة احتواء أبعاد الأزمة لا حلها" على حد وصف وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، الذي حاول تبرير الحملة على قطر بالقول إن "تجنب معالجة جذور المشكلة، يعني إضاعة فرصة كبيرة لوضع حد لتحد يهدد كلاً من الدول العربية وأوروبا"، لكنه سمع رسالة واضحة من نظيره الإيطالي أنجيلينو ألفانو، في روما يوم الجمعة، تدعو إلى "عدم تصعيد التوتر"، فضلاً عن إعرابه عن اعتقاده بأن "أي محاولة للوساطة يمكن أن تكون مفيدة وتأكيده على أن الأزمة الراهنة في الخليج "لا يمكن حلها إلا على يد أطرافها".
اقــرأ أيضاً
رفض فرنسي للإجراءات العقابية
وعكس المؤتمر الصحافي المشترك بين وزيري الخارجية القطري والفرنسي تقارباً في مواقف البلدين تجاه سبل حل الأزمة، في الوقت الذي ينتظر أن يستكمل لودريان جولته الخليجية بزيارة السعودية والكويت والإمارات.
وفيما وضع الوزير الفرنسي تحرك بلاده في سياق القيام بدور الميسر للوساطة الكويتية، أعرب عن قلق فرنسا للتدهور في العلاقات بين الدول الخليجية جراء هذه الأزمة، موضحاً أن فرنسا تتحدث مع جميع الأطراف المعنية بشأنها وتؤكد أهمية التوصل لحلول لها.
كما أشار إلى أن فرنسا تدعم بشكل كامل الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، وتحيي أيضاً الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي الذي زار المنطقة الأسبوع الماضي وقدم اقتراحات لخارطة طريق وأساساً للاتفاق "وهي جهود تبدو مناسبة بالنسبة لباريس"، على حد قوله.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي إلى ايجاد حل وفي أسرع ما يمكن لهذه الأزمة. كما طالب برفع كل التدابير التي تؤثر على الأسر المشتركة والمدنيين الذين تضرروا نتيجة هذه الأزمة.
وذكّر لودريان بأن الرئيس الفرنسي ومنذ بداية الأزمة الخليجية أجرى عدة اتصالات مع أمير قطر، لافتاً إلى أنه تلقى أمس رسالة من أمير قطر أكدت أن الدوحة على استعداد لمحادثات بناءة شرط ألا يتم المساس بسيادتها الوطنية.
كما شدد وزير الخارجية الفرنسي، خلال المؤتمر الصحافي، على أهمية تضافر الجهود لمكافحة المجموعات الإرهابية خصوصاً تلك المصنفة من قبل الأمم المتحدة، واصفاً ذلك بالتحدي الكبير والتهديد الذي قال إنه يتعين على الجميع مواجهته والعمل بكل حزم وتصميم وبذل كل الجهود للحرب ضد الإرهاب. وأشاد بإرادة دولة قطر للعمل بشكل حازم في هذا الاتجاه، وبرغبة البلدين في تعزيز التعاون بينهما في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة تمويله مستقبلا أكثر من أي وقت مضى.
الدوحة ترفض الإرهاب السياسي
من جهته، أوضح وزير الخارجية القطري، في المؤتمر الصحافي مع نظيره الفرنسي، أن الهدف المشترك للمجتمع الدولي هو مكافحة الإرهاب ومكافحة تمويله، لافتاً إلى أن ما اتخذته دول الحصار من إجراءات تجاه دولة قطر يعطّل هذه الجهود. ولفت إلى أن "مكافحة الإرهاب لا تكون بممارسة الإرهاب السياسي والفكري وإرهاب الدول"، مشيراً إلى أنها تتطلب إجراءات جماعية من كافة الدول لا دولة بعينها.
وأشار بن عبدالرحمن آل ثاني إلى أن دولة قطر ترحّب بجهود فرنسا في دعم الوساطة الكويتية في إطار الأزمة الخليجية وايجاد حل مبني على سيادة الدول والقانون الدولي.
كما أوضح وزير الخارجية القطري أنهما استعرضا الظروف والإجراءات الأخيرة التي تمر بها قطر وخصوصا تلك التي اتخذتها الدول "المحاصرة" والتي تمس بشكل مباشر كافة المعاهدات الدولية وقواعد القانون الدولي. وقال "إننا نتطلع للتعاون مع فرنسا وكافة الدول الحليفة والصديقة لقطر للتصدي لهذه الظاهرة، كما نتطلع لدورها في دعم الجهود الأميركية في هذا المجال".
