قيادي بإخوان الجزائر: قد نقدم مرشحا لانتخابات الرئاسة إذا غاب التوافق الوطني

30 يوليو 2018
الحركة ترفض ضمنياً إعادة انتخاب بوتفليقة (العربي الجديد)
+ الخط -
أعلن القيادي في "حركة مجتمع السلم" (إخوان الجزائر)، نصر الدين حمدادوش، أن الحركة قد تقدم مرشحا للانتخابات الرئاسية المقبلة في حال فشلت المشاورات السياسية التي تقوم بها بشأن التوافق على تقديم مرشح إجماع وتوافق وطني، يقود مرحلة بمحددات سياسية.

وقال حمدادوش في تصريح لـ"العربي الجديد": "إذا لم نصل إلى حل توافقي بمناسبة رئاسيات 2019 التي نعتبرها فرصة حقيقية للجزائر، فنحن معنيون بهذه الانتخابات، وسنضغط باتجاه الانتخابات التعددية والمفتوحة، والآفاق السياسية والديمقراطية لها، وسنكون على موعدٍ للاختبار العملي لعدم انحياز مؤسسات الدولة لمرشّح السلطة، وسنستمر في المقاومة السياسية".

ويطرح إخوان الجزائر مبادرة سياسية تم عرضها على عدد من الأحزاب السياسية، تتضمن "حلا توافقيا للأزمة السياسية ضمن الإطار الدستوري ومن خلال توافق وطني بين القوى السياسية والاجتماعية الأساسية يقودها رئيس توافقي يأخذ شرعيته الشعبية في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في ربيع العام القادم 2019 ويتم التوافق فيها على رؤية إصلاحية اقتصادية وسياسية يقودها رئيس حكومة توافقي وحكومة توافقية موسعة"، وفق حمدادوش.

وأمس الأحد أعلن "التجمع الوطني الديمقراطي"، الذي يتزعمه رئيس الحكومة الجزائري، أحمد أويحيى، رفض الشق السياسي من مبادرة "حركة مجتمع السلم"، خاصة ما تعلق بالحديث عن توافق على مرشح رئاسي في الانتخابات الرئاسية المقررة في ربيع العام المقبل 2019.

وأبلغ أويحيى زعيم إخوان الجزائر، عبد الرزاق مقري، أن التجمع "يناضل من أجل عهدة رئاسية جديدة للرئيس بوتفليقة خدمة للاستقرار والاستمرار الوطنيين". والخميس الماضي أعلن حزب "جبهة التحرير الوطني" رفضه الشق السياسي للمبادرة واعلن عن جملة من التحفظات بشأنها.

ويقدر المتابعون أن إخوان الجزائر قد يتوجهون لتقديم مقري مرشحا رئاسيا للمرة الأولى منذ مشاركتهم بمرشح رئاسي في انتخابات عام 1995، والتي ترشح فيها الزعيم التاريخي للحركة، الراحل محفوظ نحناح، في مواجهة مرشح الجيش، الجنرال ليامين زروال، قبل أن تؤيد الحركة الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، في ثلاثة استحقاقات، سنوات 1999 و2004 و2009، وتعلن مقاطعة انتخابات 2014.

وبرغم المواقف الرافضة أو المتحفظة على الأقل على جزء من بنود المبادرة السياسية التي يطرحها إخوان الجزائر، إلا أنهم بحسب حمدادوش "متمسّكين بمبادرة التوافق الوطني، وهي مبادرةٌ وطنية وليست حزبية، ونحن متفتّحون على كلّ الملاحظات والمواقف"، مشيرا إلى أن المبادرة صممت "لكي ترقى إلى مشروعٍ وطني كبير، نشتغل عليه مع مَن لديه الرغبة والقناعة بالتوافق الوطني كمخرجٍ من الأزمة الحالية متعدّدة الأبعاد، واستشرافًا لأزمة مستقبلية خطيرة، ونحن نستفيد من هذا الحراك السياسي حولها، لتطويرها والوصول بها إلى المساحات المشتركة".

ولا يبدي حمدادوش أي قلق اتجاه المواقف المعلنة إزاء المبادرة، وأكد أنه "من الطبيعي أن تتباين وجهات النظر حولها من طرف الأحزاب والمؤسسات والشخصيات".

وأضاف في هذا الصدد: "هذه المبادرة لا يمكن إعدامها بمخالفة أو معارضة جهة ما لها، نجاحها مرتبط بتوفر الإرادة السياسية المجتمعة بين المعنيين بها، ونعتقد أنه قد تمّت محاولة الانحراف بالنقاش حول المبادرة وتأويل بعض المقترحات فيها"، في إشارة إلى ما أثير حول مسألة إشراك الجيش في صياغة التوافق الوطني.

المساهمون