وكان أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، قد دعا إلى عقد هذه القمة لوضع زعماء العالم وحكومات الدول الأعضاء وأطراف الصراعات والمجتمع المدني والقطاع الخاص وغيرهم من أصحاب المصلحة، أمام مسؤولياتهم، كما أراد للقمة أن تساعد في حشد الإرادة السياسية الدولية اللازمة لإنهاء الصراعات وتخفيف معاناة ضحاياها وتقليل المخاطر الناجمة عنها، وحث المجتمع الدولي على البدء في عملية تكفل إيجاد حلول ناجعة للأزمات الإنسانية وتلبية احتياجات المتضررين منها، ورأى إمكانية أن يمثل المؤتمر فرصة لمواجهة التحديات الإنسانية المستفحلة بشكل مباشر وحاسم.
وقال فيرهوسيل، إن للقمة العالمية للعمل الإنساني عدة أهداف رئيسية، من بينها إعادة تأكيد التزام المجتمع الدولي بالمبادئ الإنسانية والعمل الإنساني، وتدشين إجراءات والتزامات لتمكين البلدان والمجتمعات المحلية من الاستعداد للأزمات والتعامل معها وتعظيم قدرتها على تحمل صدماتها، وتبادل أفضل الممارسات التي تساعد على إنقاذ الأرواح في جميع أنحاء العالم، ووضع المتضررين في مقدمة أولويات العمل الإنساني وإجراءات تخفيف معاناتهم، بالإضافة إلى إجراء حوار مع المتضررين لمعرفة أفضل السبل والوسائل والبدائل للعمل معهم ومساعدتهم، والسعي إلى الانتقال من مرحلة تقديم المساعدات إلى مرحلة إنهاء الاحتياجات والربط والتنسيق بين المهام الإنسانية والإنمائية.
وأوضح المسؤول الأممي أن سبب عقد مؤتمر القمة في هذا التوقيت هو أن العالم يمر بمنعطف حاسم يشهد أعلى مستويات للمعاناة الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، إذ إن قرابة 60 مليون شخص، نصفهم من الأطفال، أُجبروا على ترك منازلهم بسبب الصراعات وأعمال العنف، وأنه بمعدل كل ثلاث دقائق يجبر 88 شخصاً على الفرار من منازلهم في مناطق الصراعات، كما أن الكلفة البشرية والاقتصادية للكوارث الطبيعية آخذة في التصاعد، مشيراً إلى أن كل سنة من العقدين الأخيرين يتضرر 218 مليون شخص من هذه الكوارث وبتكلفة سنوية على الاقتصاد العالمي تتجاوز الآن 300 مليار دولار.
وأشار فيرهوسيل إلى أنه لم يحدث من قبل أن تولت هيئات العمل الإنساني تقديم وتوصيل مثل هذا الحجم الكبير من المعونة والإغاثة لمثل هذا العدد الضخم من البشر المعرضين للخطر في أنحاء مختلفة من العالم. وأكد أنه ما لم يعتمد المجتمع الدولي طرقاً أكثر فعالية للحد من معاناة هؤلاء المتضررين والضحايا، فلا يمكننا التطلع إلى عالم يسوده السلم والأمن والتنمية المستدامة. وقال: "المطلوب من المؤتمر إطلاق عملية تغيير طرق وأساليب العمل الإنساني والإغاثي الجماعي والفردي ليصبح أكثر فعالية، ولكي نعزز مسؤوليتنا المشتركة عن إنقاذ الأرواح وتمكين البشر من العيش في حياة كريمة".
من المتوقع أن يحضر المؤتمر أكثر من خمسة آلاف مشارك، في المقدمة زعماء دول أعضاء ورؤساء حكومات وممثلون لمنظمات إنسانية ومجتمع مدني ومؤسسات من القطاع الخاص، وممثلون للمتضررين من الصراعات والكوارث، لتقديم مقترحات وحلول للتحديات الملحة، ووضع خطة للحفاظ على قدرة العمل الإنساني، على أن يتناسب ويتلاءم مع احتياجات ومتطلبات المستقبل.