بات السوريون اليوم يعيشون المشهد التالي: النظام وحلفاؤه الروس، ومعهم المليشيات الطائفية الأجنبية، يستشرسون في قصف حلب وقتلها وتهجير أهلها على مدار الساعة، وفيما يستبيح الاحتلال الإسرائيلي سماء سورية وأرضها ويقصف مواقع جديدة داخلها؛ يكتفي النظام بالإعلان، ويضمّن إعلانه هذا كلمة "العدو"، الذي لم يردّ عليه برصاصة أو موقف؛ مفضلاً تفريغ رصاصاته في صدور السوريين العزل.
مشهد كان مدعاة لتندّر السوريين على مصيبتهم؛ ولسان حالهم يقول: الاحتلال الإسرائيلي يقصف سورية، والنظام يردّ في حلب. وأقدمت طائرات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، على استهداف مطار المزة في دمشق بالصواريخ. ونشرت وكالة "سانا" النظامية، على لسان مصدر عسكري لم تسمّه، قوله إن "العدو الإسرائيلي أقدم عند الساعة الثالثة فجر اليوم على إطلاق عدة صواريخ أرض أرض من داخل الأراضي المحتلة غرب تل أبو الندى سقطت في محيط مطار المزة غرب دمشق ما أدى إلى نشوب حريق في المكان دون وقوع إصابات".
لكن مصدرها العسكري لم يذكر أي شيء عن رد فعل النظام على هذه الاعتداءات المتقاربة.
وقال ناشطون من دمشق عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن "أهالي دمشق استفاقوا فجر اليوم على دوي عدة انفجارات صادرة عن منطقة المزة، في حين شاهدة معظم أحياء دمشق وهج ألسنة اللهب"، في حين بين عدد منهم أن "نحو 12 انفجاراً سُمع من مطار المزة، بالتزامن مع سماع صوت طائرات حربية، ما يرجح أن تكون الانفجارات ناتجة عن غارات جوية، في وقت توجهت سيارات الإطفاء والإسعاف بكثافة إلى مكان الانفجار".
وتهكّم عدد من السوريين على استهداف مطار المزة العسكري، حيث غرّد الإعلامي السوري المعارض فيصل القاسم، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلاً، "وين صواريخ أس 400 الروسية عن الطائرات الإسرائيلية التي حرقت اليوم مطار المزة العسكري بالقرب من قصر بشار الأسد؟ S400 يبدو ماركة موبايلات روسية".
وقال عبدالله الشيحاني "متى نسمع نحتفظ بحق الرد؟"، بينما كتب عمر مدنيه "وكالة سانا: الحرائق التي اندلعت في مطار المزة بـ دمشق ناجمة عن قصف إسرائيلي.. والنظام يرد بقتل أهل حلب، الأسد وسيادته تحت أقدام الجميع".