إسرائيل قتلت من الفلسطينيين أكثر من السرطان

05 فبراير 2015
السرطان ثاني مسبب للوفيات في فلسطين(العربي الجديد)
+ الخط -


في اليوم العالمي لمكافحة السرطان، عندما يقرأ الفلسطينيون ثلاثة أسباب لموتهم، التي صار السرطان ثانيها في السنوات الثلاث الأخيرة، بعد أمراض القلب والدم، وقبل الجلطات الدماغية، يخطر في بالهم فوراً، إسرائيل الخبيثة.

وبينما هم يطالعون أرقاماً دقيقة، تصدرها وزارة الصحة الفلسطينية، وتفيد بأن السرطان تسبب في موت 1496 فلسطينيّاً وفلسطينية في عام 2013، يأتي السؤال من باطن أوجاعهم "أيهما يسبب الموت أكثر، السرطان أم إسرائيل؟".

حسب بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قتلت إسرائيل 2104 فلسطينيين في 51 يوماً فقط في عام 2014، ولم تصدر وزارة الصحة الفلسطينية بياناتها بعد، في ما يتعلق بعدد حالات الوفاة، التي سببها السرطان خلال هذا العام وحده، لكن يمكن تقديرها بالنظر إلى عددهم في العام الذي سبقه.

إسرائيل مثل السرطان

على كل حال، وبمعزل عن إسرائيل، التي لا يفكر الفلسطينيون بالمرض الخبيث دون التفكير في خبثها، فيقولون مثلاً "إسرائيل مثل السرطان" عندما يتحدثون عن الخلايا الاستيطانية المتوغلة في جسد أرضهم، صار السرطان ثاني أسباب الوفاة الطبيعية في فلسطين.

ويقول جواد البيطار، مدير مركز المعلومات الصحية في وزارة الصحة الفلسطينية، لـ"العربي الجديد" إن السرطانات المنتشرة في فلسطين والتي تسبب الوفاة هي: سرطان الرئة، الثدي، القولون، الكبد، الدماغ. ووفق البيطار، فإن سرطان الرئة يأتي في الدرجة الأولى لمسببات الوفاة عند الرجال المصابين بالسرطان، فيما كان سرطان الثدي في الدرجة الأولى عند النساء المصابات.

ويراجع مرضى السرطان في فلسطين، إما في مستشفيات القدس العربية، أو في مستشفيات نابلس، أو يتم تحويلهم من الضفة إلى الأردن، ومن غزة إلى مصر، وفقاً لنظام تتبعه وزارة الصحة يسمى "التحويلات الخارجية".

ويؤكد البيطار "نقصد بالتحويلات الخارجية تحويل المريض خارج مراكز الصحة الرسمية، وليس خارج فلسطين فقط، فالمصابون الذين يحولون إلى مستشفيات داخل فلسطين، يفوقون أولئك المحولين خارجها".

وتسجل وزارة الصحة، اليوم، 80 حالة سرطان جديدة سنويّاً، من بين كل 100 ألف من السكان، فيما كانت تسجل 60 حالة جديدة سنويّاً لكل 100 ألف من السكان، قبل تسع سنوات.

وتنفق السلطة الفلسطينية عشرات ملايين الدولارات لعلاج مرضى السرطان، إذ بلغت التكلفة التقديرية للتحويلات الخارجية في عام 2013 ما يقارب 90 مليون دولار، علماً بأن بيانات عام 2014 لم تصدر بعد.

سرطان الثدي

وجاء في بيان أصدرته وزارة الصحة، أن سرطان الثدي هو المسبب الأول للوفاة لدى النساء المصابات بالسرطان، وهذا النوع من السرطان يمكن ضمان الشفاء الكامل منه بالفحص والاكتشاف المبكر للمرض.

تقول نفوذ مسلماني، مديرة مركز دنيا المتخصص في تشخيص سرطان الثدي والأورام النسائية، ومقره رام الله، لـ"العربي الجديد"، إن سرطان الثدي لا يعني الموت، الكشف المبكر هو خط الدفاع الأول لإنقاذ المرأة. وتوضح أن الكشف المبكر يتم باتباع المرأة للفحص الثلاثي: بدءاً بالفحص اليدوي كل شهر، وفحص سريري، أي زيارة طبيب بشكل دوري، وثالثاً، الفحص الشعاعي.

وثمة اعتقاد خاطئ لدى الناس يتعلق بعمر المرأة التي قد تصاب بسرطان الثدي، فالإرشادات المتعلقة بضرورة أن تفحص المرأة بعد سن الأربعين مرة كل سنتين، وبعد سن الخمسين مرة سنويّاً، لا يعني أن المرأة في سن العشرينات لا تصاب بالمرض.

وتنوه مسلماني إلى نقطة مهمة "بعد أن تبلغ المرأة 20 عاماً، يجب أن تفحص بشكل دوري، فهناك مؤشر يستدعي الاهتمام، ففي عام 2013 سجلت وزارة الصحة الفلسطينية 59 حالة مصابة بسرطان الثدي كانت أعمارهن أقل من 40 سنة".

الوقاية لتجنب سرطان الرئة والقولون

ليس فقط سرطان الثدي يمكن التغلب عليه من باب الكشف المبكر عن المرض، فسرطان الرئة، أيضاً، يمكن تجنبه بتجنب التدخين، وسرطان القولون يمكن تجنبه بنظام غذائي صحي، وطعام الفلسطينيين غير متوازن وغير صحي.

واكتشف وزارة الصحة أن 86 في المائة من الفلسطينيين لا يأكلون خضراوات وفواكه بمعدل خمسة أيام في الأسبوع، وأن ثلث الرجال في فلسطين مدخنون، وأن التدخين يبدأ من مراحل أساسية في المدارس. وفي ما يتعلق بسوء النظام الغذائي عند الفلسطينيين، يلعب العجز الاقتصادي الذي يعاني منه الناس دوراً مهماً في عدم قدرتهم على الوفاء لصحتهم.

المساهمون