يزداد عدد المقبلين على عمليات التجميل والترميم بين الشباب الأتراك، كذلك هي الحال بين الأكبر سناً. هكذا، باتت البلاد أحد أكبر مراكز عمليات التجميل التي لا يقصدها مواطنون من الشرق الأوسط فحسب، بل كذلك مواطنون أوروبيون.
ولا تتوفّر إحصاءات رسمية حول حجم سوق عمليات التجميل في تركيا، إلا أنّ ثمّة مؤشّرات تؤكد أنّ هذا السوق شهد نمواً كبيراً ومتصاعداً خلال الأعوام الأخيرة. ويقول رئيس جمعية المستشفيات الخاصة والمنشآت الصحية التركية، رشاد بهات، إنّ "حجم قطاع التجميل في تركيا وصل إلى نحو مليار ليرة تركية (نحو 266 مليوناً و480 ألف دولار أميركي)"، موضحاً أنّ "أكثر العمليات التي يُقبل عليها الناس هي تلك المتعلقة بمنطقة الوجه، وذلك بهدف علاج التجاعيد المختلفة والجفن المنخفض والانتفاخات تحت العين وشدّ الجبين وشد الوجه كلّه ونفخ الشفاه، بالإضافة إلى تجميل الصدر والأنف". ويلفت بهات إلى "زيادة في إقبال الرجال على عمليات التجميل"، في حين يرى أنّ "ما يعجب الناس قد يتغيّر مع مرور الوقت. أمّا الثابت فهو عدم رضى أيّ كان عن مظهره، لذا يحبّ الشباب التغيير في وجوههم".
من جهته، يقول جراح التجميل غونجل أوزتورك، إنّ "المواطنين الأتراك يُقبلون على تجميل الأنف وتصغير الصدر أو تكبيره وعلى شفط الدهون". يضيف أنّ "الأمر يختلف بحسب الأعمار. فهؤلاء الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاماً وثلاثين، هم أكثر اقبالاً على عمليات تجميل الأنف وتصغير الصدر. أمّا الذين تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثين عاماً وخمسين، فإنّ إقبالهم يتزايد على عمليات تصغير الصدر وشدّه وشفط الدهون. كذلك ثمّة توجّه إلى عمليات شدّ الجفون والصدر والرقبة".
وتحوّلت تركيا إلى مركز جذب للراغبين في إجراء عمليات تجميل وترميم، فصار يقصدها كثيرون من مختلف الدول العربية، خصوصاً دول الخليج العربي. وهؤلاء يتوجّهون إلى إسطنبول لزراعة الشعر، فيما يختارها مواطنون أوروبيون لتجميل الأنف. وهو ما يؤكده أوزتورك، قائلاً إنّ "إسطنبول باتت مركزاً عالمياً. يقصدها بريطانيون وألمان ومواطنون من البلدان الاسكندنافية لإجراء عمليات جراحية لتجميل الأنف، إذ يحصلون على خدمات جيّدة في مقابل أسعار أقلّ بالمقارنة مع الدول الأوروبية". يضيف أنّ "الوجوه والأنوف في أوروبا، وبالذات الشمالية، ربما ليست في حاجة إلى عمليات تجميل. لكن هنا، لدينا نسبة عالية من الراغبين في تجميل أنوفهم".
اقــرأ أيضاً
أحمد مواطن سعودي قصد إسطنبول لزراعة الشعر، يخبر أنّه اختار هذه المدينة "بسبب رخص أسعار عمليات التجميل فيها، بالمقارنة مع أماكن أخرى، بالإضافة إلى سمعة أطبائها الطيّبة". بالنسبة إليه، فإنّ "أطباء التجميل في السعودية لا يواكبون التطوّر، وهو ما يقلقني". يضيف أنّ "الصلع يجعلني أبدو أكبر سناً. لذلك، جئتُ إلى إسطنبول بناءً على نصيحة أحد الأصدقاء"، مشيراً إلى أنّ "الأسعار مقبولة والخدمة ممتازة. كذلك، ثمّة مترجمون في مركز زراعة الشعر يتوّلون العناية بالمرضى منذ وصولهم إلى فندقهم وحتى انتهاء المتابعة". ويكمل أحمد: "هذه فرصة كذلك لزيارة إحدى أجمل مدن العالم".