وكان وزير الخارجية القطري قد أكد بعد مباحثات أجراها مع نظيره التركي في أنقرة يوم الجمعة في أنقرة أنه غير عادل وصف جهود الدبلوماسية المكوكية التي بذلها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لإيجاد حل للأزمة التي يمر بها الخليج بالفاشلة، مشدداً على أن الأزمة "لا نتوقع أن يتم حلها في يوم واحد". وقال بن عبد الرحمن آل ثاني، إن قطر سوف تواصل التعاون مع الولايات المتحدة والكويت لإنهاء الأزمة. وشدد بن عبد الرحمن آل ثاني على أن دولة "قطر أكدت في مباحثاتها مع الجانب الأميركي على موقفها القاضي بأن أي أزمة يجب حلها من خلال الجهود الدبلوماسية ومن خلال الحوار البنّاء المبني على الاحترام المتبادل وأسس القانون الدولي واحترام سيادة الدول".
العلاقات الأميركية القطرية
وتتزامن التحركات الفرنسية والأميركية مع إشارات أميركية عدة في ما يتعلق بالعلاقة مع قطر، بما في ذلك تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنّ الولايات المتحدة ستحافظ على علاقات جيدة مع قطر، مستبعداً نقل القاعدة العسكرية لبلاده من الدوحة، على الرغم من الحصار الديبلوماسي والاقتصادي المفروض على الدولة الخليجية، من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
وتحتضن قطر قاعدة "العُديد" الجوية التي تضم المقر الرئيسي للقيادة المركزية الأميركية، وتستضيف حوالي 10 آلاف جندي أميركي. وعلى الرغم من قوله إنّ "هناك 10 دول ترغب في بناء قاعدة أخرى لنا"، قال ترامب "لن نواجه مشكلة مع القاعدة العسكرية" في قطر.
وأكد ترامب في مقابلة مع قناة "سي بي إن" الأميركية، بثت مقاطع منها الأربعاء الماضي، ونشرت الخميس، قائلاً "سنحافظ على علاقة جيدة مع قطر ولن نواجه مشكلة مع القاعدة العسكرية". وأضاف "إذا اضطررنا للمغادرة، فإنّ 10 دول أخرى ترغب في بناء قاعدة أخرى لنا، وستقوم بدفع ثمنها. أيام إنفاقنا على هذه الأمور انتهت إلى حد كبير".
وفي سياق متصل، كانت صحيفة واشنطن بوست قد أشارت إلى نجاح الموقف القطري الصلب تجاه دول الحصار، مشيرة إلى أن دول الحصار الأربع فشلت في إلحاق الأذى بدولة قطر.
وقالت الصحيفة في تحليل لها "إن الموقف الصارم لدولة قطر، تجاه التنمر السعودي، كشف حدوداً لقوة قيادة السعودية والإمارات للمنطقة". وأضافت "بعد استضافة العشرات من القادة العرب والإسلاميين لقمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض، توقعت السعودية والإمارات انتصاراً سريعاً على قطر ودعماً إقليمياً واسع النطاق، لكن الأمور لم تسِر على هذا النحو".
كما شكلت زيارة وزير الخارجية الفرنسي، الذي حذر من أن الأزمة تضر بمصالح كل دول الخليج، فرصة جديدة لإعادة تأكيد قطر على مواقفها تجاه الحملة المفتعلة ضدها وسبل معالجتها. وتدرك الدوحة جيداً أنه لا يمكن إيجاد حل في يوم واحد، لا سيما في ظل مواصلة محور الحصار مساعيه لتأجيجها ووضعه مختلف التحركات الدولية في إطار "محاولة احتواء أبعاد الأزمة لا حلها" على حد وصف وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، الذي حاول تبرير الحملة على قطر بالقول إن "تجنب معالجة جذور المشكلة، يعني إضاعة فرصة كبيرة لوضع حد لتحد يهدد كلاً من الدول العربية وأوروبا"، لكنه سمع رسالة واضحة من نظيره الإيطالي أنجيلينو ألفانو، في روما يوم الجمعة، تدعو إلى "عدم تصعيد التوتر"، فضلاً عن إعرابه عن اعتقاده بأن "أي محاولة للوساطة يمكن أن تكون مفيدة وتأكيده على أن الأزمة الراهنة في الخليج "لا يمكن حلها إلا على يد أطرافها".
رفض فرنسي للإجراءات العقابية
وعكس المؤتمر الصحافي المشترك بين وزيري الخارجية القطري والفرنسي تقارباً في مواقف البلدين تجاه سبل حل الأزمة، في الوقت الذي ينتظر أن يستكمل لودريان جولته الخليجية بزيارة السعودية والكويت والإمارات.
وفيما وضع الوزير الفرنسي تحرك بلاده في سياق القيام بدور الميسر للوساطة الكويتية، أعرب عن قلق فرنسا للتدهور في العلاقات بين الدول الخليجية جراء هذه الأزمة، موضحاً أن فرنسا تتحدث مع جميع الأطراف المعنية بشأنها وتؤكد أهمية التوصل لحلول لها.
كما أشار إلى أن فرنسا تدعم بشكل كامل الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، وتحيي أيضاً الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي الذي زار المنطقة الأسبوع الماضي وقدم اقتراحات لخارطة طريق وأساساً للاتفاق "وهي جهود تبدو مناسبة بالنسبة لباريس"، على حد قوله.
