أثارت مشاركة باحثين إسرائيليين في مؤتمر نظمته الجامعة الأميركية في إقليم كردستان العراق، لبحث فرص انفصال الإقليم عن العراق، وإعلان قيام دولة كردية في الجزء الشمالي من العراق، جدلا واسعا، خصوصاً بعدما عبّرت طروحاتهم عن أماني بحصول عمليات تفكك في دول أخرى بالمنطقة العربية.
وانطلقت، الخميس الماضي، فعاليات ما يُعرف بمؤتمر "كردستان الاستقلال: الفرص والتحديات" في مدينة دهوك، تحت إشراف حكومة الإقليم، بحضور شخصيات غربية وعربية وعراقية من بغداد، بعضها حمل صفة رسمية، قبل أن يختتم المؤتمر أعماله، أمس السبت.
وأثارت ورقة تقدمت بها عضوة الوفد الإسرائيلي المشارك في المؤتمر، وتُدعى عوفرا بنجو، وتعمل في جامعة تل أبيب، غضبا واسعا، عندما زعمت أن "كلا من العراق وتركيا توجدان في وضع لا يسمح لهما بعرقلة انفصال كردستان، وأن سورية مأزومة، وهذا هو الظرف المناسب"، من دون أن تتحدث إيران.
ووفقا لمصادر سياسية في أربيل، فإن عددا من الشخصيات الكردية الإسلامية قاطعت المؤتمر، بسبب مشاركة الإسرائيليين.
وقال مصدر سياسي كردي، لـ"العربي الجديد"، إن "مشاركة إسرائيل ينزع كل شرعية عن مؤتمرات كهذه"، متسائلا: "كيف لدولة احتلال قذرة ترفض حتى منح الفلسطينيين أراضيهم أن تتحدث عن أراضي دول أخرى.. هذه مهزلة"، مضيفا أن "تعطيل عمل البرلمان سيحول دون تقديم استفسارات للحكومة بشأن ذلك".
وكان المؤتمر قد جمع سياسيين وباحثين من العراق ودول عديدة، بينهم وزراء وسفراء سابقون، وهو الأكبر من نوعه الذي يبحث مثل هذه المواضيع الحساسة.
إلى ذلك، قال مواطن يُدعى صفاء حاجي (34 عاما)، لـ"العربي الجديد"، إن "مشاركة الإسرائيليين في مثل هذا المؤتمر غباء"، مضيفا: "علينا أن نعلم كأكراد، ومسلمين قبل كل شيء، أن هدف إسرائيل هو تمزيق الدول العربية وتقسيمها. نحن كأكراد لا نريد أن ننال مباركة الإسرائيليين، رغم تأييدنا للانفصال ولتكوين وطن قومي لنا".
ويثير وجود الإسرائيليين في إقليم كردستان ردود أفعال غاضبة في الشارع الكردي والعراقي، على حد سواء، ومن آخر أوجهه مراسلة تلفزيونية تناولت الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ويقول مسؤولون في الإقليم إن الإسرائيليين يدخلون العراق بجوازات دول أخرى غير إسرائيل، وقد سبق للعديد من الصحافيين الإسرائيليين أن نشروا تقارير أعدوها في العراق بصورة ميدانية.