ويختلف الأطباء حول أسباب زيادة لجوء الناس إلى عمليات التجميل والترميم، فيرى الطبيب الجرّاح رشاد أكتاش أنّ "وسائل التواصل الاجتماعي أدّت دوراً مهماً في انتشار عمليات التجميل". ويشرح أنّ "الصورة باتت جزءاً رئيسياً من الحياة الاجتماعية، خصوصاً لدى الشباب، بل أكثر من ذلك إذ تحوّلت مشاركة الصور الشخصية على الصفحات إلى روتين يوميّ بالنسبة إلى البعض. لكنّ هذا لا ينفي أمراً أساسياً، خصوصاً لدى النساء، وهو أنّ التقدّم بالعمر يؤرّقهنّ بصورة عامة". يضيف أكتاش أنّ "طريقة علاج آثار التقدّم في العمر تغيّرت اليوم. وبعدما كانت الكريمات والمساحيق والوشم هي الأساس، انتقلنا إلى البوتوكس وعمليات الشدّ وغيرهما".
في السياق، يرفض أوزتورك "محاكمة المقبلين على عمليات التجميل". يضيف: "القول إنّ جميع المقبلين على عمليات التجميل من الشباب هم شابات أو شبان تافهون لا يملكون أيّ عمق فكري، أمر غير حقيقي وإن كانت ثمّة شابات يطلبنَ أنفاً يشبه أنف ممثلة أو مغنية مشهورة على الرغم من أنّ ذلك لا يتناسب مع ملامحهنّ ووجوههنّ". ويؤكّد على "ضرورة النظر إلى الأمور بطريقة مختلفة. فالتقدّم العلمي أتاح تلبية رغبات لم تكن ممكنة. في الوقت الحالي، نرى أساتذة جامعات وسياسيين ورجال أعمال يتوجّهون إلى زراعة الشعر، أو حتى إلى استخدام الليزر للتخلص من الشعر الزائد وشدّ الجفون وإزالة التجاعيد". ويتابع أوزتورك: "ولا نتحدث هنا عن النساء فحسب، بل عن الرجال كذلك، وإن كانت عمليات التجميل أقلّ انتشاراً بين الرجال بالمقارنة مع النساء. كذلك فإنّ سكان المدن هم أكثر إقبالاً على عمليات التجميل من أهل الأرياف".
اقــرأ أيضاً
ولا تتوفّر إحصاءات رسمية حول حجم سوق عمليات التجميل في تركيا، إلا أنّ ثمّة مؤشّرات تؤكد أنّ هذا السوق شهد نمواً كبيراً ومتصاعداً خلال الأعوام الأخيرة. ويقول رئيس جمعية المستشفيات الخاصة والمنشآت الصحية التركية، رشاد بهات، إنّ "حجم قطاع التجميل في تركيا وصل إلى نحو مليار ليرة تركية (نحو 266 مليوناً و480 ألف دولار أميركي)"، موضحاً أنّ "أكثر العمليات التي يُقبل عليها الناس هي تلك المتعلقة بمنطقة الوجه، وذلك بهدف علاج التجاعيد المختلفة والجفن المنخفض والانتفاخات تحت العين وشدّ الجبين وشد الوجه كلّه ونفخ الشفاه، بالإضافة إلى تجميل الصدر والأنف". ويلفت بهات إلى "زيادة في إقبال الرجال على عمليات التجميل"، في حين يرى أنّ "ما يعجب الناس قد يتغيّر مع مرور الوقت. أمّا الثابت فهو عدم رضى أيّ كان عن مظهره، لذا يحبّ الشباب التغيير في وجوههم".
من جهته، يقول جراح التجميل غونجل أوزتورك، إنّ "المواطنين الأتراك يُقبلون على تجميل الأنف وتصغير الصدر أو تكبيره وعلى شفط الدهون". يضيف أنّ "الأمر يختلف بحسب الأعمار. فهؤلاء الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاماً وثلاثين، هم أكثر اقبالاً على عمليات تجميل الأنف وتصغير الصدر. أمّا الذين تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثين عاماً وخمسين، فإنّ إقبالهم يتزايد على عمليات تصغير الصدر وشدّه وشفط الدهون. كذلك ثمّة توجّه إلى عمليات شدّ الجفون والصدر والرقبة".
