لا يزال هناك شيء من الحنين لدى الجمهور التونسي تجاه السينما الإيطالية لسنوات السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي؛ حيث أن أجيالاً مثّلت لها هذه النوعية الطبق الفني الرئيسي الذي يقدّمه التلفزيون الإيطالي الذي كان يبث في تونس، قبل أن تهجم، في التسعينيات، القنوات الفضائية التي عممت ذائقة تجارية محددة.
المخرج الإيطالي إتوري سكولا الذي رحل في الـ 19 من الشهر الماضي، يعتبر واحداً من صناع المشهد السينمائي الإيطالي في تلك العقود، سيستضيف، نادي سينما "حلقة الحمراء" أعماله بداية من اليوم وحتى 26 من الشهر الجاري، في قاعة "مسرح الحمراء" في العاصمة التونسية.
تميّز سكولا بأنه "أكثر من مخرج" كما تقول عنه الصحافة الإيطالية، فهو إلى جانب الإنتاج السينمائي، باعث مهرجانات، كما أن أعماله الأخيرة تحمل في طياتها محاولة للتأريخ للسينما الإيطالية، خصوصاً من زاوية الصداقات الشخصية بين المخرجين ونجوم الفن السابع.
بدأ سكولا مشواره نهاية الأربعينيات، ولكن ليس من السينما، بل من عالم الصحافة، فكان يعمل كرسام كاريكاتيري في عدد من الجرائد الساخرة؛ ما مكنه من شهرة سريعة، ليجري بعدها استقطابه إلى السينما كسيناريست، ليتعاون مع أبرز نجوم الخمسينيات؛ ألبيرتو سوردي.
ستمتد مسيرة سكولا السينمائية إلى خمسة عقود، إلى أن أعلن اعتزاله في 2011، وهي مسيرة تميّز فيها بلون التراجيكوميدي في عدّة أعمال، أبرزها "يوم خاص" (1977) و"الوحوش الجديدة" (1978) و"الأسرة" (1987) "أناس من روما" (2003).
اقرأ أيضاً: ذكريات زمن مانفرديني