إجراءات أمنية مشددة بالقدس وإغلاق الضفة بحجة "الأعياد اليهودية"

23 مارس 2016
أغلقت قوات الاحتلال ساحة باب العمود بالحواجز الحديدية(العربي الجديد)
+ الخط -
فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، تدابير أمنيّة مشدّدة في القدس المحتلة، في الوقت الذي أغلقت كافة الحواجز العسكرية بالضفة الغربية المؤدية للداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، بحجة "الأعياد اليهودية".

وأغلقت قوات الاحتلال، مساحات إضافية من ساحة باب العمود، وهي الساحة الرئيسة المفضية للبلدة القديمة، والتي بات يطلق عليها المقدسيون "ساحة الشهداء"، ولم يبق للمقدسيين سوى مسارين فقط لمرورهم، بينما خصصت مساحة أخرى للتنكيل بالشبان دون سن العشرين، وإخضاعهم لتفتيشات مهينة ومذلة.

وبدت ساحة باب العمود مغلقة بعشرات الحواجز الحديدية، بينما بات محظوراً على الشبّان وحتى كبار السن الجلوس على المقاعد الحجرية في تلك الساحة، كما حظر القيام هناك بأي عمليات تصوير للجنود خلال تنكيلهم بالشبان، ويشمل هذا الحظر أيضاً الأجانب.

واحتجز جنود الاحتلال شابة أجنبية، لبعض الوقت، لقيامها بتصوير مجموعة من الجنود خلال تنكيلها بفتى، أرغم على الوقوف ووجه باتجاه جدار وفتح رجليه إلى أقصى حد، قبل أن يقوم جندي آخر بـ"التحرش به" بوضع يده في بنطال الفتى من الخلف، وتحسس أعضائه التناسلية، في مشهد بات يتكرر يومياً.

وتأتي هذه الإجراءات المشدّدة، عشية احتفالات اليهود بعيد البوريم (المساخر)، حيث قررت سلطات الاحتلال اتخاذ تدابير أمنية مشددة، شملت عزل القدس عن محيطها، ومنع الدخول إليها حتى من حملة التصاريح القانونية الممنوحة لهم من سلطات الجيش والإدارة المدنية الإسرائيليتين.

وسبق هذه التدابير حملة اعتقالات واسعة واستدعاءات لنشطاء مقدسيين، طاولت نحو عشرين ناشطاً، صدرت أوامر إبعاد لمعظمهم عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى حتى انتهاء الأعياد اليهودية، علماً أن هؤلاء المبعدين من الأسرى المحررين، وبعضهم فتية لا تتجاوز أعمارهم السادسة عشرة.

وأثارت تدابير الاحتلال في باب العمود استياء وغضباً شديدين من قبل سكان البلدة القديمة خاصة تجارها، حيث بات كثيرون من المتسوقين يعزفون عن التوجه إلى أسواقها، في وقت تشكو عائلات مقدسية عديدة من تعرض أبنائها للضرب والاعتقال خلال احتجاجهم على أعمال التفتيش المهينة التي يتعرضون لها، كما قال أمين سر الغرفة التجارية في القدس، حجازي الرشق، لـ"العربي الجديد".

وحذّر الرشق من ضرب هذه الإجراءات للقطاع السياحي والاقتصادي في القدس بشدة، وتسببت بإغلاق العديد من التجار لمحلاتهم.

بموازاة ذلك، نصبت شرطة الاحتلال عشرات كاميرات المراقبة المطلة على الساحة الرئيسة، إضافة إلى مجسات تنصت، كما أقامت نقاط مراقبة يحرسها جنود فوق أسوار البلدة القديمة، وعلى أسطح البنايات العالية، وتحديداً بناية كولومبيا التي تشرف تماماً على الساحة، وعلى عموم البلدة القديمة.

وفي ما يتعلق بالمسجد الأقصى، أكّدت مصادر في الأوقاف الإسلامية بالقدس، لـ"العربي الجديد"، أنّ جهوداً أردنية بذلت الليلة الماضية، دفعت بسلطات الاحتلال إلى التراجع عن قرارها بمنع دخول المصلين دون سن الخمسين إلى المسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية، وهي خطوة قوبلت بالتنديد من قبل مسؤولي الأوقاف، كما ورد على لسان الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى، الذي وصف الإجراء الإسرائيلي بأنه "استفزازي وانتهاك لحق المسلمين في الصلاة بمسجدهم".

وأمس الثلاثاء، أغلقت قوات الاحتلال كافة الحواجز العسكرية المقامة بين الضفة الغربية ومناطق فلسطين المحتلة عام 1948.

وقال مصدر أمني في الارتباط الفلسطيني، لـ"العربي الجديد"، إن "سلطات الاحتلال أبلغ الارتباط بإغلاقه لكافة الحواجز المؤدية للداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، فيما تغلق قوات الاحتلال تلك الحواجز ابتداء من يوم أمس، وحتى مساء يوم غدٍ الخميس، بسبب الأعياد اليهودية".

وتواصل قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على الحواجز العسكرية المنتشرة على مداخل مدن وبلدات الضفة الغربية، وتقوم بتفتيش المارة ومركباتهم.


اقرأ أيضاً: استنفار لقوات الاحتلال في محيط القدس وإغلاق الضفة والقطاع

المساهمون