وتحوّلت تركيا إلى مركز جذب للراغبين في إجراء عمليات تجميل وترميم، فصار يقصدها كثيرون من مختلف الدول العربية، خصوصاً دول الخليج العربي. وهؤلاء يتوجّهون إلى إسطنبول لزراعة الشعر، فيما يختارها مواطنون أوروبيون لتجميل الأنف. وهو ما يؤكده أوزتورك، قائلاً إنّ "إسطنبول باتت مركزاً عالمياً. يقصدها بريطانيون وألمان ومواطنون من البلدان الاسكندنافية لإجراء عمليات جراحية لتجميل الأنف، إذ يحصلون على خدمات جيّدة في مقابل أسعار أقلّ بالمقارنة مع الدول الأوروبية". يضيف أنّ "الوجوه والأنوف في أوروبا، وبالذات الشمالية، ربما ليست في حاجة إلى عمليات تجميل. لكن هنا، لدينا نسبة عالية من الراغبين في تجميل أنوفهم".
أحمد مواطن سعودي قصد إسطنبول لزراعة الشعر، يخبر أنّه اختار هذه المدينة "بسبب رخص أسعار عمليات التجميل فيها، بالمقارنة مع أماكن أخرى، بالإضافة إلى سمعة أطبائها الطيّبة". بالنسبة إليه، فإنّ "أطباء التجميل في السعودية لا يواكبون التطوّر، وهو ما يقلقني". يضيف أنّ "الصلع يجعلني أبدو أكبر سناً. لذلك، جئتُ إلى إسطنبول بناءً على نصيحة أحد الأصدقاء"، مشيراً إلى أنّ "الأسعار مقبولة والخدمة ممتازة. كذلك، ثمّة مترجمون في مركز زراعة الشعر يتوّلون العناية بالمرضى منذ وصولهم إلى فندقهم وحتى انتهاء المتابعة". ويكمل أحمد: "هذه فرصة كذلك لزيارة إحدى أجمل مدن العالم".
ويختلف الأطباء حول أسباب زيادة لجوء الناس إلى عمليات التجميل والترميم، فيرى الطبيب الجرّاح رشاد أكتاش أنّ "وسائل التواصل الاجتماعي أدّت دوراً مهماً في انتشار عمليات التجميل". ويشرح أنّ "الصورة باتت جزءاً رئيسياً من الحياة الاجتماعية، خصوصاً لدى الشباب، بل أكثر من ذلك إذ تحوّلت مشاركة الصور الشخصية على الصفحات إلى روتين يوميّ بالنسبة إلى البعض. لكنّ هذا لا ينفي أمراً أساسياً، خصوصاً لدى النساء، وهو أنّ التقدّم بالعمر يؤرّقهنّ بصورة عامة". يضيف أكتاش أنّ "طريقة علاج آثار التقدّم في العمر تغيّرت اليوم. وبعدما كانت الكريمات والمساحيق والوشم هي الأساس، انتقلنا إلى البوتوكس وعمليات الشدّ وغيرهما".
في السياق، يرفض أوزتورك "محاكمة المقبلين على عمليات التجميل". يضيف: "القول إنّ جميع المقبلين على عمليات التجميل من الشباب هم شابات أو شبان تافهون لا يملكون أيّ عمق فكري، أمر غير حقيقي وإن كانت ثمّة شابات يطلبنَ أنفاً يشبه أنف ممثلة أو مغنية مشهورة على الرغم من أنّ ذلك لا يتناسب مع ملامحهنّ ووجوههنّ". ويؤكّد على "ضرورة النظر إلى الأمور بطريقة مختلفة. فالتقدّم العلمي أتاح تلبية رغبات لم تكن ممكنة. في الوقت الحالي، نرى أساتذة جامعات وسياسيين ورجال أعمال يتوجّهون إلى زراعة الشعر، أو حتى إلى استخدام الليزر للتخلص من الشعر الزائد وشدّ الجفون وإزالة التجاعيد". ويتابع أوزتورك: "ولا نتحدث هنا عن النساء فحسب، بل عن الرجال كذلك، وإن كانت عمليات التجميل أقلّ انتشاراً بين الرجال بالمقارنة مع النساء. كذلك فإنّ سكان المدن هم أكثر إقبالاً على عمليات التجميل من أهل الأرياف".