اتّضحت ملامح الصورة من مؤتمر موسكو برفض معظم أطياف المعارضة السورية، بعد إعلان الائتلاف الوطني وتيار بناء الدولة، والرئيس الأسبق للائتلاف معاذ الخطيب، رفضهم حضور المؤتمر "لأنه من دون برنامج ويعوّم النظام ويقتل مرجعية مؤتمر جنيف".
وأكد الناطق باسم الائتلاف السوري المعارض، سالم المسلط، لـ"العربي الجديد"، أنّه "لم يتخذ قراراً نهائياً حول الحوار السوري- السوري الذي سيعقد الشهر الحالي في القاهرة، ولم يتم تحديد أسماء وفد الائتلاف حتى الآن، بل تمّ خلال اجتماع الهيئة السياسية على مدى ثلاثة أيام، بحث الوثيقة التي قدّمتها هيئة التنسيق، والوثيقة التي قدمتها الهيئة السياسية في الائتلاف.
كما أوضح أنّه سيتم استئناف اجتماعات الهيئة السياسية للائتلاف، الجمعة المقبل، لتحديد أسماء وفد القاهرة، وبحث مبادرة دي ميستورا، إضافةً إلى بحث المتغيرات السياسية والميدانية، في واقع استمرار قتل نظام الأسد للسوريين المدنيين.
الائتلاف السوري المعارض الذي رفض الذهاب إلى مؤتمر موسكو، بحسب رئيسه خالد خوجة، أكد "العمل على تنشيط الحراك الدبلوماسي، والتنسيق مع كافة القوى الثورية الفاعلة لتبني رؤية مشتركة، تقوم على التمهيد للبدء بمرحلة جديدة، دون أن يكون للأسد ودائرته الأمنيّة من قاتلي الشعب السوري أيّ دورٍ مستقبليّ فيها"، مبدياً الرغبة في الحوار مع أطراف المعارضة لبلورة رؤى للحل السياسي".
وأضاف " أما الحوار بيننا وبين نظام الأسد، فلا يكون إلّا على الانتقال السياسي للسلطة، وخارج هذا الإطار لا يمكن الجلوس معه".
وفي حين جاء إعلان كتل معارضة أخرى رفضها الذهاب إلى مؤتمر موسكو، استمرت الأخيرة بالتحضير والدعوة للمؤتمر، إذ بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والدول الإفريقية، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، مع السفير السوري في موسكو، رياض حداد، إجراء اتصالات تشاورية بين الحكومة السورية والمعارضة بهدف إيجاد حل للأزمة في سورية".
وكشف أحد أعضاء الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض، لـ"العربي الجديد" أنّ الهيئة ستبحث خلال اجتماعها الجمعة خطة لتطوير العلاقة مع دول الاتحاد الأوروبي، واستدراك بعض المواقف المرجحة لبقاء بشار الأسد على سدة الحكم، كموقف اليونان وإيطاليا، بعد "تشويه صورة الثورة السورية وتغليب وجه الحرب الأهلية والحرب على الإرهاب، عليها".
كما أكّد أن الرسائل التي وصلت للهيئة السياسية من العديد من أطياف المعارضة السورية، تضمّنت "بوادر إيجابية" لما يتعلق بالحوار، وتوحيد الرؤية تجاه الحل السياسي وفق أهداف الثورة في تحقيق الحرية والديمقراطية، ورفض حضور مؤتمر موسكو إن استمرت روسيا الاتحادية بالدعوة لمؤتمرها الذي ينسف مرجعية جنيف، "لن يحضره سوى النظام وبعض معارضة الداخل التي تدور في فلكه".
من جهةٍ أخرى، وزارة الخارجية الأميركية، وفي معرض ردها على ما يحضّر له في القاهرة وموسكو، اعتبرت أمس الاثنين، أنّ "الرئيس بشار الأسد يجب أن يكون حاضراً على طاولة المفاوضات، على الرغم من فقدانه الشرعية، مثمنة مبادرة مصر".
كما أكّدت أن الولايات المتحدة تدعم كل جهد يهدف إلى تسوية الأزمة في سورية، وذلك في تعليق رسمي على مبادرة روسيا بهذا الشأن.