وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن خط الاتصال "الساخن" يربط قيادة الجيش الروسي في مدينة اللاذقية بقيادة سلاح الجو الإسرائيلي في تل أبيب. وأشارت الصحيفة إلى أن تدشين الخط الساخن يمثّل عنصراً من عناصر آلية تنسيق مشتركة، إذ يتم عبره تبادل المعلومات التي تحول دون أي احتكاك بين الطائرات الحربية الإسرائيلية والروسية أثناء تنفيذها مهامها في الأجواء السورية. يُذكر أن الاجتماع الأول للجنة التنسيق المشتركة ترأسه عن الجانب الروسي نائب رئيس هيئة أركان الجيش الروسي الجنرال نيكولاي بوغدانوفسكي، في حين ترأس الجانب الإسرائيلي نظيره الجنرال يائير جولان.
وأشار المعلّق العسكري في موقع "وللا" الإخباري، أمير بوحبوط، إلى أن قادة الجيش الإسرائيلي يرفضون التعليق على المعلومات المتعلقة بتدشين الخط الساخن "لأن الحديث يدور عن شأن بالغ الحساسية"، على حد تعبيره. وفي تقرير نشره الموقع، نقل بوحبوط عما سماه مصدراً عسكرياً إسرائيلياً بارزاً قوله إن كل آليات التنسيق بين الجيشين الروسي والإسرائيلي تعمل حالياً استناداً للتفاهمات التي توصّل إليها نائبا رئيسي الأركان في الجيشين، مشدداً على أن ما يعني الطرف الإسرائيلي هو ضمان أكبر قدر من الأمن والسلامة لأسلحة الجيش الإسرائيلي التي تعمل في الجو والبحر، وضمان ألا يمسّ الجيشان بعضهما البعض عندما يعملان في الأجواء السورية. واستدرك المصدر قائلاً إن تواجد الجيش الروسي في سورية لن يؤثر على طابع الخطوط الحمراء التي قررتها قيادة الجيش الإسرائيلي والتي تقوم على أساس التدخّل المباشر ومنع أي عملية نقل سلاح أو عتاد من سورية لحزب الله، عبر قصف القوافل التي تنقل السلاح.
وشدد بوحبوط على أن إسرائيل وروسيا تواصلان التنسيق بينهما منذ أن قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بزيارة موسكو قبل شهر واجتماعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولفت بوحبوط إلى أن تشكيل منظومة التنسيق العسكري بين الجيشين لم تكتمل بشكل نهائي بعد، مشيراً إلى أن الاتصالات القائمة حالياً تهدف للتوصّل لتفاهم حول كل الإجراءات الإدارية التي تضمن تنسيقاً ناجعاً. وأوضح أن الأميركيين يجرون حالياً اتصالات للاتفاق على تشكيل هيئة تنسيق مماثلة مع الجيش الروسي لمنع الاحتكاك بين الطائرات الروسية والأميركية أثناء تنفيذ مهام في الأجواء السورية.
اقرأ أيضاً: وفد عسكري روسي في إسرائيل للتنسيق بشأن سورية
وفي سياق متصل، قال المعلّق العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يواف ليمور، إنه في الوقت الذي تبدي فيه المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية ارتياحاً للتعاون والتنسيق مع الروس في سورية، فإن هذا التعاون يثير قلقاً كبيراً لدى الإدارة الأميركية. وأشار ليمور إلى أن الأميركيين يخشون أن يقود التنسيق الثنائي بين موسكو وتل أبيب في سورية إلى نشوء تحالف إسرائيلي روسي.
وأوضح ليمور أن الأميركيين قلقون من هذا الاحتمال لدرجة أن رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجديد الجنرال جوزيف دانفورد سيصل إلى تل أبيب هذا الأسبوع للتباحث مع قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حول هذه المخاوف. ودعا ليمور دوائر صنع القرار السياسي والنخب الأمنية في تل أبيب إلى استغلال المخاوف الأميركية من احتمال تشكّل الحلف الإسرائيلي الروسي، ومحاولة ابتزاز الإدارة الأميركية ودفعها للموافقة على قائمة تفاهمات استراتيجية كبيرة و"سخية"، في ختام الاتصالات التي تُجرى حالياً بين تل أبيب وواشنطن بشأن ما يتوجب على الولايات المتحدة تقديمه لإسرائيل في أعقاب توقيع الاتفاق النووي مع إيران.
واستدرك ليمور محذراً المسؤولين الإسرائيليين من مغبة الوقوع في أسر الروس، مشيراً إلى أن التجربة التاريخية تدل على أن الروس لم يقفوا إلى جانب الأطراف التي تحالفوا معها. وأشار إلى أن هناك ما يدل على أن الروس يريدون توظيف تدخلهم في سورية من أجل إحراز إنجاز ما على صعيد مطالبهم في أوكرانيا.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، في عددها الصادر أمس الأول الجمعة، أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة تؤكد أن 1500 جندي روسي وصلوا أخيراً إلى سورية للمشاركة الفعلية في القتال، بالإضافة إلى بضعة آلاف من الجنود الإيرانيين الذين يخططون للمشاركة بشكل فاعل في القتال إلى جانب قوات النظام السوري في منطقة حلب.
اقرأ أيضاً: نتنياهو: أهداف إسرائيل وروسيا يجب ألا تتعارض في سورية