وذكّر لودريان بأن الرئيس الفرنسي ومنذ بداية الأزمة الخليجية أجرى عدة اتصالات مع أمير قطر، لافتاً إلى أنه تلقى أمس رسالة من أمير قطر أكدت أن الدوحة على استعداد لمحادثات بناءة شرط ألا يتم المساس بسيادتها الوطنية.
كما شدد وزير الخارجية الفرنسي، خلال المؤتمر الصحافي، على أهمية تضافر الجهود لمكافحة المجموعات الإرهابية خصوصاً تلك المصنفة من قبل الأمم المتحدة، واصفاً ذلك بالتحدي الكبير والتهديد الذي قال إنه يتعين على الجميع مواجهته والعمل بكل حزم وتصميم وبذل كل الجهود للحرب ضد الإرهاب. وأشاد بإرادة دولة قطر للعمل بشكل حازم في هذا الاتجاه، وبرغبة البلدين في تعزيز التعاون بينهما في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة تمويله مستقبلا أكثر من أي وقت مضى.
الدوحة ترفض الإرهاب السياسي
من جهته، أوضح وزير الخارجية القطري، في المؤتمر الصحافي مع نظيره الفرنسي، أن الهدف المشترك للمجتمع الدولي هو مكافحة الإرهاب ومكافحة تمويله، لافتاً إلى أن ما اتخذته دول الحصار من إجراءات تجاه دولة قطر يعطّل هذه الجهود. ولفت إلى أن "مكافحة الإرهاب لا تكون بممارسة الإرهاب السياسي والفكري وإرهاب الدول"، مشيراً إلى أنها تتطلب إجراءات جماعية من كافة الدول لا دولة بعينها.
كما أوضح وزير الخارجية القطري أنهما استعرضا الظروف والإجراءات الأخيرة التي تمر بها قطر وخصوصا تلك التي اتخذتها الدول "المحاصرة" والتي تمس بشكل مباشر كافة المعاهدات الدولية وقواعد القانون الدولي. وقال "إننا نتطلع للتعاون مع فرنسا وكافة الدول الحليفة والصديقة لقطر للتصدي لهذه الظاهرة، كما نتطلع لدورها في دعم الجهود الأميركية في هذا المجال".
وكان وزير الخارجية القطري قد أكد بعد مباحثات أجراها مع نظيره التركي في أنقرة يوم الجمعة في أنقرة أنه غير عادل وصف جهود الدبلوماسية المكوكية التي بذلها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لإيجاد حل للأزمة التي يمر بها الخليج بالفاشلة، مشدداً على أن الأزمة "لا نتوقع أن يتم حلها في يوم واحد". وقال بن عبد الرحمن آل ثاني، إن قطر سوف تواصل التعاون مع الولايات المتحدة والكويت لإنهاء الأزمة. وشدد بن عبد الرحمن آل ثاني على أن دولة "قطر أكدت في مباحثاتها مع الجانب الأميركي على موقفها القاضي بأن أي أزمة يجب حلها من خلال الجهود الدبلوماسية ومن خلال الحوار البنّاء المبني على الاحترام المتبادل وأسس القانون الدولي واحترام سيادة الدول".
العلاقات الأميركية القطرية
وتتزامن التحركات الفرنسية والأميركية مع إشارات أميركية عدة في ما يتعلق بالعلاقة مع قطر، بما في ذلك تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنّ الولايات المتحدة ستحافظ على علاقات جيدة مع قطر، مستبعداً نقل القاعدة العسكرية لبلاده من الدوحة، على الرغم من الحصار الديبلوماسي والاقتصادي المفروض على الدولة الخليجية، من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
وأكد ترامب في مقابلة مع قناة "سي بي إن" الأميركية، بثت مقاطع منها الأربعاء الماضي، ونشرت الخميس، قائلاً "سنحافظ على علاقة جيدة مع قطر ولن نواجه مشكلة مع القاعدة العسكرية". وأضاف "إذا اضطررنا للمغادرة، فإنّ 10 دول أخرى ترغب في بناء قاعدة أخرى لنا، وستقوم بدفع ثمنها. أيام إنفاقنا على هذه الأمور انتهت إلى حد كبير".
وفي سياق متصل، كانت صحيفة واشنطن بوست قد أشارت إلى نجاح الموقف القطري الصلب تجاه دول الحصار، مشيرة إلى أن دول الحصار الأربع فشلت في إلحاق الأذى بدولة قطر.
وقالت الصحيفة في تحليل لها "إن الموقف الصارم لدولة قطر، تجاه التنمر السعودي، كشف حدوداً لقوة قيادة السعودية والإمارات للمنطقة". وأضافت "بعد استضافة العشرات من القادة العرب والإسلاميين لقمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض، توقعت السعودية والإمارات انتصاراً سريعاً على قطر ودعماً إقليمياً واسع النطاق، لكن الأمور لم تسِر على هذا النحو".