وسط إجراءات وقاية مشددة لمنع انتقال عدوى فيروس كورونا في ظل ارتفاع عدد حالات الإصابة في روسيا إلى أكثر من 600 ألف، انطلق في عموم أنحاء البلاد الخميس، التصويت على التعديلات الدستورية التي من شأنها "تصفير" عدد ولايات الرئيس الحالي، فلاديمير بوتين، والسماح له بالترشح لولايتين إضافيتين.
ورصد "العربي الجديد" أثناء جولة تفقدية بمركز اقتراع على أطراف موسكو مجموعة من إجراءات الوقاية لمنع انتشار كورونا، بما فيها قياس حرارة المصوتين على مداخل مراكز التصويت وارتداء أعضاء اللجان كمامات طبية وقفازات، وسط تدني عدد الحاضرين، في ظل استمرار التصويت أسبوعاً كاملاً حتى التاريخ الرسمي للاستفتاء في 1 يوليو/تموز المقبل.
وفي مقابل قلة المصوتين بمراكز الاقتراع في موسكو، ثمة إقبال سكان العاصمة على التصويت الإلكتروني والذي بلغت نسبة المشاركة فيه أكثر من 5 في المائة خلال الساعة الأولى من التصويت وحدها، وفق أرقام أوردتها وكالة "نوفوستي" الحكومية الروسية.
ومن بين كبار المسؤولين الروس الذين أدلوا بأصواتهم في أول أيام التصويت، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، وبطريرك موسكو وعموم روسيا، كيريل، والناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بينما أعلن بوتين أن المهمة الرئيسية هي "النتائج الشرعية والموثوق بها تماماً للتصويت"، محذراً من إجبار المواطنين على المشاركة في الاستفتاء.
وفي الوقت الذي استبق فيه بوتين بدء التصويت بالإعلان عن حزمة جديدة من إجراءات دعم العائلات والعاطلين عن العمل وقطاع الأعمال، واصلت المعارضة الروسية توجيه انتقادات لاذعة للتعديلات التي ترى فيها تكريساً لحكم الفرد وحيلة لبقاء بوتين رئيساً مدى الحياة.
ومن بين المعارضين الروس الذين توجهوا بالحديث إلى جمهورهم في أول أيام التصويت، الملياردير الهارب، ميخائيل خودوركوفسكي، الذي اعتبر أن التعديلات المقترحة تغير جوهر الدستور "من جمهورية ديمقراطية إلى جماهيرية مدى الحياة" في ظروف انكماش الاقتصاد وتراجع دخل السكان.
وقال خودوركوفسكي في مقطع فيديو حقق أكثر من 150 ألف مشاهدة على موقع "يوتيوب": "لم يعد بوتين أباً للناس، بل هو شخص لم يفِ بوعده في القضية الأكثر حساسية، أي التقاعد"، في إشارة إلى الإصلاح الذي أعلنت عنه السلطات الروسية في منتصف عام 2018 ومن شأنه الرفع التدريجي لسن التقاعد.
ودعا خودوركوفسكي متابعيه إلى جمع 20 ألف صورة لاستمارات التصويت بـ"لا" أو مع اللافتات الرافضة للتعديلات في الشوارع، فتداولها على شبكات التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ "لا للتعديلات" باللغة الإنجليزية لإيصال الصورة الحقيقية إلى العالم بصرف النظر عن النتائج التي سيتم إعلانها.
وبحسب نتائج استطلاع أجراه "مركز عموم روسيا لدراسة الرأي العام" وأُعلنت قبل انطلاق التصويت بيومين، فإن 71 في المائة من الروس يعتزمون المشاركة في التصويت، فيما أعرب أكثر من ثلثين منهم عن دعمهم للتعديلات مقابل معارضة أقل من ثلث المستطلعة آراؤهم.