إزالة تماثيل مشوّهة من المدن المصرية

11 سبتمبر 2016
من التماثيل في شوارع القاهرة (تويتر)
+ الخط -
فوجئ سكان مدينة بنها، في محافظة القليوبية بدلتا مصر، بعمال وموظفي الحي يزيلون تمثال "تحتمس الثالث" من ميدان "شعراوي" وهو ميدان رئيسي في المدينة، وقبل افتتاحه بشكل رسمي. 

التمثال الذي وصلت تكلفة إنشائه إلى ما يقارب 120 ألف جنيه (12 ألف دولار) بحسب مسؤولين في الحي، صدر قرار إزالته منذ أيام، وتم تنفيذ القرار على الفور، عقب سخرية الأهالي منه، وإطلاق اسم "ميدان الكفار" عليه، لكونه يشبه الكفار في أفلام السينما المصرية.
يأتي قرار الإزالة، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة المصرية، قرارها بحظر وضع تماثيل أو منحوتات جديدة أو أعمال ترميم وخلافه، إلا بعد الرجوع لوزارتي الثقافة والآثار؛ وذلك بعد تكرار رفع تماثيل مشوهة في عدد من المدن المصرية.

كانت شوارع وميادين عامة مصرية، قد شهدت انتشاراً كثيفاً لتماثيل ومنحوتات أثارت استياء المصريين ورواد الفن والآثار، كان آخرُها تمثالاً على هيئة جندي يحتضن امرأة من الخلف، وُضع في محافظة سوهاج جنوبي مصر.
وسبق تمثال الجندي الذي يحتضن امرأة من الخلف باعتبارها مصر متجسدة في صورة امرأة، تماثيل أخرى عديدة أثارت موجة عارمة من الانتقادات، مثل تمثال "نفرتيتي" الذي وُضع في مدخل مدينة المنيا جنوبي مصر، وأعادت المحافظة تصميمه، خلفاً للتمثال الذي عرف على مواقع التواصل الاجتماعي بـ"أم تيتي".

التمثال، كان قد نحته الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، جمال صدقي، ليواري به سوءات التمثال الذي سبقه بحوالي ستة أشهر، وأثار حفيظة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلقوا عليه تمثال "أم تيتي"، أو "مدام اعتماد" أو "نفرتشيتي" باللكنة المصرية الشعبية.
تمثال نفرتيتي، كانت وزارة الثقافة المصرية، قد قررت إزالته ووضع آخر بمقاييس فن النحت الفرعوني، قبل أشهر من صدور قرار الحكومة الجديد.

وسبق تمثال "نفرتيتي" تمثال آخر عُرف بتمثال "قطونيل"، بحسب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، كان موجوداً بمدخل مدينة الإسماعيلية، شرقي مصر.
أهالي الإسماعيلية، أشاروا في تعليقاتهم إلى أن التمثال "قطونيل" عمره خمسة عشر عاماً، كان لونه برونزياً، قبل الترميم ولا يرتدي أي ملابس سوى قطعة بيضاء واحدة في أسفل ظهره. وهو يرمز للاعب رياضي يظهر عضلاته، بطريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي بمدخل المدرسة العسكرية الرياضية بمعسكر الجلاء، و"قطونيل"، هو محال بيع ملابس داخلية من القطن المصري.

فضلا عن التمثال الذي عُرف بـ"تمثال مصر المحروقة بجاز"، بمطار القاهرة الدولي، وهو تمثال غرانيتي أسود لسيدة طويلة، يدها فقط من اللون الذهبي، وكأنه "نجا من الحريق"، بحسب مغردين.
وسبق التمثال الموجود بصالة الوصول "3" بمطار القاهرة الدولي، حالة جدل أخرى بشأن تمثال "العقاد"، بمحافظة أسوان جنوباً، الذي طاوله ما طاوله هو الآخر من سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. التمثال الذي أزاح عنه الستار محافظ أسوان، باعتباره تمثالا لعملاق الأدب العربي، عباس العقاد؛ إلا أنه ظهر وكأنه "تمثال الفنان المصري الكوميدي، حسن حسني"، أو "الرجل الأخضر" بحسب مغردين.

وهناك أيضا ما عرف بـ"تمثال سونيا"، بمدينة سفاجا المصرية على ساحل البحر الأحمر، وهو تمثال لعروس بحر، ولكن شبهه متصفحو مواقع التواصل الاجتماعي بـ"الراقصة الخليعة".
ولم تشفع نداءات وتوسلات العديد من الفنانين التشكيليين المصريين في وسائل الإعلام المختلفة؛ لإزاحة تلك التماثيل عن الميادين المصرية، بدلا من إزاحة الستار عنها، وتشويه قيمة الفن والفنانين المصريين، حتى صدور قرار مجلس الوزراء أمس.

وكان عدد من الفنانين التشكيليين، قد اعترضوا على تصميمات تلك التماثيل في أكثر من مناسبة، مطالبين الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة الثقافة، أن تضح حداً لتلك "المهزلة" على حد قولهم، إلا أن أحداً لم يستجب.​



المساهمون