تشهد محافظة إدلب ومنطقة شمالي غرب سورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، بما فيها مناطق ريف حلب الشمالي، استنفاراً بالقطاع الطبي، ومنظمات المجتمع المدني منذ تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في التاسع من يوليو/تموز الحالي، قبل أن يصل عدد الإصابات إلى 18.
وأصدرت "مديرية صحة إدلب" تعليمات خاصة للمنشآت الطبية التابعة لها، في حين أطلقت منظمات المجتمع المدني حملات توعية للوقاية من الفيروس، ضمن مهمة شديدة الصعوبة بسبب تردي إمكانيات القطاع الطبي في هذه المنطقة التي تضم كثافة سكانية مرتفعة، ويعاني غالبية سكانها من تردي الوضع المعيشي.
وأكد نائب "مدير صحة إدلب"، مصطفى العيدو، تعافي أحد المصابين من الفيروس، ليكون أول المتعافين في مناطق الشمال السوري، علماً أن جميع الاصابات المسجلة كانت لمخالطين لأول مصاب، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أنه "مع انتشار الفيروس عالمياً، لا نستطيع حجر جميع المواطنين في المناطق المحررة، ولكننا عملنا على تجهيز معدات وأجهزة طبية، رغم أننا نعاني من ضعف الامكانيات، وخاصة معدات العناية المركزة والتنفس الصناعي".
وأضاف العيدو: "استطعنا تأمين عدة مراكز عزل مجتمعي بقدرة 150 سريراً بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وعدة منظمات طبية، كما استطعنا تجهيز ثلاثة مشافٍ لعلاج أعراض كورونا بقدرة استيعابية 30 جهاز تنفس صناعي، كما نواصل التوعية الصحية للمجتمع بكل الإمكانيات، ولكن ما نخشاه هو اتساع تفشي الفيروس".
وعبر منسق الحماية في "منظمة بنفسج" الإغاثية، إبراهيم سرميني، لـ"العربي الجديد"، عن أسفه لعدم استجابة المواطنين في إدلب لتنبيهات مخاطر انتشار الفيروس.
وأضاف سرميني "الاستجابة ضعيفة، وما زلنا نشاهد الزحام في الأسواق والحدائق العامة، وما زال هناك إقبال على مباريات كرة القدم من المشجعين، بالإضافة إلى كثير من مظاهر الاختلاط المجتمعي. الجهود الفردية لا تؤتي ثمارها، ويجب على المجتمع أن يكون واعياً كي نتصدى للوباء، وقد وظفنا كل الإمكانيات كي نصل بالخدمات إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين".
وأمس الأحد، أعلنت شبكة "الإنذار المبكّر" التابعة للمعارضة، تسجيل إصابة جديدة بفيروس كورونا في مشفى بمدينة الباب شمالي حلب، في حين سجلت الإصابة الأولى لطبيب في مشفى باب الهوى الحدودي، بعد عودته من قضاء إجازة في تركيا.
وفي آخر حصيلة اليوم الإثنين، سجلت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري أربع وفيات بفيروس كورونا، فضلاً عن 26 إصابة جديدة، ليرتفع عدد الإصابات في مناطق سيطرة النظام إلى 522 إصابة.