إخلاء "هادئ" لمخيم كاليه والحافلات تواصل نقل المهاجرين

24 أكتوبر 2016
CBC247AA-9C72-45AB-99FD-9D7DDE9CEE17
+ الخط -
يسيطر الهدوء على عملية إخلاء مخيم كاليه للمهاجرين في شمال فرنسا، التي بدأت صباح اليوم الاثنين كما أعلنت الحكومة الفرنسية، التي اتخذت إجراءات لوجستية كبيرة للعملية التي تجري تحت مراقبة الشرطة.

ومنذ الفجر، وصل مئات المهاجرين إلى الموقع الذي حدد ليكون مقر قيادة العملية، وهو مستودع أطلق عليه اسم "مركز العبور"، لينتقلوا بالحافلات إلى مراكز الاستقبال التي يبلغ عددها 451، وأقيمت في أنحاء فرنسا.

وأعرب وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف في باريس عن ارتياحه لمجريات العملية.

وغادرت أولى الحافلات المخيم تحمل 50 سودانيا باتجاه مركز استقبال في بورغوني (وسط الشرق)، بعد 45 دقيقة من بدء العملية، بحسب مراسل وكالة "فرانس برس".

وقال رحيم، أحد ركاب الحافلة، "أعيش في الأدغال (الاسم الذي يطلق على مخيم كاليه) منذ سبعة أشهر، وتعبت من ذلك". وقال آخر يدعى بشير (25 عاما) مبتسما "أي مكان في فرنسا سيكون أفضل من المخيم".

في المقابل، ينظر الفتى الإثيوبي القاصر محمد إلى صف المنتظرين الذي يتشكل تدريجيا، ويقول مشككا "أنا قاصر، وأريد أن أنتقل إلى بريطانيا. الحافلات لا تهمني"، قبل أن يعود أدراجه باتجاه المخيم. 




وتؤكد الحكومة أن هذه العملية الكبيرة "إنسانية"، ويفترض أن تسمح بإخلاء أكبر مخيم عشوائي في فرنسا، الذي يؤوي مهاجرين جاء معظمهم من أفغانستان والسودان وإريتريا على أمل عبور بحر المانش إلى بريطانيا.

وحشدت السلطات نحو 1250 شرطيا ودركيا لضمان سير العملية بدون صدامات.

ويفترض أن ينقل ما بين ستة آلاف وثمانية آلاف مهاجر بحافلات إلى مراكز استقبال محددة أقيمت على كل الأراضي الفرنسية، على مدى ثلاثة أيام.




وصرح المدير العام للمكتب الفرنسي للهجرة والاستيعاب ديدييه ليشي اليوم الاثنين "إذا تمكنا من نقل ما بين ألفين و2500 شخص اليوم الاثنين سيكون الأمر جيدا جدا".

وعبر كريستيان سالومي من منظمة "لوبيرج دي ميغران" غير الحكومية التي تعنى بالمهاجرين، عن ارتياحه لأن العملية تجري "بهدوء". لكنه أعرب عن قلقه مع نهاية الأسبوع عندما "لن يتبقى في المخيم سوى الذين يصرون على التوجه إلى إنكلترا". وقدر عدد هؤلاء بنحو ألفي شخص.

وتؤكد السلطات أنها أمنت 7500 مكان لإيواء المهاجرين، وتأمل في إفراغه نهائيا "خلال أسبوع واحد". وتنقل 145 حافلة من الاثنين إلى الأربعاء المهاجرين إلى 451 مركز إيواء موزعة في جميع أنحاء فرنسا. واعتبارا من يوم غدٍ الثلاثاء تبدأ جرافات بازالة الخيام.



وذكر متطوعون أن عددا من المهاجرين غادروا المخيم في الأيام الأخيرة حتى لا يبتعدوا عن المنطقة، آملين بالاحتفاظ بفرصة عبور بحر المانش.

في المقابل، عبر عدد من المعارضين اليمينيين عن خشيتهم من انتشار مخيمات صغيرة تشبه مخيم كاليه في جميع أنحاء فرنسا، بينما اعترضت مدن يفترض أن تستقبل لاجئين على خطة توزيع المهاجرين التي وضعتها الحكومة.

ورد وزير المدينة باتريك كانير أمس الأحد قائلا: "استقبال ثلاثين أو أربعين شخصا في مدن (...) هو أقل شيء ممكن"، مطالبا "بالاحترام" و"الإنسانية" حيال هؤلاء المهاجرين.

وعبرت جمعيات لمساعدة المهاجرين من جهتها عن أسفها لتسرع السلطات، في حين لا يخفي كثيرون تشكيكهم في تبعات العملية.

وقال نائب رئيس جمعية "لوبيرج دي ميغران" فرنسوا غينوك، إن "الحكومة تحلم بأن تحل المشكلة عبر تدمير المخيم لكن هذا خطأ"، مشيرا إلى أن "كثيرين من الذين يرحلون سيعودون. ولا يجب أن ننسى أن هناك واصلين جددا يبلغ عددهم نحو ثلاثين كل يوم".

وسمح التفكيك المنظم للمخيم بإيجاد تسويات لوضع عدد من القاصرين الذين يقدر عددهم بنحو 1300. واستقبلت بريطانيا 194 قاصرا حتى الآن.

لكن وزيرة الإسكان الفرنسية ايمانويل كوس انتقدت تحفظ لندن على استقبال قاصرين بمفردهم تحت شعار لم الشمل العائلي، مؤكدة أنه يجب قبول "مئات منهم (...) بسرعة".

(فرانس برس)



 

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
تحقيق مراكز الإيواء1

تحقيقات

تكتظ مراكز الإيواء الطارئة، غير المجهزة لاستقبال النازحين بالفارين من القصف بينما عملت أونروا في وقت سابق على تجهيز 50 مدرسة بصهاريج مياه نظيفة، وتهيئتها لاستقبال النازحين، لكنها لم تعد كافية
الصورة
وزير التربية الوطنية والشباب في فرنسا غابريال أتال (برتران غاي/ فرانس برس)

مجتمع

أفاد وزراء في الحكومة الفرنسية بأنّ حظر ارتداء العباءة في مدارس فرنسا يستجيب لضرورة الاتّحاد في مواجهة "هجوم سياسي"، مبرّرين الإجراء الذي أعلن عنه وزير التربية الوطنية غابريال أتال.
الصورة
احتجاجات في فرنسا على مقتل نائل م. (فراس عبد الله/ الأناضول)

مجتمع

أعاد مقتل نائل م. برصاص شرطي فرنسي في مدينة نانتير بالضاحية الغربية للعاصمة باريس، وكذلك الاحتجاجات الليلية في مدن فرنسية عدّة، آفات عميقة يعاني منها المجتمع الفرنسي إلى الواجهة.
المساهمون