في كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يتغذى على انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني، ويعتاش من التضييق عليه، وعلى سفك دمه، تترك السياسة أثرها على كل شيء. وفي هذه الأيام تشن إسرائيل حملة على مغنية البوب والروك النيوزيلاندية، لورد، التي ألغت، تحت ضغط حركة مقاطعة إسرائيل BDS المناهضة للاحتلال، حفلها الذي كان مقررا في تل أبيب في مايو/ أيار 2018.
قيل وكتب الكثير ضد قرار لورد، في وسائل إعلام إسرائيلية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما كان أشبه بحملة تحريض وتشويه منظمة ضدها، ففي حين كان بيع بطاقات الحفل في أوجه، انتصرت لورد للمقاطعة وللفلسطينيين الذين يخوضون مواجهات يومية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي رفضا للتفريط بالقدس وتأكيدا على فلسطينيتها وعروبتها، وذلك بقرارها إلغاء الحفل الغنائي. ولم يطاول التحريض الإسرائيلي، لورد وحدها، ولكن أيضاً من عملوا على إقناعها، ومن بينهم يهودية نيوزيلاندية، تواصلت مع الفنانة برسالة مفتوحة، وشرحت لها الموقف، بل طالبتها، أيضاً، بالانضمام إلى منظمة الـ BDS.
وفي ظل استمرار الاحتلال وممارساته بحق الفلسطينيين بدا أن فنانين كثراً "خصوصا البارزين منهم، عندما يكونون في قمة مسيرتهم"، سيفكرون مراراً قبل أن يقرروا إحياء حفل في إسرائيل"، كما أن لورد "لم تكن لتخاطر وتواجه الضغوطات التي مورست عليها".
"الأمر وصل إلى أبعد مما توقعت. طلبنا من لورد عدم كسر المقاطعة وألا تساهم في دعم احتلال الأراضي الفلسطينية، وتخريب وهدم أراضي الفلسطينيين وبيوتهم وحياتهم، وأنا فخورة بالموقف الشجاع الذي أبدته، مما يدل على أن أفكارها منفتحة، وأنها تهتم بالعدل الاجتماعي وبالمساواة وحقوق الإنسان". هذا ما قالته الناشطة اليهودية النيوزيلاندية، جيستين ساكس، في مقابلة نقلها موقع "والا" العبري، مضيفة: "مشاعركم تجاه إلغاء الحفل، ليست أهم من حياة الفلسطينيين وحقوقهم. حكومة إسرائيل لا تمثل مصالحكم. المقاطعة الثقافية، هي واحدة من الطرق القليلة التي يمكن من خلالها الضغط على حكومة إسرائيل، من أجل التغيير".
وكانت جيستين ساكس، قد شاركت الناشطة الفلسطينية نادية أبو شنب، في رسالة مفتوحة إلى الفنانة لورد، بصفتهما ناشطتين ضد الأبرتايد، نشرت في الموقع الإلكتروني النيوزيلاندي "The Spinoff". وكان لهذه الرسالة تأثير كبير، على قرار لورد قبل يومين، بإلغاء حفلها لأسباب سياسية. ومما ورد في الرسالة، أنّه منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب "القدس عاصمة إسرائيل"، استشهد 11 فلسطينياً، وجُرح نحو 3000، وتم اعتقال 350 من قبل قوات الاحتلال.
وكانت المغنية البالغة من العمر 21 عاماً، قد ردّت على الانتقادات التي وُجّهت لها، وعلى خطابٍ مفتوح يطالبها بعدم تأدية عرضها الموسيقيّ في تل أبيب، كعلامة احتجاج على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وقالت لورد في تغريدة نشرتها بحسابها على تويتر، إنها تأخذ المشورة حول تعقيدات الوضع السياسي على محمل الجد، و"تُفكِّر" في كل الخيارات، بحسب ما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية.
وقالت: "إنني أتحدّث إلى الكثير من الناس بشأن الأمر، وأفكر في كل الخيارات. شكراً لكم على تعليمي، فأنا أتعلّم طوال الوقت".
Twitter Post
|