إدوارد سنودن

24 سبتمبر 2015
إدوارد سنودن (مواقع التواصل)
+ الخط -
موقف الصحافي النموذج "روبرت غرينوالد" والذي عُرف بكتاباته المعارضة لسياسات التنصت والمراقبة غير القانونية التي انتهجتها الولايات المتحدة ووكالاتها الاستخباراتية، بعد الحادي عشر من سبتمبر، بأمر مباشر من الرئيس الأميركي وقتها جورج بوش، وقف الصحافي موقفاً شجاعاً ولم يحقق سبقاً صحافياً باستعجاله في تحقيق شهرة شخصية، بل بانتصاره للمبدأ واحترام علاقته مع سنودن حتى آخر لحظة .. بتنا نشتاق لهذا النوع من الصحافيين الأحرار، حتى أننا اقتربنا من نسيانهم وسط مهرجان التطبيل العربي المتعصب .. وكله باسم الصحافة.


التصرف الحكيم والمسؤول من سنودن بالمعلومات التي حصل عليها.. فلم يكن الهدف فضح الحكومة أوالانتقام من مكان عمله بنشر أسماء أشخاص مثلاً، قد يترتب عليها اغتيالات وفوضى، بل أصر على وضعها فقط على المسار الصحيح الذي يحترم خصوصية المواطنين.

الأجزاء الرئيسيّة في هذا الفيلم مُصوَّرة في غرفة داخل فندق. وبداية الفيلم مقدّمة عامّة وجيّدة عن قضية مراقبة وكالة الأمن القومي الـ NSA والـ FBI عملاء شركات الاتصالات، ولا أنفك أذكر نفسي، أن هذا الفيلم حقيقي لا تمثيل .. تباً .. الفيلم فاز بأوسكار أفضل فيلم وثائقي لِلعام الحالي، وهذه الجائزة لها مدلول رمزي جداً أن تقدم جائزة بهذا الثقل لشخص ارتكب جرائم تهدد الأمن القومي .. الا أنه فيلم حقيقي جداً ومهم جداً ويستحق دونا عن الأوسكار .. مشاهدتك له ما أراده سنودن تحديداً من موقفه هذا أن يُعلمّنا أننا لسنا ضعفاء، وأننا، يوماً ما، قد ننال حرية التعبير الحقيقية، حيث لا يوجد "الأخ الأكبر" ليراقب كل ما نراه ونفعله.

(فلسطين)
دلالات