حتى عام 2013، كانت إسرائيل تدّعي عدم تدخلها في الصراع السوري، ومنحَ استخدام النظام السوري لأسلحته الكيماوية ضد شعبه في غوطة دمشق أكبر هدية لإسرائيل، عندما قايض النظام على بقائه في الحكم وتجنّب الضربة الأميركية مقابل التنازل عن ترسانته الكيماوية التي كانت تهدد إسرائيل.
وفي سبتمبر/ أيلول 2015، كسب النظام حرية التدخّل العسكري الروسي إلى جانبه في ضرب المعارضة، وإطالة أمد الحرب مقابل سكوته عن تقاسم أجوائه بين الطيران الحربي الإسرائيلي والطيران الروسي، وفق تفاهمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المعلنة.
هذا الأسبوع انتقلت إسرائيل للحديث علانية عن دور لها في ترسيم مستقبل سورية السياسي، تحت غطاء معارضة الوجود الإيراني على الأراضي السورية. وقد بق نتيناهو الحصوة عندما أعلن أن لقاءه مع بوتين، جاء لضرورة استغلال التحركات الدولية لبلورة تسوية لسورية ما بعد الحرب، حتى إن طال الوصول إلى هذه التسوية.
نتنياهو يريد تجنّب ما حدث في محادثات الاتفاق النووي مع إيران من تغييب للموقف الإسرائيلي، وبالأساس من تأثير إسرائيلي على الاتفاق المذكور، والتعويض عن ذلك بضمان إسماع الصوت والموقف الإسرائيليين في الملف السوري، بما في ذلك تحديد ما يجوز أن يبقى من عدمه في سورية. وفي هذا المضمار لم يفت نتنياهو التذكير بأن إسرائيل لن تنسحب من الجولان المحتل.
يشي هذا الانتقال في الموقف الإسرائيلي المعلن، من مجرد التذرع بأن إسرائيل لا تتدخل إلا لحماية أمنها، إلى الحديث عن دور، أو على الأقل وجوب أخذ موقف إسرائيل في التصورات التي تُطرح لمستقبل سورية، بتفاهمات أولية مع الولايات المتحدة، وبالتمهيد لصفقة شاملة مع روسيا أيضاً لترسيم صورة سورية المقبلة ولكن أيضاً حدودها، وترسيم آفاق تعاون جديدة بين إسرائيل وموسكو، بتوافق أميركي قد تدفع سورية ثمنه من أراضيها. كما قد يدفع الشعب السوري أيضاً ثمناً له بالإبقاء على نظام بشار الأسد، أو على الأقل تمديد عمر النظام القاتل في سورية. ولن يعدم نظام الأسد شعاراً مرحلياً يقبل بالتفريط بالجولان، ما دام الأمر الملح هو إنقاذ "الوطن" وبنائه أولاً وتأجيل معركة تحرير الجولان المؤجلة أصلاً منذ عقود.
وفي سبتمبر/ أيلول 2015، كسب النظام حرية التدخّل العسكري الروسي إلى جانبه في ضرب المعارضة، وإطالة أمد الحرب مقابل سكوته عن تقاسم أجوائه بين الطيران الحربي الإسرائيلي والطيران الروسي، وفق تفاهمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المعلنة.
هذا الأسبوع انتقلت إسرائيل للحديث علانية عن دور لها في ترسيم مستقبل سورية السياسي، تحت غطاء معارضة الوجود الإيراني على الأراضي السورية. وقد بق نتيناهو الحصوة عندما أعلن أن لقاءه مع بوتين، جاء لضرورة استغلال التحركات الدولية لبلورة تسوية لسورية ما بعد الحرب، حتى إن طال الوصول إلى هذه التسوية.
نتنياهو يريد تجنّب ما حدث في محادثات الاتفاق النووي مع إيران من تغييب للموقف الإسرائيلي، وبالأساس من تأثير إسرائيلي على الاتفاق المذكور، والتعويض عن ذلك بضمان إسماع الصوت والموقف الإسرائيليين في الملف السوري، بما في ذلك تحديد ما يجوز أن يبقى من عدمه في سورية. وفي هذا المضمار لم يفت نتنياهو التذكير بأن إسرائيل لن تنسحب من الجولان المحتل.
يشي هذا الانتقال في الموقف الإسرائيلي المعلن، من مجرد التذرع بأن إسرائيل لا تتدخل إلا لحماية أمنها، إلى الحديث عن دور، أو على الأقل وجوب أخذ موقف إسرائيل في التصورات التي تُطرح لمستقبل سورية، بتفاهمات أولية مع الولايات المتحدة، وبالتمهيد لصفقة شاملة مع روسيا أيضاً لترسيم صورة سورية المقبلة ولكن أيضاً حدودها، وترسيم آفاق تعاون جديدة بين إسرائيل وموسكو، بتوافق أميركي قد تدفع سورية ثمنه من أراضيها. كما قد يدفع الشعب السوري أيضاً ثمناً له بالإبقاء على نظام بشار الأسد، أو على الأقل تمديد عمر النظام القاتل في سورية. ولن يعدم نظام الأسد شعاراً مرحلياً يقبل بالتفريط بالجولان، ما دام الأمر الملح هو إنقاذ "الوطن" وبنائه أولاً وتأجيل معركة تحرير الجولان المؤجلة أصلاً منذ عقود.