إرهابي في الثالثة من العمر

11 فبراير 2014
+ الخط -

رحلة الحرية السورية الممزوجة بالدم لا تنتهي مآسيها، ولا يمكن تصورها مهما حاولنا، من لهيب القصف الهمجي المتوحش، الذي لا يميز بين كبير أو صغير تخرج جرعات من حكاية مروّعة حتى لا نكاد نستطيع أن نصف طياتها وحيثياتها، وما خفي كان أعظم.

"الإرهابي أو أمير إحدى الجماعات التكفيرية كما اعتاد "النظام" وصف معارضيه .."الطفل" أحمد محمد رضوان الذي لم يتجاوز عمره السنوات الثلاث من منطقة جوبر التابعة لبابا عمرو في حمص، جسمه الغض كان هدفاً لشظايا الصواريخ المسعورة المنهمرة على المنطقة كباقي أقرانه، لتكون فاجعته بوالدته أولى رحلات العذاب له.

أحمد الذي غاب عن الوعي أو حتى الدنيا لنحو شهرين أثناء النزوح بقيت روحه متشبثة بالحياة، رحلة ألم من جوبر الى يبرود وعرسال ثم منطقة ببنين اللبنانية، أجريت له خلالها عمليتان جراحيتان كانت الأولى في المستشفى الميداني في القصير ثم يبرود، إذ إن شظايا الصاروخ تسببت في إصابة في الكبد، وقطع شريان إحدى قدميه وضرب أمعائه لكن مع كل ذلك تراه والامل ما زال يلمع في عينيه.

مازالت حالة الطفل أحمد الصحية في خطر بعدما احتضنه بناء ينعدم لمقومات الحياة الإنسانية مع 29 عائلة من منطقته جوبر وما حولها بعد رحلات اللجوء الخطرة.

أحمد بات اليوم بحاجة إلى وصلة شريانية، وتحاليل ومتابعة دقيقة يقف على مقربة من أقرانه يرقب حركاتهم ولعبهم ويخشى الاقتراب منهم؛ فجسده الغض معرّض لأي إصابة بسيطة فضلًا عن أن حركته ليست طبيعية على الرغم من محاولة كل من حوله مساعدته، خصوصاً أن والده يعاني من مرض في رأسه.

حالة الطفل أحمد نموذج عن آلاف الحالات المشابهة للأطفال السوريين والتي تبلغت بها كل الجمعيات الخيرية والامم المتحدة ولكن لا يجري التجاوب معها.

دلالات
المساهمون