أثار قرار إسرائيل منع عضوتي الكونغرس الأميركي رشيدة طليب وإلهان عمر من الدخول إلى فلسطين يوم الخميس، استنكاراً وإدانة جهات رسمية فلسطينية اعتبرت أن القرار يعكس الخوف من فضح الاحتلال وإجراءاته بحق الفلسطينيين.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في تصريح له، "إن قرار إسرائيل منع عضوتي الكونغرس الأميركي رشيدة طليب وإلهان عمر من الدخول إلى فلسطين والتصريحات التحريضية ضدهما، يعكسان الخوف من فضح الاحتلال وإجراءاته الجائرة بحق شعبنا وأرضنا أمام الجمهور الأميركي والعالمي".
وأضاف اشتية: "إسرائيل تحارب كل من لا يقبل نهجها الاحتلالي، وتحاول إسكات وتخويف الأصوات الحرة الداعية للسلام وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني، القرار الإسرائيلي ضد طليب وعمر يؤكد أن العنصرية والديمقراطية لا يمكن أن ينسجما معاً".
من جانبها، أدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في بيان لها، بشدة قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي منع النائبتين في الكونغرس الأميركي رشيدة طليب وإلهان عمر من دخول فلسطين.
وقالت عشراوي إن "هذا القرار المعيب واللاأخلاقي من قبل حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف، يعدّ صفعة للشعب الأميركي ويؤكد عدم احترام إسرائيل للشعوب وممثليهم المنتخبين، كما أنه يعتبر خروجاً على جميع القواعد والأعراف الدبلوماسية، واعتداءً على حق شعبنا في التواصل مع بقية العالم".
وأكدت أن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لا يحق لها منع دخول عضوتي الكونغرس طليب وعمر، اللتين أرادتا التواصل مع الشعب الفلسطيني ورؤية حقيقة ما يجري على الأرض ومعرفة طبيعة الاحتلال وممارساته، مشددة في هذا السياق على حقهما وواجبهما كممثلتين للشعب الأميركي، أن تطلعا على السياسات والإجراءات الأميركية التي تؤثر على فلسطين وإسرائيل ودول العالم أجمع.
وأشارت عشراوي إلى أن طليب وعمر مُنعتا من زيارة فلسطين بسبب مواقفهما السياسية الشجاعة والتزامهما المبدئي بحقوق الإنسان العالمية، وفي الوقت الذي يغتصب فيه الاحتلال حق الشعب الفلسطيني في استقبال زوّاره ومؤيديه ومناصريه في وطنه، يمنح لجنة العلاقات العامة الأميركية-الإسرائيلية (أيباك) الحق في تمويل زيارات لإسرائيل، خلال هذا الأسبوع، لما يقرب من 80 عضو كونغرس أميركياً منحازين بشكل أساسي لإسرائيل وأيديولوجيتها.
ولفتت عشراوي إلى أن إسرائيل تتصرف على أنها دولة فوق القانون تنتهك القانون الدولي والإنساني دون حسيب ولا رقيب، وأن منعها دخول طليب وعمر يأتي ضمن حملة ممنهجة لعزل القضية الفلسطينية عن العالم، وللتغطية على جرائمها وخروقاتها المتواصلة بجميع الوسائل بما فيها الإكراه والرقابة، مطالبة في هذا الصدد دول العالم أجمع، بما فيها أولئك الذين يستميتون في الدفاع عن الاحتلال غير الشرعي إلى وقف هذا الدعم الأعمى واللاأخلاقي.
واستنكرت عشراوي موقف الرئيس ترامب الذي أيد قرار إسرائيل، بل حرّضها على نواب الشعب الأميركي وهاجم ممثليه المنتخبين.
بدوره، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، في بيان له إن "قرار الحكومة الإسرائيلية منع عضوتي الكونغرس رشيدة طليب وإلهان عمر من الوصول إلى فلسطين، يؤكد بشكل قاطع خوف إسرائيل من انكشاف اضطهادها العنصري وممارسات احتلالها ونظام الابرتهايد الذي أنشأته ضد الشعب الفلسطيني، وما قد تقوم به عضوتا الكونغرس من كشف للحقائق أمام الشعب الأميركي".
وتابع: "ويؤكد القرار أن حكام إسرائيل يمارسون العنصرية ضد عضوات كونغرس أميركي بسبب أصولهم العرقية وهذا إثبات إضافي على عنصرية نظام الابرتهايد الإسرائيلي، وأن منع إسرائيل لعضوتي كونغرس أميركيتين انتخبتا بشكل ديمقراطي من زيارة فلسطين يؤكد كذب الادعاء بديمقراطية إسرائيل، فما من ديموقراطية في العالم يمكن أن تقدم على خطوة كهذه" .
وقال البرغوثي: "إن قرار حكومة إسرائيل لن يكسر مواقف رشيدة طليب وإلهان عمر التي نحييها، بل سيفضح أكثر إسرائيل وممارساتها ويساهم في كشف ما تحاول إسرائيل إخفاءه عن العالم من خروق لحقوق الإنسان".