وانطلق اليوم في مصيف مري في ضواحي العاصمة الباكستانية، مؤتمر لبحث المصالحة الأفغانية، بمشاركة نحو 45 شخصية سياسية وجهادية معروفة في أفغانستان، ومندوبي 18 حزباً سياسياً في هذا البلد.
ومن الشخصيات المعروفة التي شاركت في مؤتمر المصالحة الذي ينظمه مركز أبحاث لاهور للمصالحة، زعيم الحزب الإسلامي ورئيس وزراء حكومة "المجاهدين" في تسعينيات القرن الماضي، قلب الدين حكمتيار، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية حاجي محمد كريم خليلي، والأمين العام للجمعية الإسلامية الأستاذ محمد عطاء نور، ووزير الدفاع السابق وحيد الله سباوون، وزعيم حزب الوحدة أكبر الأحزاب الشيعية في أفغانستان، وهو نائب الرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية حاجي محمد محقق.
كما يشارك في المؤتمر أعضاء من مجلس الشيوخ والبرلمان الأفغانيين، وسياسيون ورموز الأحزاب الجهادية السابقة.
وفي كلمة له أمام المؤتمر، أعرب وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، عن أمل بلاده أن يشكل اللقاء بداية طيبة لمستقبل المنطقة، ومن أجل إحلال الأمن في البلدين، وحلّ جميع الملفات العالقة بينهما، مؤكداً تصميم كل من باكستان وأفغانستان على عدم السماح باستخدام أحد لأراضيهما ضد الدولة الأخرى، وأن تعملا معاً من أجل المستقبل.
وقال قرشي: "إننا اليوم اجتمعنا لمناقشة قضية الأمن والاستقرار، ومن أجل التباحث بشأن المستقبل"، مشدداً على "العلاقات الدينية والاجتماعية والجغرافية المشتركة التي تجمع بين البلدين، ما يعني ضرورة أن يعملا معاً من أجل المستقبل".
وشدد وزير الخارجية الباكستاني على أن بلاده تعمل من أجل أفغانستان الآمنة، التي هي في صالحها، مؤكداً أن حرب أفغانستان أثرت على بلده سلباً إلى حد أكبر.
كما أوضح قرشي أن حكومة بلاده تسعى من أجل توطيد العلاقات التجارية والاقتصادية مع كابول، وترغب في عودة اللاجئين الأفغان إلى بلادهم بكل تقدير واحترام.
من جهته، شكر زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار، رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان والحكومة الباكستانية، على تنظيم المؤتمر وإتاحة الفرصة وجمع الفرقاء الأفغان، من أجل التباحث بشأن المصالحة الأفغانية.
وقال حكمتيار إن "بعض الجهات المغرضة تستخدم أفغانستان من أجل مصالحها، ولا تريد الأمن في أفغانستان"، منوهاً بمواجهة بلاده منذ أربعة عقود دوّامة الحرب التي "هي ليست أفغانية، ولا من أجل أفغانستان".
ولفت حكمتيار إلى أن الحرب أضرّت لا فقط بأفغانستان، بل أيضاً بالأوضاع في باكستان، معتبراً إنهاء الحرب الأفغانية بمثابة بقاءٍ لباكستان، ومشدداً على إمكانية أن يقوم البلدان معاً بهذه المهمة.
من جهته، قال الأمين العام للجمعية الإسلامية محمد عطاء نور، إنه "كان من الأفضل لو حصل المؤتمر بين باكستان وأفغانستان وحركة طالبان"، مشدداً على أهمية حضور الحركة، وعلى أهمية دور إيران ودول آسيا الوسطى من أجل المصالحة الأفغانية.
ولفت نور إلى خطر تنظيم "داعش" على أمن المنطقة، معتبراً عدم موافقة "طالبان" على الحوار مع كابول بـ"الأمر الخطير".