إرهاب الاحتلال يُقلص أعداد طالبات مدرسة الأقصى

28 اغسطس 2016
تخوفن من التضييق الممارس عليهن (العربي الجديد)
+ الخط -

كشف تقرير صحافي للمركز الإعلامي المختص بشؤون القدس والمسجد الأقصى المبارك "كيوبرس"، مع انطلاق العام الدراسي الجديد في الأراضي الفلسطينية هذا اليوم، عن انخفاض في أعداد طالبات مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية في المسجد الأقصى، والتي يلتحق بها عادة 90 طالبة، إلا أنها لم تسجل لهذا العام سوى 9 طالبات فقط.

ونقل "كيوبرس" عن مديرة المدرسة، عهاد صبري، أن هذا التراجع الواضح في أعداد الطالبات الملتحقات بالمدرسة سببه قيام قوات الاحتلال بالتضييق على الوافدين إلى المسجد الأقصى، خصوصاً في الفترة الأخيرة، والتي لم تستثنَ منها طالبات المدرسة الشرعية، حيث عمدت مراراً إلى منع دخولهن أو عرقلته، والقيام بسلسلة إجراءات لبث الرعب وإرهاب قاصدي المسجد الأقصى.

 وتؤكد صبري، أن هذا الأمر زرع الخوف في نفوس الطالبات وذويهن، الذين قرروا العدول عن الالتحاق بالمدرسة، أو تحويل بناتهن إلى مدارس أخرى.

وتروي مديرة المدرسة أحد المواقف فتقول: "أثناء فترة التسجيل للعام الدراسي الجديد، هاتفتني إحدى الأمهات قائلة إن الجنود على أبواب الأقصى يطلبون بطاقتها الشخصية كشرط لدخولها، وهي ترفض ذلك، فطلبت منها إدخال ابنتها وحدها، فرفضت بحجة أنها صغيرة، ثم ذهبت ولم تعد مرة أخرى".

ووفق مديرة المدرسة، فإنه "في العام المنصرم سجّلت 25 طالبة للالتحاق بالمدرسة، لكنهن تقلصن إلى 15 طالبة فقط، بسبب الإجراءات التي يفرضها الاحتلال داخل المسجد ومحيطه".

انخفضت نسبة الطالبات الجدد (العربي الجديد)


وقد انخفضت نسبة الطالبات الجدد الملتحقات بالمدرسة هذا العام إلى أقل نسبة لها منذ تأسيس المدرسة عام 1979، حيث التحقت ست طالبات فقط بالصف السابع، إلى جانب طالبتين في الصف الثامن، وأخرى في العاشر.

واتهمت صبري، الاحتلال، بتعمّد استهداف طالبات المدرسة وإرهابهن، رغم كونها صرحاً أكاديمياً صرفاً، مؤكدة أن جنود الاحتلال هددوا الطالبات مراراً بإغلاق مدرستهن إلى الأبد.

وتستذكر مديرة المدرسة بعض التضييق الذي مارسه الاحتلال ضد الطالبات فتقول: "منع الاحتلال في أحد الأيام إدخال الطالبات، على الرغم من مرافقتي لهن وتأكيدي أنهن طالبات في المدرسة، كما منع الجنود إحدى الطالبات التي تسكن حي باب حطة من دخول الأقصى عبر باب السلسلة الذي يبعد كثيرا عن بيتها".

وتضم المدرسة الشرعية الصفوف الثانوية من السابع حتى الثاني عشر، حيث تتلقى الطالبات فيها العلم الشرعيّ.

ونقلت "كيوبرس" عن الطالبة فاطمة خليفة، وهي في الصف السابع وتسكن في بلدة سلوان جنوبي الأقصى قولها، إنها "اختارت المدرسة الشرعية لأنها داخل المسجد الأقصى، إضافة إلى تشجيع أخواتها اللواتي التحقن بالمدرسة أيضا، ولأنها تجمع بين العلم والعبادة".

وتؤيدها في ذلك الطالبة مريم الأسمر من البلدة القديمة في القدس، والتي تجلس بجانبها في الصف، إذ تقول: "لقد شجعني والدي على الالتحاق بها، لأنها تربينا على الأخلاق، بالنسبة لي هي أجمل مدرسة على الإطلاق، يكفي أنني أدخل المسجد كل يوم عند ذهابي إليها".

وتقع المدرسة الشرعية في المدرسة الأشرفية الأثرية المملوكية، والتي تجاور باب السلسلة في السور الغربي للمسجد الأقصى، كما تخرجت منها مئات الطالبات المتفوقات، بنسب نجاح وصلت إلى 100 بالمائة بدون رسوب أو إكمال، بحسب المديرة صبري.

وأكدت صبري أن المدرسة تعمل على توفير الأمن والجو الدراسي المناسب لطالباتها؛ تصديّاً للهجمة الشرسة والحرب الإعلامية والنفسية التي يخوضها الاحتلال ضد المدرسة، والتي تُعد صرحاً علمياً عريقاً وعتيقاً داخل المسجد الأقصى.