بـ"التعذيب الممنهج والموت البطيء"... هكذا قتلت إسرائيل خمسة أسرى فلسطينيين هذا العام

26 نوفمبر 2019
يستخدم الاحتلال الحق بالعلاج كأداة لقتل الأسرى (Getty)
+ الخط -
قال "نادي الأسير الفلسطيني"، اليوم الثلاثاء، إنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي قتلت خمسة أسرى، منذ مطلع العام الجاري، 2019، في سجونها، "وذلك عبر أدوات التعذيب الممنهجة وسياسات القتل البطيء التي نفذتها على مدار سنوات بحقهم".
ولفت، في بيان وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، إلى أنّ ذلك تم من خلال استخدام الحق بالعلاج كأداة لقتل الأسرى، "عبر المماطلة في تقديمه أو حرمانهم منه، أو من خلال التعذيب في فترة التحقيق واحتجازهم في ظروف قاسية، وكذلك عبر إطلاق النار المباشر عليهم أثناء الاعتقال، ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 222 شهيداً".

وأول الشهداء الأسرى خلال هذا العام، 2019، بحسب البيان، كان الأسير فارس بارود، من غزة، "الذي قتله الاحتلال على مدار 28 عاماً من الاعتقال بشكل بطيء، وذلك عبر جملة من أدوات التعذيب الممنهجة، منها: احتجازه في العزل لسنوات طويلة داخل زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، والتي تسببت بإصابته بعدة أمراض، رافقها الإهمال الطبي المتعمد وهو جزء أساس من أدوات التعذيب، وأدت بالنهاية إلى استشهاده في تاريخ السادس من فبراير/ شباط 2019، علماً أنّ الأسير بارود من الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو، ورفض الاحتلال الإفراج عنه، وهو من غزة، اعتقل عام 1991، ومحكوم بالسجن المؤبد و35 عاماً".


وفي 27 إبريل/ نيسان 2019، أطلق الاحتلال النار على الشاب عمر عوني يونس (20 عاما)، من بلدة سنيريا بمحافظة قلقيلية، وأصابه بجروح خطيرة، واعتقله وأبقى على احتجازه لمدة أسبوع في مستشفى "بيلنسون" الإسرائيلي، إذ مدد اعتقاله خلال وجوده في المستشفى، ولم يسمح لعائلته بزيارته، إلى أن أُعلن عن استشهاده.

وفي تاريخ 16 يوليو/ تموز 2019، استشهد الأسير نصار ماجد طقاطقة (31 عاماً)، من بلدة بيت فجار في محافظة بيت لحم، بعد تعرضه للتعذيب في مركزي تحقيق "المسكوبية" و"بيتح تكفا" من قبل المحققين الإسرائيليين، وأُصيب نتيجة لظروف التحقيق والاحتجاز القاسية بالتهاب رئوي حاد، رافقه إهمال طبي متعمد كجزء من التعذيب، أدى إلى استشهاده في معتقل "نيتسان الرملة".

وفي تاريخ الثامن من سبتمبر/ أيلول 2019، استشهد الأسير بسام السايح (46 عاماً)، من نابلس، بعد تعرضه لعملية قتل بطيء استمرت منذ اعتقاله عام 2015، إذ اعتقله الاحتلال وهو مصاب بالسرطان، وتفاقم مرضه جراء تعرضه للتحقيق والتعذيب الشديد، حتى أُعلن عن استشهاده، علمًا أنه بقي محتجزا معظم فترة اعتقاله في ما يسمى بمعتقل "عيادة الرملة" والتي يطلق عليها الأسرى تسمية "المسلخ".

وصباح اليوم، الثلاثاء، استشهد الأسير سامي أبو دياك (36 عامًا)، بعد عملية قتل بطيء استمرت منذ عام 2015، إذ تعرض لخطأ طبي عقب خضوعه لعملية جراحية في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، حيث تم استئصال جزء من أمعائه، وأُصيب جرّاء نقله المتكرر عبر ما تسمى بعربة "البوسطة"، التي تُمثل للأسرى رحلة عذاب أخرى،  بتسمم في جسده وفشل كلوي ورئوي، وعقب ذلك خضع  لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن ثبتت لاحقاً إصابته بالسرطان.


والشهيد أبو دياك من بلدة سيلة الظهر في محافظة جنين، اعتقله الاحتلال بتاريخ 17 يوليو/ تموز عام 2002، بتهمة مقاومة الاحتلال، وحُكم عليه بالسّجن المؤبد ثلاث مرات، و(30 عاماً)، وله شقيق آخر أسير هو سامر أبو دياك، محكوم بالسّجن مدى الحياة، إذ رافقه طوال سنوات مرضه في ما يسمى بمعتقل "عيادة الرملة" لرعايته.

وباستشهاد الأسير أبو دياك يرتفع عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال إلى خمسة أسرى من بين 51 شهيداً تحتجز سلطات الاحتلال جثامينهم منذ عام 2016، وأقدم الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم في الثلاجات الأسير عزيز عويسات (53 عامًا)، وهو من جبل المكبر في القدس، استشهد عام 2018 نتيجة للتعذيب الشديد الذي تعرض له على يد قوات "النحشون"، إضافة إلى الأسرى فارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح، وسامي أبو دياك.