تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، العمل من أجل استكمال مشروعين تهويديّين بالقرب من المسجد الأقصى المبارك، وفق بيان صادر عن مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، اليوم الأربعاء.
وذكرت المؤسسة أن الأعمال وصلت لمراحل متقدمة في بناء الواجهات والمباني الخارجية الإضافية الحديثة في مشروع "بيت شطراوس" التهويدي في منطقة جسر أم البنات التاريخي، غربي الأقصى، مؤكدة أن ما يقوم به الاحتلال هو تدمير للآثار والأبنية الإسلامية التاريخية، وسعي محموم لتهويد وتغيير المشهد الحضاري الإسلامي المحيط بالمسجد الأقصى، ما يشكل جريمة كبرى تستحق العقاب في المحاكم الدولية.
وتعمل سلطات الاحتلال بوتيرة عالية ومتسارعة منذ نحو سنتين من أجل الانتهاء من تلك الأعمال، إذ أوشك المشروع على الانتهاء من بناء الواجهات الخارجية وتركيب البنية الأولية للشبابيك والأبواب، كما أوشكت سلطات الاحتلال على الانتهاء من تشييد المباني الأساسية الداخلية المضافة إلى البناء الإسلامي الأصلي، في وقت يتم فيه هدم جدران وأقواس تاريخية في مبنى جسر أم البنات التاريخي الإسلامي.
وستبدأ سلطات الاحتلال قريباً بأعمال إنشائية لربط المبنى بنفق الجدار الغربي أسفل المسجد الأقصى، إضافة للبدء بأعمال بناء عشرات من وحدات الحمامات، والتقسيمات الداخلية للمبنى، فيما يخطط لمواصلة العمل في كافة تفريعات مشروع "بيت شطراوس" التهويدي.
ويقوم هذا المشروع التهويدي على أنقاض وحساب المعالم والأوقاف الإسلامية العريقة، على بعد خمسين متراً غربي المسجد الأقصى، إذ سيتم البناء على مساحة إجمالية قدرها 1716 متراً، تتوزع على ثلاثة طوابق، تشمل بشكل أساسي، إقامة مركز شرطة عملياتي، ومدرسة دينية وكنيساً، وقاعة عرض، وصالات استقبال وفناء، وغرفاً تشغيلية وعشرات من وحدات الحمامات العامة.
وفي نفس السياق، افتتحت سلطات الاحتلال، خلال ما يسمى بعيد الحانوكا "الأنوار" مؤخراً وبشكل أولي ومحدود، قاعات ومركزاً تهويدياً أسفل منطقة باب المطهرة على بعد 20 متراً من الجدار الغربي للمسجد الأقصى، فيما تواصل تنفيذ عمليات ترميم للمبنى في المداخل والغرف الأرضية والرئيسية، في مسعى لتحويل الموقع إلى مسار سياحي تهويدي ضمن مسار النفق الغربي، أسفل وفي محيط المسجد الأقصى.
وقالت "مؤسسة الأقصى" إن أذرع الاحتلال تضع ثقلاً كبيراً لهذا المشروع التهويدي، الذي استمرّ العمل به أكثر من عشر سنوات، ضمن مخطط لتزييف الحقائق التاريخية ومحاولة تمرير روايات تلمودية باطلة ومضللة، علماً أن من موّل هذا المشروع هي جمعية استيطانية تُعرَف باسم "عطيرت كوهنيم".
وأكدت مؤسسة الأقصى أن كل الموجودات الأثرية في الموقع هي موجودات إسلامية عريقة، وأبنية مقوسة وقناطر من فترات إسلامية متعاقبة، خاصة من الفترة المملوكية، لكن الاحتلال الاسرائيلي يخطط لطمس وتزييف الحقيقة، موضحة أن هذه الحفريات تشكل خطراً مباشراً على المسجد الأقصى.
وحاول وفد من مؤسسة الأقصى الدخول إلى الموقع، لكن حارس الأمن الإسرائيلي منعه من ذلك، بحجة أن المبنى مغلق ولا يُمكن دخوله، على عكس ما وثقت كاميرا طاقم مؤسسة الأقصى.