الأجانب ممنوعون
ففي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الروسية فرض حظر على دخول الأجانب والأشخاص بلا دولة إلى روسيا اعتباراً من منتصف ليل الأربعاء 18 مارس/ آذار وحتى 1 مايو/ أيار المقبل، استثنى الحظر عدداً من الفئات، بمن فيهم الدبلوماسيون، وسائقو النقل البري، وأفراد طواقم السفن والطائرات، وأعضاء الوفود الرسمية، والمقيمون في روسيا، بالإضافة إلى الحالات الإنسانية مثل وفيات الأقرباء.
من جهتها، ذكرت صحيفة "كوميرسانت" أن السلطات الروسية تنظر في خيار إغلاق الحدود بشكل شبه كامل مع فرض قيود على سفر المواطنين الروس إلى الخارج، وسط استمرار إجلاء العالقين من الدول الأجنبية.
وفي الوقت الحالي، تُخضع سلطات موسكو القادمين من إيران، والصين، وكوريا الجنوبية، وألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا، للحجر الصحي لمدة أسبوعين بمنازلهم أو بالمستشفى في حال وجود أي أعراض لكورونا الجديد.
واعتباراً من بداية الأسبوع الجاري، علّقت روسيا الرحلات الجوية مع بلدان الاتحاد الأوروبي وسويسرا والنرويج، مع استثناء الرحلات من وإلى عواصم تلك الدول التي تنفذ من مبنى الركاب "إف" لمطار "شيريميتييفو" الدولي في ضواحي موسكو. وقد علّقت شركة "السكك الحديدية الروسية" هي الأخرى حركة القطارات مع معظم الدول المجاورة، بما فيها الصين، ومنغوليا، وأوزبكستان، وأذربيجان، وكازاخستان، وأوكرانيا.
إغلاق المدارس
في غضون ذلك، تقرّر إغلاق جميع مدارس موسكو اعتباراً من 21 مارس/ آذار الجاري وحتى 12 إبريل/ نيسان المقبل، بينما تحولت كبرى الجامعات الروسية، بما فيها جامعة موسكو الحكومية، ومعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، والمدرسة العليا للاقتصاد، إلى نظام التعليم عن بعد، اعتباراً من اليوم الأربعاء، وذلك تنفيذاً لتوصيات وزارة التعليم والعلوم الروسية.
كذلك فرضت سلطات موسكو حظراً على كلّ الفعاليات الثقافية والرياضية والترفيهية والتعليمية في الهواء الطلق، بالإضافة إلى الفعاليات داخل المباني في حال كان عدد الحاضرين يزيد عن 50 شخصاً.
وبدأ عدد من الشركات الروسية، بما فيها عملاق البحث "ياندكس" والمصارف الكبرى مثل "سبيربنك"، و"في تي بي"، و"غازبروم بنك"، وغيرها، بتحويل موظفيها للعمل عن بعد، في حال كان بإمكانهم الاتصال بالنظم المصرفية من منازلهم.
وحول فاعلية إجراءات منع التجمعات للحدّ من انتشار كورونا، نقلت صحيفة "كوميرسانت" عن كبير الأطباء بمركز "ليدير" الطبي، يفغيني تيماكوف، قوله: "في حال إجراء بعض الفعاليات لتفريق مصادر العدوى، مثل إلغاء الفعاليات العامة وفرض الحجر الصحي في المدارس والجامعات، فلن تحدث زيادة مطردة في عدد المرضى، وسنستطيع التعامل مع عدد مستقر على الرغم من أنه لن يكون قليلاً، إذ إن موسكو هي مدينة يقطنها ملايين السكان". وتوقع تيماكوف زيادة في عدد الحالات المسجلة، مع توسع نطاق الفحص مثلما حدث في الصين.
غياب السياح
وعلى الرغم من حلول الجو الربيعي، وارتفاع الحرارة إلى نحو 7 درجات مئوية فوق الصفر، إلا أن أبرز معالم موسكو كادت تكون خالية من الزوار، إذ لم يرصد "العربي الجديد" خلال جولة في الساحة الحمراء وفي محيط الكرملين سوى عدد ضئيل جداً من السياح، وهم يلتقطون صوراً تذكارية، وكان بعضهم مرتدياً كمامات طبية.
في المقابل، تشهد متاجر التجزئة ازدحاماً ملحوظاً، وسط إقبال المشترين على تخزين المعلبات والسلع الأساسية مثل الحبوب والدقيق والمستلزمات الصحية خوفاً من نفادها، وحدوث اضطرابات في الإمدادات.
كذلك تعاني روسيا من نقص حادّ في الكمامات الطبية التي لم تعد متوفرة بالصيدليات منذ نحو شهر، بعد أن هرع الروس لشرائها بعد الأنباء عن انتشار كورونا الجديد خارج الحدود الصينية.
وبحلول منتصف الأسبوع الجاري، بلغ عدد الحالات المسجلة للإصابة بكورونا الجديد في روسيا 114 حالة في 26 إقليماً، بما فيها عشر حالات انتقال للمرض داخل روسيا، و104 حالة عائدة من الخارج، كما يتلقى 109 مرضى العلاج في المستشفيات في الوقت الحالي.