إسرائيل تتحدث عن تحسينات على منظومة التنسيق مع روسيا

22 سبتمبر 2018
الاتفاق على تحسين عمل منظومة التنسيق (سيرغي إيلنيتسكي/فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي أبدت موسكو مؤشرات على أنها معنية بتجاوز أزمة إسقاط الطائرة الروسية، أعلن مصدر عسكري في تل أبيب عودة التنسيق بين قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي وقيادة الجيش الروسي في قاعدة حميميم الجوية.

ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية (كان)، الليلة الماضية، عن المصدر قوله إن عودة منظومة التنسيق بين روسيا وإسرائيل للعمل جاءت لدورها الحاسم في منع "احتكاكات ضارة" أثناء تنفيذ كل من الجيشين الإسرائيلي والروسي لعملياتهما داخل سورية.

وكشف المصدر العسكري عن أنه خلال الاجتماعات التي عقدها قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام رونكين، مع قادة الجيش الروسي في موسكو أواخر الأسبوع الماضي، تم الاتفاق على إدخال تحسينات على أنماط عمل منظومة التنسيق بين الجيشين، لضمان تحقيق هدفين أساسيين؛ وهما مواصلة إسرائيل جهدها الحربي داخل سورية، وفي الوقت ذاته تقليص فرص الاحتكاكات مع الجيش الروسي.

وأشار المصدر إلى أن إسرائيل نقلت إلى الملحق العسكري الروسي في تل أبيب كل التفاصيل المتعلقة بالغارة التي شنتها إسرائيل الثلاثاء الماضي على موقع في محيط مدينة اللاذقية، والتي على إثرها تم إسقاط طائرة روسية تقل 15 ضابطا وجنديا بصواريخ أطلقتها المضادات التابعة لقوات بشار الأسد صوب الطائرات الإسرائيلية.

وفي السياق، أبدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مؤشرات واضحة على نيته طي ملف إسقاط الطائرة الروسية.

وعلى هامش مؤتمر نساء "إيرو آسيا" الملتئم حاليا في موسكو، التقى بوتين أمس بعضو الكنيست تالي فلسكوف، النائب عن حزب "يسرائيل بيتنا"، الذي يتزعمه وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، وشدد على مسامعها بأنه "يؤمن بأن إسرائيل لم تعمل ضد الطائرة الروسية بسوء نية".

وفي مقابلة أجرتها معها قناة التلفزة العاشرة الليلة الماضية، نقلت فلسكوف عن بوتين قوله إن لروسيا وإسرائيل مصلحة في الحفاظ على العلاقات بين الجانبين دافئة.

وشددت على أنه قد تولد لديها انطباع بأن "بوتين يمثل الصوت الأكثر تعقلا في روسيا في كل ما يتعلق بملف الطائرة الروسية التي أسقطت".

وأضافت أنه بخلاف ما يصدر عن الإعلام الروسي، وبعض المسؤولين في موسكو، فإن الرئيس الروسي بدا أكثر حرصا على العلاقة مع إسرائيل، مشيرة إلى أنها طالبته بالعمل مع رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لحل القضية من خلال الاستعانة بطواقم مهنية من الجانبين.

 

ومما يعزز الانطباع بأن الروس معنيون بإغلاق ملف حادثة إسقاط الطائرة أن الناطق بلسان الكرملين، ديمتري بيسكوف، أوضح في بيان صدر عنه مساء أمس أنه "من السابق لأوانه طرح أسئلة حول مستقبل العلاقة مع إسرائيل".

وفي سياق متصل، قالت دراسة صدرت أمس عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي أن لكل من روسيا وإسرائيل مصلحة أساسية بمواصلة تطبيق التفاهمات التي تم التوصل إليها بشأن سورية، إلى جانب رغبة الجانبين في تواصل العلاقة "الجيدة" بينهما.

ودعت الدراسة، التي أعدها كل من عاموس يادلين، مدير المركز والقائد الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، وتسفي مجين، السفير الإسرائيلي الأسبق في موسكو، والباحثة فيرا شبير، صناع القرار في تل أبيب إلى استغلال الحادثة والتحرك لدى موسكو لمطالبتها بعدم تزويد نظام الأسد بمنظومات دفاع جوية متقدمة، بزعم أن جيش بشار الأسد غير قادر على إدارة هذه المنظومات بكفاءة.

وأشارت إلى أن أية قيود يمكن أن تفرض على هامش الحرية المتاح للجيش الإسرائيلي في أعقاب حادثة إسقاط الطائرة يجب أن تكون في الحد الأدنى.

وتوقعت الدراسة أن تطالب روسيا إسرائيل بأن تنذرها بنيتها تنفيذ عمليات عسكرية في المناطق التي يتواجد فيها الجيش الروسي قبل وقت طويل نسبيا من تنفيذ هذه العمليات.

وأوضحت الدراسة أن اتساع خارطة المصالح المشتركة التي تربط إسرائيل وروسيا ستدفع الجانبين لتجاوز الأزمة الحالية، معتبرة أن تل أبيب وموسكو تريان في التحول الذي طرأ على العلاقات الثنائية تطورا حيويا.

وشددت الدراسة على أن حادثة إسقاط الطائرة دللت على وجود معارضة داخل الكثير من الأوساط الحكومة والإعلامية في موسكو لقرار بوتين منح إسرائيل هامش حرية للعمل عسكريا في سورية.