إسرائيل تخشى "كارثة" تهديد قطاع الكهرباء من المقاومة

19 ابريل 2016
تخشى إسرائيل من انقطاع الكهرباء (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

حذّر "مركز أبحاث الأمن القومي" في تل أبيب، ممّا اعتبره "التهديدات الخطيرة التي يتعرّض لها قطاع الكهرباء في إسرائيل، والتي يمكن أن تلحق ضرراً بالغاً بالأمن القومي الإسرائيلي، خصوصاً في أوقات الطوارئ". ووفقاً لـ"مركز أبحاث الأمن القومي"، فإن "التهديدات التي يتعرّض لها قطاع الكهرباء تتمثّل في إمكانية حصول هجمات صاروخية، يُمكن أن تستهدف محطات توليد الكهرباء وشبكات التوصيل، ومخازن الوقود التي تعتمد عليها شركة الكهرباء القُطرية في إنتاج الطاقة. بالإضافة إلى إمكانية حصول هجمات إلكترونية تستهدف منظومات التشغيل والتحكّم والرقابة في مرافق إنتاج الطاقة، فضلاً عن الكوارث الطبيعية".

ونشر المركز يوم الخميس، دراسة موسعة، أعدّها طاقم من خبراء أمن الطاقة، برئاسة كل من دان فينشتوك ومائير شتاينر. وأفادت الدراسة بأن "المنظمات التي تعادي إسرائيل باتت تملك صواريخ ذات قدرة على إصابة الأهداف بدقة كبيرة، إلى جانب إلى أن عدداً كبيراً من هذه الصواريخ يمتاز برؤوس تفجيرية كبيرة".

وفي هذا السياق، حذّرت من "استهداف محطات التوليد، الذي يُمكن أن يفضي إلى قطع التيار الكهربائي عن إسرائيل لفترة طويلة، مما يقلّص من قدرة الدولة على أداء خدماتها، علاوة على أنه سيشلّ المرافق الحيوية ويؤثر بشكل خطير على حياة المستوطنين".

كما أشارت الدراسة إلى أن "اعتماد وحدات الإنتاج والتحكم والمراقبة في قطاع الكهرباء في تشغيلها على منظومات مُحوسبة، يفاقم من خطورة تأثرها بالهجمات الإلكترونية. كما تظهر المعطيات التي قدمتها الدراسة، أن قطاع الكهرباء الإسرائيلي يتعرض لعدد كبير من الهجمات الإلكترونية". ووفقاً لمعطيات الدراسة، فإن "معدل الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها مرافق شركة الكهرباء، يبلغ 10 آلاف هجوم في الساعة".
وعدّدت الدراسة الهجمات التي تعرّضت لها الشركة خلال العام 2014، وأفادت بأنها "تتراوح يومياً بين 183 ألفاً و293 ألف هجوم". وأوضحت أن "عدد الهجمات يتضاعف خلال الحروب والتوترات الأمنية"، مشيرة إلى أن "عدد الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها مرافق شركة الكهرباء خلال عدوان غزة 2014، وصلت إلى 36 ألف هجوم في الساعة و865 ألفاً في اليوم".

ونوّهت إلى أن "هذه الهجمات تتراوح بين هجمات تهدف إلى تعطيل مواقع شركة الكهرباء والمسّ بقدرة المستهلكين على تصفّحها، وهي الهجمات التي يطلق عليها اسم: دي دي أو أس، وهجمات بلاك دور، التي تهدف إلى اختراق المنظومات المحوسبة وسرقة المعلومات".

وحذّرت الدراسة من أن "أخطر الهجمات الإلكترونية التي يمكن أن تتعرّض لها مرافق الشركة في المستقبل، هي تلك التي تهدف للمسّ بشكل مباشر بالوسط المادي، المسؤول عن إنتاج الطاقة الكهربائية، مما يفضي إلى وقف أو التشويش على إنتاج الطاقة الكهربائية".

ودعت الدراسة الحكومة الإسرائيلية إلى "إعداد استراتيجية متعددة الطبقات والمراحل، لضمان تأمين قطاع الكهرباء من خلال تعاون كل المؤسسات الحكومية والأمنية، من أجل تأمين تواصل إنتاج الطاقة الكهربائية ونقلها للقطاع العام والمؤسسات الصناعية وللاستهلاك المنزلي".

مع العلم أن الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي، الجنرال غيورا آيلاند، الذي قاد شعبة العمليات في جيش الاحتلال، قد حذّر من أن "هجوماً بالصواريخ على محطة توليد الكهرباء في محيط مدينة الخضيرة، يُمكن أن يفضي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن إسرائيل لمدة 6 أشهر متواصلة". 

وفي سياق متصل، تسود مخاوف في إسرائيل من إمكانية استهداف حقول الغاز المكتشفة حديثاً وخطوط الإمداد التي تزود محطات توليد الكهرباء بالغاز. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أخيراً، أن "المخاوف تسود داخل المؤسسة الأمنية في إسرائيل، من مغبة تمكّن عناصر الكوماندو البحري التابع لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من التسلّل إلى محيط حقول الغاز ومهاجمتها، أو تفخيخ أنبوب الغاز الوحيد الذي ينقل الغاز الوحيد الذي ينقل الغاز من البحر إلى داخل إسرائيل". ولفتت الصحيفة إلى أن "سلاح البحرية كثف من تواجده في المياه الاقتصادية لإسرائيل، مما دفعه لشراء المزيد من السفن العسكرية، على اعتبار أن مساحة المياه الاقتصادية تبلغ ضعف مساحة فلسطين".

يُذكر أنه بحسب معطيات البنك الدولي فإن "مستوى استهلاك الكهرباء للفرد في إسرائيل خلال العام يبلغ 7000 كيلو وات، وأن 25 في المائة من الطاقة الكهربائية التي يتم إنتاجها في إسرائيل يتم استهلاكها من قبل المرافق الصناعية، و30 في المائة للاستخدام المنزلي، و30 في المائة للقطاعين العام والتجاري".
المساهمون