إدمان التلفزيون يبدأ من الصغر

20 سبتمبر 2014
للأجهزة التكنولوجية تأثير على مخ الطفل (لورين ديسيكا/Getty)
+ الخط -
قالت دراسة بريطانية حديثة إن إدمان الأطفال على مشاهدة التلفزيون في الصغر، يستمر حتى سن الشباب وبعد التقدم في العمر.
وأوضح الباحثون في كلية "لندن" الجامعية، في دراستهم التي نشرت في دورية "الأوبئة والصحة العامة"، أنه كلما طالت فترات مشاهدة الأطفال للتلفزيون في سنٍّ مبكرة، تمكّنت منهم هذه العادة وهم في سن الشباب.
ورصد الباحثون عادات مشاهدة التلفزيون لدى 9842 شخصاً، على مدار 32 عامًا، حيث ولد المشاركون عام 1970 في بريطانيا، واستمرت متابعتهم منذ أن كانوا في سن العاشرة حتى بلغوا سن 42 عامًا.
وفي بداية الدراسة، سجّل الآباء ما إذا كان أطفالهم الذين يبلغون من العمر عشر سنوات لا يشاهدون التلفزيون مطلقاً أو أحياناً أو كثيرًا.
ووجد الباحثون أن 1546 من المشاركين في الدراسة، الذين قالوا إنهم يشاهدون التلفزيون أكثر من ثلاث ساعات يوميًا وهم في سن 42 عاماً، كان ما يقرب من 83 % منهم يشاهد التلفزيون كثيرًا عندما كانوا في سن العاشرة.
وكانت دراسات علمية أوصت بضرورة فرض قيود على كم الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام شاشة التلفزيون، وأنه ينبغي منع الأطفال دون سن الثالثة من المشاهدة بالمرة.
وبحسب الدراسة، فإن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، توصي بألا يتعرض الأطفال ممن هم فوق سن الثانية لمشاهدة التلفزيون وشاشات الكمبيوتر لأكثر من ساعتين يومياً، إلا أن الباحثين وجدوا أن الأطفال والأهالي "يتجاهلون هذه التوصيات".
وترى الأكاديمية أن وسيلة الإعلام لها تأثيرات سلبية محتملة، وليس لها تأثيرات إيجابية معروفة للأطفال الأصغر من سنتين.
وتوصي جمعية طب الأطفال الكندية بضرورة عدم السماح لأي طفل باقتناء تلفزيون أو حاسوب أو لعبة فيديو في غرفة نومه.
وأشارت الأبحاث إلى أن هوس الأطفال بالتلفزيون والحاسوب وألعاب الفيديو يسبب ضرراً نمائياً وكذلك أذى بدنياً طويل الأجل.
وقال مسؤول تعزيز الصحة بالكلية الملكية، ميتش بلير، "سواء كانت هواتف نقالة أو ألعاب فيديو أو تلفزيونات أو حواسيب محمولة، هذه التقدمات في التكنولوجيا تعني أن الأطفال معرضون للشاشات لوقت أطول من ذي قبل، وقلقنا يزداد كأطباء أطفال في عدد من الدول الأخرى في ما يتعلق بكيفية تأثير هذه الأجهزة على مخ الطفل الذي ينمو بسرعة، وعند المراهقين".
ويشار إلى أن الوقت الحرج لنمو المخ هو السنوات الثلاث الأولى من العمر، وفي هذا الوقت يحتاج الأطفال الرضّع والصغار إلى التفاعل مع آبائهم بالتواصل عن طريق العين وليس من خلال الشاشة.
المساهمون