قد لا تتناسب السيارات الكهربائية مع الكثير من الأشخاص، وفقا لأنماط حياتهم وطبيعة أعمالهم، لا سيما الذي يقطعون مسافات طويلة، خاصة أن البنية التحتية اللازمة لسير هذه النوعية من المركبات ما زالت غير كافية في معظم الدول بما فيها البلدان المتقدمة.
ورغم ما تشهده السيارات الكهربائية من تطور كبير، في ظل اتجاه العديد من الشركات العالمية إلى تبني تقنيات جديدة والتنافس على إنتاج موديلات جديدة، لكن هذه السيارات لا تزال حتى الآن متناسبة مع مستهلكين لديهم نمط معين من الحياة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، الأسبوع الماضي، عن سورين هاينزه، خبير السيارات الألماني، قوله إن السيارات الكهربائية تناسب الأشخاص الذين يقطعون مسافات متواضعة نسبيا كل يوم وفي المسار نفسه تقريبا، كالموظفين مثلاً.
وأكد هاينزه أهمية وجود بنية تحتية جيدة لمحطات الشحن في محيط المكان الذي تستخدم فيه السيارة، خاصة إذا كانت السيارة كهربائية بالكامل، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين يقطعون في الغالب مسافات طويلة بسياراتهم تناسبهم الموديلات الهجين Plug-in، التي تعتمد على محرك كهربائي ومحرك احتراق (بنزين أو ديزل) مع خزان إضافي للوقود.
وتتمثل ميزة هذه الموديلات في أنها تبدد مخاوف عدم كفاية مدى السير وعدم وجود محطات شحن قريبة، حيث يتولى محرك الاحتراق في هذه الحالات مهمة دفع السيارة.
وبجانب محدودية البنية التحتية الخاصة بشحن بطاريات السيارات الكهربائية، لا تزال السيارات التقليدية العاملة بالوقود الأكثر سرعة، مقارنة بالطرازات الكهربائية، التي لم يتمكن سوى طراز واحد منها من أن يلحق بمضمار المركبات العشر الأكثر سرعة، رغم الطفرات التي عملت الشركات المنتجة على تحقيقها على صعيد الأداء والرفاهية خلال السنوات الأخيرة.
وفي مسح لـ"العربي الجديد"، نشر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بناء على تصنيفات عالمية، ظهر جليا فارق السرعات لدى الانطلاق بين السيارات التقليدية والكهربائية.
وبجانب تناسب السيارات الكهربائية أكثر مع الموظفين الذين يقطعون مسافات قصيرة، لم تخف شركات السيارات أنها تستهدف كبار السن من هذه النوعية من المركبات خاصة صغيرة الحجم.
وأعلنت شركة، الشهر الماضي، أنها ستطلق في فصل الشتاء 2020 سيارة كهربائية صغيرة الحجم يستخدمها أساساً كبار السن في القيادة لمسافات قصيرة. وعرضت تويوتا طراز EV الجديد في معرض طوكيو للسيارات، الذي استمر في الفترة من الرابع والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وحتى الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ويمكن قيادة السيارة الصغيرة ذات المقعدين لمسافة تصل إلى 100 كيلومتر في شحنة بطارية واحدة. وتصل سرعتها القصوى إلى 60 كيلومتراً في الساعة. ويبلغ طول هذا الطراز 2.49 متر وعرضه 1.29 متر، مع قوة محرك تصل إلى 660 سي سي.