إسراء جعابيص...هزمت حروقها وقسوة سجنها ونجحت في الثانوية العامة

17 أكتوبر 2018
تصر على متابعة دراستها الجامعية(فيسبوك)
+ الخط -


تفوقت الأسيرة المقدسية إسراء جعابيص على آلامها وقسوة سجنها وتخطت امتحانات الثانوية العامة بنجاح، عازمة على متابعة دراستها الجامعية من داخل سجنها.

بريئة إسراء براءة الذئب من دم يوسف، هذا ما تصر عليه عائلتها التي ترى أن الاحتلال لفق التهمة المؤلمة لابنتها، وزج بها في السجن في ظروف قاسية وصعبة بعد أن احترق جسدها بالكامل في عملية يتذرع الاحتلال أنها فدائية.

تحاول جعابيص قدر المستطاع أن تتعايش مع قسوة السجن، ونوبات الألم الشديدة التي تعاني منها بسبب تلك الحروق، لذا قررت أن تنتسب من جديد إلى الثانوية العامة، في تحد للاحتلال وحروقها في آن واحد. وكي تعيد لذهنها نشاط الدراسة على أمل أن تباشر دراستها الجامعية من جديد بعد أن قطعتها وهي في سنتها الثانية قبل سنوات من اعتقالها.

العائلة شجعت إسراء، تقول شقيقتها منى جعابيص لـ"العربي الجديد" بالعودة إلى الدراسة والتقدم لامتحان الثانوية العامة. عائلتها تريد لها أن تنشغل عن آلامها بعض الشيء، أن تستعيد الفرح الذي حرمتها منه قضبان السجون لسنوات.

نجحت إسراء، أم معتصم وهو ابنها الوحيد، في اجتياز امتحان الثانوية العامة بنجاح، شعرت ببعض فرح ممزوج بدموع الألم، كانت فرحة منقوصة وفق شقيقتها التي هي بأمس الحاجة لتدخل أحرار العالم لدعمها، ولمؤسسات حقوق الانسان، لعلاجها ومنحها الحرية والعيش بسلام برفقة طفلها وعائلتها، كون إسراء تقبع في السجن ظلماً وبتهمة مزيفة.

إسراء قبيل اعتقالها كانت في مرحلة الامتحانات الجامعية في سنتها الثانية بتخصص التربية الخاصة، لكن ظروف الاعتقال قتلت أحلام إسراء بالتخرج من كليتها. وها هي تقرر أن تستعيد شيئاً مما سلبه الاحتلال منها، وتقدمت للثانوية العامة ونجحت رغم كافة الظروف المحيطة بها.

  

الأسبوع الماضي احتفلت العائلة بزفاف أحد أشقاء إسراء، تقول منى أن الفرحة كانت مغمسة بالألم، فرح ووجع في آن واحد، رغم أن إسراء كابرت كثيراً على أوجاعها وحاولت قدر المستطاع أن تضفي نوعاً من الأمنيات بالسعادة لشقيقها، ووصيتها للعائلة بأن تفرح دون الالتفات للأوجاع.

لم تستطع منى وصف الذكريات مع إسراء، ولا ابتسامتها التي كانت حاضرة في حفلات الزفاف ولمساتها الجميلة، كان الأمر صعباً بالنسبة للعائلة التي حُرمت من إسراء بسبب عمل لم ترتكبه.

مطلب إسراء الحرية، ورغم صرخات العائلة التي تواصلت مع كافة المؤسسات الدولية والحقوقية لإنقاذها والعمل على إطلاق سراحها، تتكفل الأسرة بعلاج إسراء على حسابها الخاص وليس على حساب الاحتلال، لكن تقول شقيقتها منى: "لا حياة لمن تنادي".

لإسراء ثلاث شقيقات وخمسة أشقاء ذكور، تحرم سلطات الاحتلال الذكور من زيارتها بسبب المنع الأمني، بينما تمنح شقيقاتها وطفلها الوحيد ووالديها بضع دقائق للحديث معها لا تشفي الغليل.

اعتقلت إسراء في الحادي عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2015 أثناء قيادتها لمركبتها في شارع محاذ لبلدة الزعيم شرقي مدينة القدس المحتلة. ولفق لها الاحتلال تهمة محاولة تفجير سيارتها، لكن الحقيقة وفق عائلتها أن مركبتها احترقت والجنود لم يسمحوا لها بمغادرتها، فاحترق جسدها بالكامل وحكمت بالسجن مدة 11 عاماً.
المساهمون