إسلاميون مغاربة يرفضون الاتهامات البريطانية لـ"الإخوان" بالتطرف

18 ديسمبر 2015
اعتبروا أن التقرير أذعن لتأثيرات السياسة الخارجية (Getty)
+ الخط -


رفض قياديون إسلاميون مغاربة الربط الذي ورد في ثنايا التقرير الجديد للحكومة البريطانية بين جماعة "الإخوان المسلمين" والتطرف الديني، إذ أكدوا أن وصْم هذه الجماعة بالإرهاب "أمر غير مقبول، ولا يمكن أن يقول به عاقل"، مبرزين أن "التقرير أذعن لتأثيرات سياسية خارجية".


وقال فتح الله أرسلان، نائب الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، أكبر التنظيمات الإسلامية بالمغرب، وهو أيضا الناطق الرسمي باسم "الجماعة"، إن جماعة الإخوان المسلمين عبر تاريخها المديد، ومختلف ممارساتها الدعوية والسياسية، مسالمة ولم يسبق أن سُجّلت عليها دعوتها للعنف.

وأكد أرسلان، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن جماعة الإخوان تعتبر من أكبر الحركات الإسلامية التي تنبذ العنف، "ولقد عاشت في أوروبا عشرات السنين، ولم يُكتب قط في تاريخها أنها لجأت إلى العنف أو التطرف"، مشيرا إلى أن "المجتمع الأوروبي والأميركي يدرك هذه الحقائق".

وتابع القيادي الإسلامي بأن تقرير الحكومة البريطانية الذي ربط بين الانتماء إلى جماعة الإخوان ومؤشرات التطرف، يحمل في طياته أحكاما سياسية طاغية، أكثر من المحددات الأمنية لمعرفة حقيقة وأبعاد هذه الجماعة، معتبراً أن التقرير البريطاني الرسمي "تفوح منه رائحة التدخل الخارجي"، وفق تعبيره.

من جهته، أكد الدكتور عبد السلام بلاجي، القيادي في حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة المغربية، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن التقرير البريطاني يغلب عليه الدهاء السياسي، ومحاولة مهادنة الأطراف المعنية، والمسك بالعصا من الوسط، خاصة عند الحديث عن "مؤشرات التطرف".

وأفاد بلاجي بأن مثل هذه التقارير تؤخذ بحسب مصلحة الدولة التي تصدرها، وتبعا لميزان القوى القائمة، لهذا استخدم التقرير عبارات مطاطة، من أجل إرضاء جهات دولية بوصف الجماعة بالتطرف، لكن في الوقت ذاته حرصت الحكومة البريطانية على عدم حظر أنشطة الجماعة في البلاد.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تربوية بالأساس، ولم يسبق لها أن دعت إلى استخدام العنف إلى حدود اليوم، سواء في مصر أو خارجها، مشددا على أن آراء الجماعة تُؤخذ من أدبياتها الرسمية، وليس من تصريحات أو تصرفات بعض أفرادها إن وُجدت.

وذهب بلاجي إلى أن عددا من الجهات الثورية في مصر أخذت على جماعة الإخوان المسلمين أنها لم تسر في طريق الثورة المصرية إلى نهايته، واتهمتها بأنها خانت الثورة، بعد أن قبلت بدخول الانتخابات التشريعية، مشيرا إلى أن "الجماعة" حرصت حينها على سلوك خط الوسط بغية مصلحة البلاد.

في المقابل، لم يصدر بعد موقف رسمي من حزب العدالة والتنمية بخصوص موقفه من اتهامات تقرير الحكومة البريطانية لجماعة "الإخوان المسلمين"، وهو ما رده مراقبون إلى موقع الحزب الجديد في الحكومة، وتسيير الشأن السياسي، ما يجعل الحزب يأخذ مسافة معقولة من العديد من الأحداث والمواقف ذات الصلة بمرجعيته الإسلامية.

وسبق للعديد من الجهات المعارضة لحزب "العدالة والتنمية"، أن اتهمته بأنه ينتمي إلى جماعة "الإخوان" العالمية، وبأن لديه علاقات قوية ومتينة مع عدد من قيادات "الجماعة" في مصر، فيما رد عبد الإله بنكيران، زعيم الحزب، أكثر من مرة بأن حزبه "لا يخضع لوصاية أحد، وبأنه ينتمي للحركة الإسلامية، لكن لديه اجتهاده الخاص ومساره المتميّز".

اقرأ أيضا: مواقف رافضة لاتهام بريطانيا "الإخوان" بالتطرف

المساهمون