إجراءات أمنية عراقية غير مسبوقة لتحصين المنطقة الخضراء

02 يونيو 2015
تحسب لتنفيذ "داعش" هجمات داخل المنطقة الخضراء(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
تثار مخاوف كثيرة في الأوساط السياسية والشعبية العراقية من مغبّة دخول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الى العاصمة بغداد، الأمر الذي استدعى إجراء تحصينات مشدّدة لتأمين المنطقة الخضراء، التي تضم المؤسسات القيادية للدولة ومنازل أغلب المسؤولين.

وفي هذا السياق، أكد مسؤول في قيادة عمليات بغداد لـ"العربي الجديد"، أنّ رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وجّه باتخاذ إجراءات مشددة جداً حول المنطقة الخضراء وسط بغداد، البالغة مساحتها 20 كيلومترا مربعا وأنشأتها القوات الأميركية عقب احتلالها البلاد، إذ أحاطت القصور الرئاسية والفنادق المطلة على جانب نهر دجلة بأسوار إسمنتية عالية على شكل محمية كبيرة، وقامت بعدها بتعويض مئات المواطنين بمبالغ مالية عن مصادرتها منازلهم".
وأوضح المصدر العسكري أن "الإجراءات الجديدة شملت جوانب عدة، منها تضييق الدخول إلى داخل وفي محيط المنطقة الخضراء، خوفاً من حدوث أيّ هجوم قد ينفذه داعش على المنطقة". ولفت إلى أن "الإجراءات تضمنت أيضاً نشر وحدات استطلاع على مسافات مختلفة خارج المنطقة الخضراء، وتنظيمها بشكل خطوط عرض يسهل تواصلها والتنسيق فيما بينها. كما تم نشر دبابات وعربات من نوع همر في بوابات الدخول والخروج".
كما أكد أنه تم نشر دوريات متحركة خارج المنطقة الخضراء قرب بواباتها ومحيطها خوفاً من حدوث أيّ طارئ، مشيراً إلى أن "المخاوف لا تتعلق باقتحام بغداد وحسب بل عمل إرهابي كبير يطال المنطقة الخضراء ينفذه داعش".
ووفقاً للمسؤول في قيادة عمليات بغداد، فإنّه "تم منع الدخول إلى المنطقة الخضراء عن طريق النداء بالأجهزة، والذي كان يتّبع مع المسؤولين الحكوميين الذين لم يحصلوا بعد على بطاقات تخولهم الدخول، فضلاً عن سحب هذه البطاقات من كل من يدخلون المنطقة الخضراء مع تدوين معلومات كاملة عنهم، على أن لا يعاد تسليم البطاقات لهم إلا عند خروجهم".

اقرأ أيضاً: واشنطن وباريس تضغطان على العبادي لقبول المصالحة الوطنية

في غضون ذلك، استضافت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أمس الاثنين، وزير الداخلية محمد سالم الغبان وبحثت معه خطة حماية العاصمة. وقال رئيس اللجنة، حاكم الزاملي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "اللجنة ناقشت مع الوزير الملف الأمني للعاصمة بغداد، وتطرّقت إلى الخروقات الأمنية الأخيرة التي وقعت ومخاطر استمرار أعمال العنف في العاصمة"، مؤكداً أنّه "تم خلال الجلسة أيضاً دراسة الخطة الموضوعة لحماية بغداد من الخلايا النائمة وتسلل عناصر داعش إليها".
وأكّد أنّ "الخطة تضمّنت سلسلة إجراءات ستكون فعالة للحد من الخروقات الأمنيّة التي تحدث"، مشيراً إلى أنّ "اللجنة، وعلى الرغم من العطلة التشريعيّة للبرلمان، فإنّها ستواصل أعمالها بسبب حساسيّة الموقف الأمني الذي يتطلب متابعة حثيثة".

من جهته، قلّل الخبير الأمني مجيد عبد الرحيم، من "قيمة الخطط الأمنيّة المتبعة لدى القائمين على الملف الأمني في العاصمة بغداد". وقال عبد الرحيم لـ"العربي الجديد"، إنّ "القائمين على الملف الأمني في بغداد، منذ سنوات عدة، لم يواكبوا التطورات الأمنية واستمروا حتى اليوم متمسكين بخطط كلاسيكيّة تقليدية، تقوم على الانتشار الأمني وانتظار الخطر الداهم ليتم التصدي له عند وقوعه وهذا هو الفشل الكبير".
وأضاف عبد الرحيم أنّ "التفجير الذي ضرب قبل أيام عدّة فندق بابل هو ناقوس خطر ورسالة واضحة الى السياسيين بعثها داعش، تكشف عن قدرته على ضرب المنطقة الخضراء، والتي لا يفصلها عن فندق بابل وفندق عشتار شيراتون سوى بضعة أمتار". وأشار الى أنّه "يتحتم على القائمين على الملف الأمني أن يطوروا من خططهم الاستباقية، إذ إنّهم لم يستطيعوا استباق الخروق الأمنيّة لأنّهم يفتقدون للبعد الاستخباري كما لا تتوفر لديهم التقنيات الحديثة التي تكشف المتفجرات، الأمر الذي يجعل من الخطط المتبعة الحالية لا قيمة لها".
وبعد سيطرة تنظيم "داعش" على محافظة الأنبار أصبحت العاصمة بغداد في دائرة الخطر، فيما يطالب المسؤولون الحكوميون بتركيز الجهد الأمني للدفاع عن بغداد، لأنّ سقوطها سيمثل سقوط العراق بالكامل وانهياراً للحكومة.

اقرأ أيضاً: العنف من الشارع إلى البرلمان في العراق

المساهمون